مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/03/2011, 04:32 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ قوووت القلوب
قوووت القلوب قوووت القلوب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/06/2010
المكان: البرنابيو
مشاركات: 6,232
فن اللياقه - والادب - والذوق

فن اللياقه - والادب - والذوق


دائماً ما نشير إلى شخص
تحلى بالذوق
وكلما استعرضت مجالسنا
قواعد اللياقة العامة,
يتبادر هذا الشخص إلى أذهاننا..
ويدور الحديث حول أسلوبه في الحياة..
كيف يتحدث؟
كيف يتعامل؟
كيف يصبر؟
كيف يعفو؟؟
كيف يعيش بين الناس بروح تستوعب
ميولهم وأفكارهم؟؟
هل هو مخلوق من كوكب أخر؟؟


أم هو تعلم كيف يمزج تعامله باللياقة
حتى لا يجرح الآخرين؟؟
نعم لقد أكتسب فن التعامل من خلال
تجاربه مع الغير..
وحاز على احترام اغلبهم.
وأينما كان لا يمله مكان .
هذا الشخص لا يغيب ذكره العطر


عن القلوب والعقول..
هل هو يختلف عن البشر؟؟
ربما يتميز عنهم بهذا
الأسلوب اللبق.
أما هو فمجرد إنسان وربما
يكون فقير وربما يكون
لا يتمتع بالكثير من ما يملكه غيره..
ولكنه مرغوب فيه..


فهناك من نعتبرهم شخصيات ذات
مستوى عالي من الذوق
من خلال عباراتهم الرنانة
التي تسلب الألباب,,
ولكن عندما تقترب منهم تنبعث
روائح خلافاً للتنظير الذي يتشدقون
به أمام الناس..


فتراه على كلمه قيلت له يقيم
لها الدنيا ويقعدها,,
ويصب جام غضبة على من قال
هذه الكلمة حتى وإن كانت
لا تنزل من مكانته ,
وربما تكون الكلمة من
غير قصد وربما تكون
عفويه غير قابله للتأويل,,


بل تراه ينتهك ويظلم باسم الحق
الذي تعسف في استعماله,
وفي الوقت الذي تنتهك فيه
حرمات الله لا يتمعّر وجهه,
فتعرف أن هذا الشخص لا يتمتع باللياقة
بل يفتقد لأبسط أساليب
الذوق..


وهناك من نحسبهم مثقفين
مطّلعين على أمور الدنيا والدين,
وهم ما يسمون بطليعة
المجتمع أو النخبة,,
ولكن عندما يغوصون في
أعماق المجتمع يتذمرون ويتبرمون
ويظهرون خلاف ما يكتبون..
تراه يكتب عن الأخلاق
وهو لا يتحلى بالأدب..
تراه يكتب عن مبادئ التغيير
وهو بعيد عن التغيير,,
وكأنه عايش في صومعة يطلب
صك الغفران ويكتب عن أحوال
وأهوال من حوله,,
بينما هو بذاته أحوال وأهوال,,,
تراه يشتم من خالفه الرأي
,,ويجرح الذي لم يقبل رأيه,,
وينطق ألفاظ حين يغضب
لا تمت للثقافة أو الأدب بحال..
فالأديب ليس من ينثر كلام
منمق على بياض الورق,,
وليس من قال شعر
يترنم به العشاق,
وليس من صاغ قصص من
وحي الخيال وكفى,,
وإنما الأديب هو الذي يتخلق
بالأدب حقيقة ثم يبلوره
سلوك معاش
يطبقه في الحياة,,
أي يجسّد الأخلاق معامله للناس
قبل أن يثرثرها هنا وهناك,
وينثر فنون اللياقة بأسلوب
خلاّق قبل أن يعزفها على المسامع,,,
ويفرش بساط الذوق بروح
توّاقة للحب قبل أن ينفض
غباره في العيون,,
أما أن يكون كاتب أو شاعر
أو قاص ثم يعفي نفسه مما يقوله,
فهذا ليس أديباّ..


فمبادئ اللياقة العامة ليست حكراً
على أحد كما أنها ليس خاصة
بالمثقفين المرهفين..
وإنما يمكن أن يكتسبها أي شخص
إذا أزاح تلك الطحالب العالقة
في نفسه,,,
فبإمكانه أن يحترم الناس
لشخصهم ويخالف
أفكارهم بطريقة مرنه
وليس العكس,,
وبإمكانه أن يقدّر جهود
الغير ولا يقلل منها,,
وبإمكانه أن يتواضع بطريقة
لا تخدش حياءه,
وبإمكانه أن لا يحتقر الضعفاء,
وبإمكانه أن لا يكشّر عن
أنيابه لمجرد أمراً سهل,,
وبإمكانه أن لا يتكبر على خلق الله,
وبإمكانه أن يتعايش مع الناس
ويصبر على آذاهم,
وبإمكانه أن لا يقاطع متحدث
وان لا يهمّش من أراد أن يطرح
فكره معينه,,
وبإمكانه أن لا يجرح مشاعر
الناس وأن لا يزعجهم,,
فاللياقة والذوق والأدب صفات
تندرج تحت الأخلاق الحسنة
والذي لا أخلاق له
حتماً لن يتحلى باللياقة
ولن يعرف معاني الذوق
ولن يكون أديباً...
اضافة رد مع اقتباس