| اخي الكريم تابط سرا وفقه الله
السعة والنعيم الذي نحن فيه هو فضل من الله وليس بحولنا ولا قوتنا
وضيق ذات اليد التي يعانون منها كذلك هي ابتلاء من الله لا حول لهم فيها ولا قوة
لذلك ارجو التكرم بالاتبعاد عن السخرية والكف عن التعالي فإن الله لا بحب كل مختال فخور وقد نعرض انفسنا لنقمة الله آمل الاطلاع على هذا النص الرائع :
ومن مفاسد السخرية أيضًا أن عقوبتها قد ترجع على صاحبها الساخر أحيانًا، وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ، قال : ((وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيّره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه)) أخرجه أبو داود، فكم تحدث الناس عن رجل سخر بخَلْق رجل أو خُلُقه فما لبث أن بلي بمثل ما سخر منه، وكم من رجل ازدرى رجلًا فجعل الله للمسخور منه علوًا وسلطة على الساخر، إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ، وكم من امرأة سخرت من غيرها فعوقبت بمثلها أو سخرت من ولد غيرها فبليت بذلك في ولدها أو أولادها. قال بعض السلف: (لو أن رجلًا عير رجلًا برضاع كلبة لرضعها) وروي مرفوعًا ولا يصح، وقال ابن سيرين رحمه الله تعالى عندما ركبه الدَيْن وحُبِسَ به: "إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا، عيّرت رجلًا منذ أربعين سنة، فقلت له: يا مفلس". ذكر ذلك كله الإمام ابن رجب في (الفرق بين النصيحة والتعيير)
وعقوبة التعيير الدنيوية ابتلاء المُعيّر بما عيّر به غيره !!
ركب محمد بن سيرين الدّيْن و حُبس به قال : إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيّرتُ رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له يا مُفلس ,و ما أصدق قو القائل :
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا
فيكشف الله ستراً من مساويكا
وأذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا
ولا تَعِبْ أحداً منهم بما فيكا
اشكرك من كل قلبي |