مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6  
قديم 03/03/2011, 09:49 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان العتيبي20
سلطان العتيبي20 سلطان العتيبي20 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 01/09/2010
مشاركات: 943

ريتشارد قلب الأسد


الملك ريتشارد قلب الأسد هو واحد من أهم ملوك إنجلترا وأشهرهم والذي ذكرهم التاريخ كثيرا، عرف ريتشارد كقائد عسكري محنك، خاض العديد من المعارك والتي يعد من أهمها الحملة الصليبية والتي قام بها حكام أوروبا من أجل استعادة بيت المقدس من المسلمين، وكان ريتشارد على رأس هذه الحملة باعتباره قائداً حربيا لا يشق له غبار، وأيضاً لكونه ملكاً لواحدة من أكبر الإمبراطوريات قديماً.

ولد ريتشارد في أكسفورد بإنجلترا في الثامن من سبتمبر عام 1157م، هو الابن الثالث للملك هنري الثاني، نشأ ريتشارد منذ الصغر متدرباً على الأمور العسكرية والقتالية الأمر الذي أهله بعد ذلك لتولي الحكم كقائد حربي متميز.


سعيه من أجل الفوز بالحكم

سعى ريتشارد كثيرا من أجل الفوز بالحكم وقام بالعديد من المحاولات من أجل ذلك وكانت أولى هذه المحاولات عندما تآمر هو وأخوته من أجل الاستيلاء على الحكم من والده الملك هنري الثاني، وكان ذلك في عام 1173م ولكن باءت هذه المحاولة بالفشل، وعلى الرغم من هذا استمر ريتشارد بمحاولاته ولم ييأس في الضغط على أبيه من أجل جعله وريثاً لعرش إنجلترا والمقاطعات الفرنسية التابعة له، وتقاتل مع أخوته أيضاً على الملك، واستمرارا في محاولاته هذه قام بالتمرد والثورة على والده مرة أخرى في عام 1188م، حيث تحالف مع ملك فرنسا فيليب أوغسطس ضد والده، وبالفعل تحقق له ما أراد أخيرا وتوفى والده في عام 1189م ليخلفه ريتشارد ليصبح ملكا على عرش واحدة من اكبر الإمبراطوريات في ذلك الوقت وهو عرش إنجلترا، وذلك في عام 1189م.


مشاركته في الحملة الصليبية




كان لسيطرة العرب على بيت المقدس بعد أن استقر في أيدي الصليبين لفترة طويلة من الزمن أثر كبير في إثارة الملوك الأوربيين، فبدأت تتجمع الآراء من أجل الإتحاد معاً واستعادة بيت المقدس من أيدي المسلمين، ولقد سارع الملك ريتشارد من أجل هذا الهدف فكان في مقدمة الملوك المشاركين في الحملة الصليبية وكان معه في هذا فيليب أوغسطس ملك فرنسا، وفريدريك بربروسا إمبراطور ألمانيا.

بدأ ريتشارد الأول في تجهيز الحملة وإمدادها بكافة العداد اللازم لها الأمر الذي كلفه أموالاً طائلة ولكن رغبة ريتشارد في تحقيق النجاح والرجوع إلي إنجلترا متوجاً بالنصر وهتافات الشعب تحوطه من كل جانب كان كفيل بالتغطية على أي تكاليف صرفت من أجل هذه الحملة.

بدأ ريتشارد وغيره من الملوك الصليبين في التحرك من أجل هدفهم فوصل الأسطول الإنجليزي بقيادة ريتشارد إلي عكا في عام 1191م، حيث أنضم إليه ملوك الحملة الصليبية الآخرين بجيوشهم وقاموا بمحاصرة أسوار عكا واستمروا بقذفها ولكنهم في النهاية نجحوا في دخلوها على الرغم من الصمود والشجاعة التي أبداها أهل المدينة إلا أنهم اضطروا لتسليمها في نهاية الأمر بناء على وعد من الحكام الصليبين بتحرير المسلمين الأسرى ولكن على الرغم من الوعود التي قطعوها إلا أن ريتشارد قام بنقد جميع الوعود وأقتحم المدينة وقامت الجيوش بقتل الأسرى المسلمين مما خلف ورائهم مذبحة بشعة.


بعد أن حقق ريتشارد النجاح في معركته الأولي في عكا بدأ في الزحف نحو بيت المقدس وفي الطريق إلي هذا تم خوض العديد من المعارك مع الجيوش الإسلامية وخاض ريتشارد العديد من المفاوضات مع صلاح الدين قائد جيش المسلمين ولكن جميع المفاوضات كانت نتيجتها الفشل.


الطريق لبيت المقدس

خاض ريتشارد العديد من المعارك مع الجيوش الإسلامية ونجح في الاستيلاء على مدن عديدة منها يافا ويازور والرملة وغيرهم، وأصبحت المعارك بينه وبين المسلمين دائرة بين هزيمة ونصر حتى أقترب من بيت المقدس هو وباقي الجيوش ولكنه لم يتمكن من الاستيلاء عليه نظراً لصمود الجيوش الإسلامية وبراعة قائدها، هذا بالإضافة للنزاع الذي دب في صفوف الصليبين مما زاد من ضعفهم.


ما بعد الحملة الصليبية



بعد أن باءت حملة الصليبين بالفشل بقيادة ريتشارد عمل على عقد صلح مع المسلمين والذي عرف بصلح الرملة وذلك في الثاني من سبتمبر 1192م والذي وضع القواعد المحددة للمناطق الخاضعة تحت حكم الصليبين والمناطق الخاضعة للمسلمين مع إعطاء المسيحيين الحرية في الحج إلي بيت المقدس وقتما شاءوا.

بعد أن استقرت الأوضاع في بيت المقدس وبعد صلح الرملة الذي عقده ريتشارد مع المسلمين توجه عائداً إلي بلاده مرة أخرى وأثناء هذا علم ريتشارد باستيلاء أخيه يوحنا على الحكم الأمر الذي جعله يسرع في العودة فقام برحلة التوجه لبلاده في أكتوبر 1192م ، ولكن أعترضته العديد من المصاعب كان أولها عندما واجهت سفينته رياح شديدة أدت لنزوله في ميناء البندقية وإكمال باقي رحلته إلي إنجلترا في الطريق البري، ولكن لم تكن هذه نهاية الرحلة بالنسبة لريتشارد حيث قام ليوبولد دوق النمسا باعتقاله وسلمه إلي هنري السادس إمبراطور الدولة الرومانية فسجنه ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد أن قدم ريتشارد فدية كبيرة وذلك في عام 1194م.


نهاية الملك

عاد ريتشارد إلي بلاده مرة أخري بعد أن فك أسره من هنري السادس فتمكن من استعادة ملكه، وقتل المتآمرين وأصدر العفو عن أخيه، وتوج ملكاً مرة أخرى في عام 1194م، استقر بعد ذلك في نورماندي ثم خاض عدد من المعارك مرة أخرى من أجل إنقاذ ممتلكات إنجلترا في فرنسا .

وجاءت نهاية الرحلة الطويلة لحياة ريتشارد عندما أصابه سهم أودي بحياته في إحدى المعارك وكانت وفاته في إبريل عام 1199م.



.................................................. .................




الإسكندر..عاشق عروس المتوسط








هو الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني قائد عسكري فذ، وملك مقدونيا ويعد من أكبر القادة العسكريين في العالم، قام بقيادة جيوشه لفتح معظم دول العالم وفرض النفوذ اليوناني عليها، وتعد من العلامات المميزة التي تركها للمصريين مدينة "الإسكندرية" عروس البحر الأبيض المتوسط التي قام بتأسيسها وتجميلها وجعل منها عاصمة لحكمه في مصر.

ولد الإسكندر في بيللا العاصمة المقدونية القديمة في عام 356 ق.م، وهو ابن الملك " فيليب " ملك بلاد مقدونيا والتي تقع في شمال بلاد اليونان بقارة أوروبا، ووالدته هي الملكة "أوليمباس"، تتلمذ الإسكندر على يد الفيلسوف اليوناني الكبير أرسطو، وكان يعرف عن الإسكندر ذكاؤه الحاد وشجاعته ومهارته في العديد من الألعاب الرياضية، وإعجابه الكبير بالبطولات الإغريقية والفتوحات التي كان يقوم بها الإغريق في البلاد المختلفة.


الإسكندر حاكماً

تولى الإسكندر الحكم في عام 336 ق.م، وذلك بعد وفاة والده وكان حينها لم يتجاوز العشرين من عمره مما أثار العديد من حكام الولايات الإغريقية ضده، ولكنه تمكن من إخماد ثوراتهم هذه بقوة ومهارة، وتمكن من حكم البلاد بقوة، وعمل علي إخضاع الشعوب البربرية في شمال مقدونيا وبسط نفوذه علي بلاد اليونان.

وفي عام 335 ق.م قام الإسكندر بحملة واسعة لغزو بلاد الفرس، وتمكن من تحقيق العديد من الانتصارات، فاخضع العديد من الممالك تحت سيطرته وفرض عليها سلطته، كما قام بالاستيلاء على صور في عام 332 ق.م بعد أن قام بحصارها لعدد من الشهور، وبعد أن أحتل أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى وسوريا أتجه نحو مصر.



في مصر







كان فتح الإسكندر الأكبر لمصر في عام 332 ق.م، هو الأمر الذي استقبله المصريين بالترحاب والتأييد أملاً منهم أنه سوف يخلصهم من الحكم الفارسي الظالم الذي تعرضوا له، وبالفعل قضى الإسكندر على الفرس وقام بحكم مصر، وكان مما فعله عندما قدم إليها أن اتجه لزيارة معبد آمون في واحة سيوة كنوع من الإرضاء للمصريين، وقام كهنة المعبد بمنحه لقب " ابن آمون"، مما جعله يحتل مكانة متميزة عند المصريين.

وأثناء توجه الإسكندر إلى معبد أمون في واحة سيوة مر بقرية صغيرة للصيادين والتي كان يطلق عليها، اسم راقودة ، فنال هذا المكان إعجابه وقرر أن ينشئ فيه مدينة عظيمة تحمل اسمه وبالفعل عهد إلى المهندس " دينوقراطيس" بهذه المهمة فقام بإنشائها على طراز المدن اليونانية والتى تتعامد فيها الشوارع الأفقية على الشوارع الرئيسية فأصبحت مدينة الإسكندرية، هذه المدينة التي قام الإسكندر باتخاذها عاصمة لحكمه في مصر.

كما عمل الإسكندر على إنشاء حضارة جديدة تجمع بين كل من الحضارات الشرقية والحضارة الإغريقية اليونانية، فنشأ مزيج بين كل من الحضارتين تمثلت في حضارة جديدة سميت "بـالحضارة الهلينستية" وكانت مدينة الإسكندرية هي المركز لنشر هذه الحضارة.


الوفاة

بعد أن عمل الإسكندر على تحقيق الاستقرار في مصر سعى بعد ذلك للتوغل في الإمبراطورية الفارسية، ففتح العديد من البلاد حتى وصل إلى الهند، ولكن تمكن منه المرض فعاد إلى بابل وتوفى بها في عام 323 ق.م، وهو ما يزال في الثالثة والثلاثين من عمره، وتم نقل جثمانه بعد ذلك إلى مصر حيث دفن بالإسكندرية.
اضافة رد مع اقتباس