(الهلال يسقط الأقنعه)مقال جميل للـ د.صالح الحمادي أنصف المحارب رادوي الهلال يسقط الأقنعه د.صالح الحمادي (قووول أون لاين) أشغل اللاعب الروماني رادوي المحترف في نادي الهلال السعودي القنوات الفضائية وكل وسائل الإعلام طوال الأيام الماضية التي أعقبت تصرفه المشين في مباراة الفريق الدورية أمام الوحدة ، ووضح من كل الطرح الإعلامي إننا ندور في فلك الزوايا الضيقة ونتجاهل عمدا أو سهو صلب قضايانا الرياضية، ومن هنا نستطيع تسمية هذه الحقبة الزمنية "بمكانك راوح" وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.
كل الطرح الإعلامي والتعاطي الفضائي بشكل خاص دار حول محور غلطة اللاعب رادوي التي لا تغتفر وسوء اتخاذ القرار من ثلاث جهات نحو اللاعب ذاته ، فالحكم أصدر قراره بالبطاقة الحمراء وإقصاء اللاعب من الملعب وهو الحد الأعلى المتاح للجكم لحظتها ، واللجنة الفنية أوقفت اللاعب ثلاث مباريات ، ولجنة الانضباط أوقفت اللاعب مباراتين ، في هذا الفلك دارت محاور البحث والتقصي والتشنج والانفلات، وهذه للأسف زاوية ضيقة للغاية ولا تف بالهدف الأساسي من فتح الحوارات الفضائية ولا تبرر دعوة كل من هب ودب للحديث حول هذه القضية بمنهجية إنشائية لا تقدم ولا تؤخر.
كنت انتظر دور الفكر الاحترافي ، ودور وضع النقط على الحروف أمام المسئول من جهة وأمام عناصر منظومة الرياضة لدينا ، فالقضية ليست خروج لاعب عن النص وتصرف أهوج بقدر ماهي قضية قديمة تأصلت في عقلية اللاعب السعودي الذي يستهدف اللاعب الموهوب أيا كان ( أجنبي أو محلي ) بالانبراشات والقفز على القدمين لإعاقة موهبة اللاعب المميز الذي يصنع الفارق حتى لو بلغ الحقد والأنانية للتفكير في إنهاء حياته الرياضية ، فلا شيء يهم في سبيل تعميق روح العداء بالانبراشات التي تخصصت فيها بعض الفرق وأصبحت تتصدر قائمة سوء السلوك الرياضي بالكروت الملونة والإيقافات المتتالية.
كنت أتوقع أن يبادر معدي البرامج الفضائية بعمل استعراض بسيط لما يواجه اللاعب الموهوب من أذى ونوايا مبيته من بعض اللاعبين العاجزين فنيا ومهاريا ، وكنت أتوقع على الأقل تقديم لقطات لما تعرض له رادوي في آخر ثلاث مباريات لفريقه ، فالجميع شاهد محاولة تركي الثقفي الحاق الأذى به ، والجميع شاهد ما فعله محمد نور من قفز متعمد على قدمي رادوي ، والجميع شاهد ما تعرض له اللاعب ذاته أمام الوحدة من استفزاز ومحاولة ادخال اليد في الفم واستفزازات بعيدة عن الروح الرياضية ، وكنت أتوقع أن تطرح الفضائيات بضيوف التنظير قضية اللاعب المتضرر من الحادث ، ونادي الهلال المتضرر من تصرف راديو ، فحسم مبلغ معين من راتبه أو عقده ويذهب للاعب الوحدة أفضل من إيقاف يتضرر منه الهلال ولا يستفيد منه لاعب الوحدة.
الهلال أسقط الأقنعة المزيفة وكشف المتشدقين بالمهنية وعراهم على حقيقتهم، والحكم لم يحم اللاعب ، ومدعي التنظير تحدثوا عن قرار الإيقاف وخروج اللاعب عن النص فقط ، فكيف نتقدم خطوة تطويرية للأمام ؟ وكيف نغير عقلية اللاعب السعودي ليطور مستواه الفني بدلا من الترصد للاعب الموهوب؟ وكيف نوقف نزيف التنظير الفضائي ونرتقي بعقلية المتلقي؟ وكيف نعوض اللاعب المتضرر حيث وصلت نوايا الأذى إلى غياب بعض اللاعبين موسما كاملا عن الملاعب وسقوط أسنان بعض اللاعبين بالقبضة أو بالنطحة ، ويا ساتر لا ننشئ جمعية اللاعبين المعاقين ضحايا عنف الملاعب. |