مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7492  
قديم 16/02/2011, 07:58 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالله عبدالرحمن
عبدالله عبدالرحمن عبدالله عبدالرحمن غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/10/2005
المكان: بريطانيا ... :(
مشاركات: 2,511


الحلقة (25)
صمت ليو يورّطه في شجار مع زميله هاينزه !

بنى الأرجنتينيون آمالهم على خوان ريكيلمي في مونديال المانيا 2006، ليكون بقدر المسؤولية لتحقيق طموح التتويج باللقب.. لكن أين ميسي من هذا ؟ ميسي محسوب من بين لاعبي المستوى الوسط ، أو النجوم الواعدين، يتحدثون عن كونه الخليفة المرتقب لمارادونا، لذا فان كأس العالم تكون فرصة أمامه لتفجير موهبته، بعد ان أوصل صوته للعالم من خلال تألقه في ستامفورد بريدج.

وبجانب البرتغالي كريستيانو رونالدو والإكوادوري لويس فالنسيا، وضعه المشجعون ضمن قائمة ستة مرشحين لنيل جائزة افضل لاعب شاب في البطولة( وكان الثلاثة الآخرون الذين رشحهم الاتحاد الدولي لكرة القدم هم الاسباني سيسك فابريغاس، السويسري ترانكويلو بارنيتا والألماني توماس بودولسكي)، وكان الاختيار للاعبين مواليد 1 يناير 1985، ليتم اختيار الفائز وفق معايير اسلوب اللعب، الكاريزما، اللعب النظيف والشغف لكرة القدم .
أراد الأرجنتينيون رؤية ميسي في التشكيلة الأساسية للمنتخب، وبنوا عليه آمالاً كبيرة، أرادوا تأكيداً لكل القصص المدهشة التي تُحكى عبر أوروبا عن وريث مارادونا، وأرادوا أن يأتي ذلك التأكيد بشعار منتخبهم الوطني.
منذ أيام بيبي دو أورو (لقب مارادونا) ظلوا يحلمون بلاعب مختلف، ساحر وماهر بامكانهم ان يحبوه مثلما أحبوا – ولازالوا يحبون- دييغو مارادونا ، وفي ذلك الوقت كان مارادونا بنفسه قبل أشهر قد طلب بمنح الرقم 10 لميسي، بعد ان كان الاتحاد الأرجنتيني قد قرر حجبه تقديراً للاسطورة .
ربما نشأ ليو بعيداً عن وطنه، لكن خلال أشهر قليلة سابقة، كان قد عاد الى الأرجنتين من أجل التعافي من الإصابة التي لحقت به خلال المباراة أمام شيلسي في النوكامب، وهناك حصل على الوقت الكافي لأشياء أخرى مثل اجراء الحوارات وتنفيد الإعلانات التجارية للمونديال، حيث تهافتت عليه الشركات الارجنتينية والعالمية، من بينها أديداس والتي غطت مبانٍ كاملة ما بين روما وبيونيس أيريس ببوسترات تحمل وجه ميسي، ومع اقتراب انطلاقة المونديال كان بالتأكيد قد أحرز تفوقاً واضحاً على كل زملائه ، فهو الحائز على المستوى الأعلى من اهتمام وسائل الإعلام، لكن تظل عقب اخرى أمام اللاعب وهي الدخول الى التشكيلة الأساسية لمدرب المنتخب الوطني خوزسيه بيكرمان .
تمت دعوته الى المنتخب الأول، بفضل تألقه في بطولة كأس العالم لمنتخبات تحت سن 20، وكانت مشاركته الأولى مع المنتخب الأول في السابع عشر من اغسطس 2005، في مباراة وديّة امام المنتخب المجري في بودابست، في الملعب الذي انشئ وفاءاً للاسطورة بوشكاش، ودخل ميسي بديلاً للاعب ماكسي لوبيز في الدقيقة 65.. لكن لم يبقَ في أرض الملعب لأكثر من 40 ثانية.! فعند لمسته الثانية للكرة راوغ فانزاك ليقوم اللاعب المجري بجرّه من قميصه، فما كان من ليو الا ان أشاح بيده الى الوراء لتلاقي وجه اللاعب ، ولم يتردد الحكم الألماني ماركوس ميرك في إشهار البطاقة الحمراء في وجه ميسي بداعي الضرب بالمرفق، ليغادر الفتى دون أن يكمل دقيقة واحدة في أول مباراة له مع المنتخب الأرجنتيني الأول.
لم يكن هو السيناريو الذي توقعه ميسي، ولم يكن أمامه الا ان يجلس وهو يبكي لبقية المباراة، ورأى زملاؤه والمدرب ان قرار الحكم كان قاسياً لكن كلماتهم للتبرير والمواساة لم تجد تجاوب الفتى .
بعد تلك البداية المؤسفة، كانت هناك فرصاً أخرى في مباريات ليدخل من خلالها الى توليفة بيركمان، ويتأقلم مع زملائه، لكن لم يكن الأمر سهلاً، فكما وضح في السابق فان ميسي خجول، نادراً ما يتحدث الى زملائه او مع الفريق التدريبي، وهناك عدد من الحكايات توضح ذلك مثل ما حدث عندما دعا المدرب كل المنتخب لحفل شواء من أجل تقوية الروابط بين الجميع.. لم يفتح ليو فمه، ولا حتى ليطلب الطعام، وهو الصمت الذي أثار حفيظة وقلق الآخرين، ولا يخرج ميسي من صمته حتى من أجل الشكليات مثل التهنئة بالكريسماس، فعندما قام جميع اللاعبين بزيارة المدرب بهذه المناسبة، لم يظهر ميسي، ولم يكن بيد الاتحاد الأرجنتيني شيء تجاه ذلك.
لا يهتم الفتى لإرث المنتخب، ولا للقواعد غير المكتوبة، والمتّبعة في كرة القدم الأرجنتينية.. هو ليس بالمتمرد ولا يتصرف بسوء، ولا يفعل ذلك عن قصد، فقط هذا هو الحال معه .
وعلى سبيل المثال، في احدى الحصص التدريبية، قبل ظهوره الأول مع المنتخب الأول، وجد نفسه في مواجهة غابريل هاينزه ، ونظر اليه عدة مرات ، لكنه لم يلقِ التحية عليه، ليشعر المدافع بالحنق ويحاول الاشتباك مع الفتى ليسترد كرامته، حتى تدخل بيكرمان، لينقذ سلامة اللاعب الصغير وكرامة الكبير، وتكرر الأمر مع لاعبين آخرين في مقر إقامة المنتخب بالمانيا .
يمكن القول ان ميسي ليس لديه ما يخجل منه، فالفتى صغير السن، ولعقد مقارنة مرة أخرى فان مارادونا بعمر الثامنة عشر لم يكن قد اختاره سيزار بيلاردو لمنتخب كأس العالم 1978، بينما ميسي موجود في المانيا وهو بهذه السن، لكن يجب ان نتذكر انه ومنذ الثلاثينيات لم يحدث وان لعب لاعب أرجنتيني بعمر الثامنة عشر في نهائيات بطولة كأس العالم، والدرس الذي تعلمه المدربون على مرّ التاريخ هو انه يجب حماية المواهب الصاعدة مهما كلّف الأمر، ولا يجب وضع حمل الهزيمة على أكتافهم، ولا المخاطرة بايذائهم، حتى لا يحمّلهم التأريخ ذلك الذنب .
وكانت اصابة ميسي في السابع من مارس هي احدى تلك المخاطر، لكن اللاعب تعافى تماماً وخاض عدداً من المباريات الوديّة قبل كأس العالم، لكن هناك بعض من في غرفة ملابس اللاعبين يقولون ان موضع الإصابة لازال يزعجه.
من ناحية ذهنية، يشعر ميسي بالسعادة كونه يتأهب لخوض أول مونديال في مسيرته، وفي تصريحه قبل بداية البطولة قال : " الجميع يقول ان البرازيليين بقيادة رونالدينهو هم المرشحون للفوز باللقب، لكن اعتقد اننا نملك منتخباً جيداً مكوّن من مجموعة مميزة من اللاعبين، بالتأكيد سنتعامل مع الأمر خطوة بخطوة، وسيكون هناك خصوماً أقوياء ومباريات معقّدة، لكني أعتقد ان المنتخب الأرجنتيني قادر على الفوز بالبطولة".
المنتخب الأرجنتيني في المجموعة الثالثة، التي عُرفت في البداية بانها مجموعة الموت، بجانب منتخبات ساحل العاج، هولندا و صربيا ومومنتنيغرو، ولن تكون المهمة سهلة خاصة وان ذكريات الأداء الكارثي في مونديال كوريا واليابان 2002 تتعلق بالأذهان .
المباراة الأولى للمنتخب الأرجنتيني في يوم السبت العاشر من يونيو، الساعة التاسعة مساء بملعب هامبورغ، في مواجهة منتخب ساحل العاج، لكن خلال جلسة تدريب قبلها بخمسة أيام تعرض ميسي لكدمة، حالت دون دخوله في حسابات المباراة، وكانت فكرة المدرب هي ان يريحه على ان يدفع به لاحقاً في البطولة، كما ان المدرب لم يكن متأكداًَ من استعداده البدني 100% .