مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 12/02/2011, 03:40 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالله علي المالكي
عبدالله علي المالكي عبدالله علي المالكي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 19/11/2010
المكان: مكة المكرمة
مشاركات: 94
هيئة المحترفين.. إذا ابتليتم فاستتروا!

يقول الخبر المنسوخ في كل الصحف أن هيئة دوري المحترفين السعودي عرضت تجربتها في العاصمة مسقط، وأن العمانيين استحسنوا التجربة إلى درجة أن رئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي كرر في كلمته الافتتاحية أن ابن همام نصحهم الاقتداء بالتجربة السعودية باعتبارها التجربة "الأميز والأفضل" في غرب آسيا، مضيفاً بأن "الكرة العمانية تنظر لشقيقتها السعودية كمثال يحتذى"!.

ولا أدري هل كانت هيئتنا الموقرة شفافة حد الاعتراف بالقصور الذي يشوه جزءاً كبيراً من وجه الدوري السعودي، أم أنها فقط أرتهم الجزء الصغير الذي لم تطاله التشوهات، متجاوزة عن نقل الصورة الحقيقية والواقع المرير الذي تعيشه الكرة السعودية والتي جعلت الاحتراف فيها مشوهاً على مستوى الشكل، ومفرغاً على مستوى المضمون.

فمثلاً هل اعترفت الهيئة للعمانيين بأن "روزنامة" الدوري السعودي هي أسوأ "روزنامة" لدوري في العالم، إن على مستوى إيقافه بلا "أحم ولا دستور"، ولمدد طويلة تضطر فيها الأندية لإقامة ثلاث معسكرات خارجية في موسم واحد، أو على مستوى مؤجلاته التي يكاد ينقضي الدوري ولا تنقضي، ما يجعلها تفسد المنافسة، وتقوض الحماسة.

وهل كشفت لهم عن واقع الملاعب لدينا بما فيها من سوء يجعلها تفتقد كثيراً من متطلبات بيئة الملاعب المنشودة وفق المواصفات الدولية، وهي ما تجعل القائمين عليها يضطرون للترميم والترقيع لإصلاح ما يمكن إصلاحه، بما فيها الاستاد الدولي الذي نسميه منذ أكثر من 20 عاماً ب "درة الملاعب"، وهو لم يعد كذلك، وهل أبانت لهم عن حقيقة ملعبي الحزم في الرس والأخدود في نجران؛ لتكشف لهم عن حقيقة نموذجية "دوري زين"، وهل أخبرتهم عما يحصل في استاد الأمير عبدالله الفيصل من واقع مرير يتكرر سنوياً، وهو الذي يحتضن ثاني أهم "ديربي" في السعودية حيث لا يتسع لأكثر من 18 ألف مشجع، في وقت يقبل على المباراة ما يزيد على 60 ألف مشجع، ما يجعل الاستاد ساحة للمخالفات ومرتعاً للفوضى.

وهل تحدثت لهم عن الواقع المالي في الأندية، التي لو طبق بحقها أي نظام محاسبي لحكم عليها ب"الإفلاس"، حتى تلك الأندية التي تدخل خزانتها عشرات الملايين سنوياً من إيرادات الرعاية، والإيرادات الأخرى المتنوعة، حيث مازالت تعيش على إعانات الشرفيين، وهبات المحسنين، فضلا عن الأندية التي تعيش على الكفاف حيث لا راعٍ يراعاها ولا إيرادات ثابتة تتكئ عليها، ولعلهم لم ينسوا أن يخبروهم أن أنديتنا أصبحت تمتلك رخصاً تثبت بأنها أصبحت كيانات تجارية، هذا على الرغم من أن العاملين فيها إما متطوعين بلا ثمن، أو متعاونين بمكافآت.

وليت أعضاء هيئتنا لم ينسوا أن يخبروهم أن مجلس إدارة هيئة دوري المحترفين والذي أعلن عن اعتماد أعضائه المفوضين عن الأندية منذ قرابة خمسة أشهر لم يجتمع اجتماعاً واحداً، على الرغم من أنه مر على تشكيل الهيئة عامين حتى رأى المجلس النور، وهاهو وقد مضت نصف مدته المقررة والأعضاء المعتمدين لم يتحلقوا حول طاولة الاجتماع.

أتمنى –حقيقة - ألا يكون أعضاء الهيئة قد نقلوا هذا الواقع المأساوي، والذي يزداد سوءاً كلما دخلنا للأندية، إذ أن ما يجري داخلها أسوأ مما يجري خارجها، فالأمور تبدأ عند تأخر الرواتب لشهور، ولا تنتهي عند أمور كثيرة لا علاقة لها بالاحتراف من بعيد أو قريب، وهي ما تجعلني أشك في شفافية الهيئة في نقل التجربة على الأقل من باب "إذا ابتليتم فاستتروا".
اضافة رد مع اقتباس