مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7040  
قديم 04/02/2011, 08:39 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مهند حسن
مهند حسن مهند حسن غير متواجد حالياً
أرسنالي مخضرم
من كبار محللين العالميّة
تاريخ التسجيل: 01/10/2005
المكان: حفر الباطن
مشاركات: 1,992
الحلقة (14)
تطوّر مدهش وانطلاقة صاروخية نحو الفريق الأول



توقفنا عند أول مشاركة له مع الفريق الأول، وهي المباراة الودية أمام بورتو، وقد بلغ ليو ستة عشر عاماً وأربعة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً.. فقط لاعبان في تاريخ النادي شاركا بشعار الفريق الأول في سن أصغر منه، وهما باولينو اكانترا، والذي شارك لأول مرة ضد كاتالا في الخامس والعشرين من فبراير 1912، بعمر خمسة عشر عاماً، أربعة أشهر وثمانية عشر يوماً، والنيجيري هارونا بابنجيدا، والذي دفع به فان غال ليلعب لدقائق معدودة خلال مباراة ودية اعدادية في هولندا أمام اغوف عام 1998، وهو بعمر خمسة عشر عاماً، تسعة أشهر وثمانية عشر يوماً، وقد كانت تلك بشريات جيدة للفتى الأرجنتيني والذي حضر من بلاده قبل عامين ونصف مضت.



وكانت الليلة في بورتو، سحرية ومميزة، لكن سيكون على ميسي الانتظار حتى يوليو 2004 لتكرار التجربة مرة أخرى، عندما يرتدي شعار الفريق الأول في الجولة الآسيوية الى كوريا الجنوبية، اليابان والصين .


وخلال تلك الفترة شهد نادي برشلونة الكثير من التغيرات، ففي الخامس عشر من يونيو 2003 فاز خوان لابورتا بانتخابات رئاسة النادي، ووصل فرانك رايكارد ليتولى دفة القيادة، وفي 21 يوليو تم تقديم البرازيلي رونالدينهو بحضور 30 ألف متفرج في ملعب نو كامب .


بعد النهاية الكارثية التي انتهى عليها موسم 2002-2003، تمنى حملة أسهم النادي أن تؤدي التغيرات الكبيرة التي حدثت نتيجة لذلك الموسم السيّء، في تغيير الأمور بصورة كاملة، فقد انتهى الموسم بخروج الفريق من دوري ابطال أوروبا من ربع النهائي على يد يوفينتوس، والخروج من كأس اسبانيا على يد احد اندية الدرجة الثانية، وانهاء الموسم في المركز السادس، على بعد 22 نقطة من الغريم والمتوج باللقب ريال مدريد، وشهد الموسم مدربين هما لويس فان غال ورادومير انتيك، وكذلك رئيسين للنادي هما خوان غاسبارت، واينريك رينا لفترة مؤقتة .



وعلم الجميع في النادي ان هناك حاجة الى تغيير الإتجاه، من أجل تلقيص الفجوة التي حدثت مع الغريم التأريخي ريال مدريد، ولن تكون التغيرات على صعيد الفريق الأول فقط، بل حتى في فريق الشباب، فقد تم اعفاء خواكيم ريفي من منصب مدير الكرة، وحل محله جوسيب كولمير، والذي عين خلال فترته، انخل جويلرمو هويوس، كمدرب لفريق الشباب B، وهو أرجنتيني، ولاعب طرف سابق لعب لعدة اندية منها بوكا جونيرز، وسريعاً ما اعتاد ليو وهويوس على بعضهما وتحدثا عن كرة القدم وبالتأكيد نادي نيويلز، وجاء الإعجاب الأول للمدرب بلاعبه في أراضي يابانية، في بداية اغسطس 2003، حيث لعب فريق الشباب B في بطولة تويوتا الدولية للاعبين تحت سن 17 سنة .



يقول المدرب : " عند وصولي، قمنا ببعض التدريبات الخفيفة، ولم يكن هناك شيئاً غير طبيعي، لكن بعد خمس دقائق، وجدت صعوبة في تصديق ما يحدث أمامي، بالتأكيد أخبروني عنه لكن لم أكن ادرك مدى براعته، ليو رهيب".


وواصل ليو ادهاش مدربه الجديد بداية من أول مباراة، أمام فينورد، فبعد مضي 15 دقيقة من البداية كان برشلونة متأخراً بهدف .. نادى ليو لمنحه الكرة، وبحصوله عليها استخدم مهاراته في المراوغة عندما تجاوز اربعة لاعبين، وبعدهم الحارس قبل ان يهدي هدفاً لزميله سونغو .. وجد هويوس صعوبة في تصديق عينيه، فقد تفاجأ بدهاء الفتى، مستوى فريد وعدم أنانية مثل التي يجدها في لاعبين بعمره .



ونال ليو لقب أفضل لاعب في تلك البطولة، وهو اللقب الذي ناله أيضاً في عدد من دورات ذلك الصيف، وكان من أبرزها دورة تورينو ديل اميسيزيا، حيث تفوق فريق الشباب B على فرق مثل بارما وانتراخت فرانكفورت، وفي النهائي فاز على يوفينتوس 4-0 ، واحرز فريق الشباب B مجموع 35 هدفاً، لكن ميسي لا يريد ان يسامح نفسه على تضييع ركلة جزاء، برغم انه كفّر عن ذلك باحراز ركلة جزاء في النهائي، ولازال ذلك الخطأ يلاحقه.. في البداية حاول هويوس مواساته بالقول ان حارس المرمى سيجدها فرصة عظيمة لأن يحكي لأطفاله بانه قد صدّ ركلة جزاء من أفضل لاعب في العالم، ثم بدأ يعمل معه على تدريبات يومية على تسديد ركلات الجزاء، مبرراً ذلك بالقول انه خلال الموسم بأكمله سيكون عليه تسديد خمس او ست من هذه الركلات وربما يكون بعضها حاسماً، وقد يكون ذلك في بطولة أو مباراة حاسمة في الدوري، وهي الكلمات التي استعادتها ذاكرة ميسي جيداً عندما فاز المنتخب الأرجنتيني بلقب بطولة كأس العالم تحت سن 20 بفضل ركلتي جزاء من ليو .


ومع ذلك فان الشراكة الناجحة بين ليو و هويوس (لم يخسرا سوى مباراة واحدة على يد ريال مدريد في دورة خوزيه لويس رويز) لم تستمر طويلاً، فقد اقتنعت ادارة النادي تماماً بمقدرات ليو الفائقة، وقررت تصعيده، بجانب جيرارد بيكيه، الى فريق الشباب A، وهنا بدأ التطور المدهش في أداء الفتى، ففي خلال عام واحد فقط تصعّد من فريق الشباب B، الى فريق الشباب A، ثم صعد الى فريق برشلونة C، وواصل تألقه ليصل الى فريق برشلونة B، ولنلقي هنا نظرة اخرى على لحظات ميسي مع الفرق الثلاثة، الشباب A، برشلونة C وبرشلونة B :
فريق الشباب A : انضم للفريق في الجولة الثالثة من الدوري، واستمر حتى يناير فترة اعياد لكريسماس، ولعب عدد من المباريات مع فريق برشلونة C قبل ان يعود لفريق الشباب A في مايو، ليشارك في كأس اسبانيا وخاض معه 11 مباراة وأحرز 18 هدفاً، واحد منها لم يكن هدفاً اعتيادياً، وجاء في مرمى ريال بيتيس في نهائي دورة نيرجا، عندما شاهد الحارس متقدماً فرفع الكرة وسددها بقوة لتعانق شباك الخصم، هدفاً أدهش كل المتابعين .



فريق برشلونة C : بنهاية نوفمبر 2003 كانت الأمور تسير بصورة سيئة مع الفريق، والذي كسب تسع نقاط فقط خلال 14 مباراة، واحتاج لاعادة تدعيم، وهو ما تمثل في اضافة اللاعبين ميسي والفي من فريق الشباب A، وكسب الثنائي مباراته الأولى في التاسع والعشرين من نوفمبر، لكن اللحظات الأفضل جاءت في الرابع من يناير عندما كان الفريق متأخراً بنتيجة 2/1، ثم بدأ سحر ميسي عندما أحرز هدفين في الزمن المتبقي وقاد فريقه للفوز 3/2 .


وقد أحرز ميسي خمسة أهداف خلال 10 مشاركات مع فريق برشلونة C، ساعدت الفريق على الإبتعاد عن منقطة التهديد بالهبوط، وتقديم ميسي الى الأفضل، فقد رأت إدارة النادي انه أفضل من يلعب في دوري الدرجة الثالثة، ومن الأفضل تصعيده الى الدرجة الثانية ليلعب مع فريق برشلونة B، برغم حقيقة كون عمره في ذلك الوقت هو ستة عشر عاماً فقط .


____________________

الحلقة ال13 ذهبت ادراج الرياح