السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيتفاوت الناس في استقبال هذا العنوان تفاوتا كبيرا..!
منهم من يستقبله بفرح واستبشار؛ قبل حتى أن يقرأ محتواه..
وآخرون بفتور؛ فالأمر لا يعنيهم كثيرا.. مجرد أخبار لا يحركون لها ساكنا..!
وفريق ثالث بالتهكم وعدم التصديق؛ فالمعركة ـ في تصورهم ـ محسومة سلفا للآلة الأمريكية الهائلة التي لا تقوى أمامها مقاومة مسلحين ببنادق وأسلحة متواضعة.. ويصدون عن أخبار الجهاد المستبسل الذي يحصد من جنود البغي ما لا يستهان به من الضحايا، ويقاوم شراسة العدو الحانق الحاقد.
وصدق القائل:
فلوجة العزمات ما عليك من حرج.. ولكن علينا ـ ورب الكعبة ـ الحرج!
إذا كان من المسلمين من لا يعنيه ما يلاقيه إخوان له في الدين..!
وآخرون من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.. يتواطؤون على الإرجاف والتثبيط وتخذيل القلوب عن نصرة المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة!
ولكن تبقى الخيرية في الأمة بأقوام نأت ديارهم بهم عن أرض الجهاد الشريف الذي أذهل الدنيا هناك في الفلوجة.. نأت الديار ولكنّهم مع أهل الفلوجة بقلوبهم ودعائهم ونصرتهم بما يستطيعون.. يحزنون لآلامهم، ويفرحون بجهادهم وصمودهم..
والأهم من ذلك يقين واحد في قلوب الجميع بأن الله تعالى يعلم ويرى، وأن في قلب المحنة منحاً كثيرة، وقد كتب سبحانه أن ينصر الذين آمنوا {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ * يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار}.
فالمحنة ابتلاء يوفّى الصابرون عليه أجرهم بغير حساب، والقتلى (بإذن الله) شهداء وعند ربهم في جنته أحياء، والمجاهدون مرابطون على ثغر من ثغور الأمة.. وكم في المحنة من عطايا ودروس في الصمود والإباء، والجهاد والفداء!
صبرا آل الفلوجة.. فلكم إحدى الحسنيين.. وما أشرف جهادكم المبارك أيها المجاهدون.. بعتاد قليل وإيمان كبير، تواجهون عدواً متجبراً يعتدي على الأنفس والحرمات، ولا يفرّق بين صغير وكبير. لقد بثثتم ـ والله ـ الأمل في النفوس، ورفعتم الرؤوس.. ورسمتم معالم طريق العز والتمكين!
والسلام عليكم
وإن كان الموضوع لا يهم الكره لكن يهمنا كمسلمين فلا تنسوهم من الدعاء