مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6893  
قديم 31/01/2011, 04:58 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مهند حسن
مهند حسن مهند حسن غير متواجد حالياً
أرسنالي مخضرم
من كبار محللين العالميّة
تاريخ التسجيل: 01/10/2005
المكان: حفر الباطن
مشاركات: 1,992
الحلقة (10)
عراقيل في طريق التعاقد مع برشلونة !




بدا غريباً أن تضع عائلة كاملة أملها على فتى بعمر ثلاثة عشر عاماً.. قبل السفر الى مدريد، فكر جورج وزوجته سيليا في الهجرة الى استراليا، حيث أرادا حياة جديدة في عالم جديد، لم تكن الأمور سيئة جداً معهما لكن كانا يعلمان أنهما لن يحققا الكثير، لم تكن حياتهما في الأرجنتين ستتغير الى الأفضل، كانا يبحثان عن فرصة جديدة لأطفالهما، وحدث ان حصل ليو على فرصة تلقي العلاج في برشلونة بجانب أن يلعب ويطور مستواه مع احد الأندية الكبرى مثلما تستحق موهبته .



لم يكن ذلك سهلاً فقد راجعت عائلة ميسي قرار الرحيل مراراً وتكراراً لتعرف ما اذا كانت قد اتخذت القرار الصحيح، وقبل الرحيل اجتمعوا على طاولة ليعرفوا رأي كل منهم واتفقوا ان يتركوا الأمر برمته اذا رفض أحدهم فكرة الرحيل!.


تقرر للتجربة الأولى لميسي في برشلونة ان تكون في يوم الاثنين 18 سبتمبر، وقد تفاجأ ليو بكل الوسائل المتوفرة في الملعب الرديف والذي يلعب ويتدرب عليه فريقا الصف الثاني والصغار، وتوجه الى غرفة ملابس اللاعبين ليستعد للمشاركة في التدريب ولعب مباراة قصيرة مع الصغار في سنه .



جلس جورج ليشاهد في صمت من المدرجات، مثلما كان يفعل في ملاعب روساريو، ورغبةً في إسعاد والده، أحرز ليو خمسة أهداف، وهدفاً سادساً لم يتم احتسابه.. كل ذلك في مباراة واحدة، وكان والده قد وعده بان يشترى له لبسة رياضية اذا احرز ستة أهداف، وفي النهاية كان على الوالد الإيفاء بوعده .


كل المدربين الذي شاهدوا ميسي في تلك التجربة قالوا ان الصغير الارجنتيني قد تجاوزها بنجاح، لكن القرار بيد السيد كارليس ريكساه المعروف بشارلي، المدير الفني، والذي كان في الجانب الآخر من العالم، في سيدني، استراليا، حيث تقام فعاليات الألعاب الأوليمبية، والتي وصلت الى نهائي بين اسبانيا والكاميرون كسبه المنتخب الأفريقي بركلات الترجيح، لذا امتدت اقامة ليو حتى عودة شارلي، في الثاني من اكتوبر.


تُرك الأمر معلّقاً، وفي حاجة الى حل في أقرب وقت ممكن، لذا نُظمت مباراة بين مجموعة من الطلاب في أعمار 14 و 15 سنة، وطلاب السنة الأولى في الملعب الثالث للنادي، في الثالث من اكتوبر، الساعة الخامسة عصراً، حيث أراد ريكساره مشاهد ليو أمام الفتيان الأكبر سناً .


ويتذكر ريكساه : " كنت قد أتيت مباشرة بعد تناول وجبة ووصلت متأخراً الى المباراة بخمس دقائق، حيث كانت قد بدأت والفريقان يلعبان، كان عليّ الجري على مدى نصف الملعب لأصل الى دكة المدربين، قمت بذلك خلال سبعة او ثمانية دقائق، لكن فور وصولي لأجلس على الدكة كنت بالفعل قد اتخذت قراري، قلت لريفي وميغويل (مدربا فريق الشباب)، علينا التعاقد معه.. الآن، ماذا رأيت؟ طفلاً صغيراً لكنه مختلف، رشيق ويتمتع بثقة عالية، سريع ويتملك العديد من المهارات، يمكنه الدوران في أي لحظة لتجاوز كل من يواجهه، لم يكن صعباً ملاحظة ذلك، فقد كانت موهبته والتي أصبحت الآن معروفة للجميع، واضحة وهو بعمر الثلاثة عشر.. هناك لاعبون يحتاجون لفرق معينة حتى يسطع نجمهم، لكن ليس ميسي، اقول للذين يقولون لي إني من اكتشفت ميسي، إن إي أحد آخر شاهده في مكاني لعرف انه يمتلك شيئاً خاصاً " .


وافق المدرب، وتم الإتفاق، وبعد يومين كان ليو ووالده في الطائرة الى بيونيس آيريس، وكانوا سعيدين فقد طمأنهم شارلي ريكساه عبر طرف ثالث بانهم سيتلقون دعوة للعودة قريباً الى برشلونة، حتى يتم الإتفاق على تفاصيل التعاقد، وحتى ذلك اليوم لم يكن جورج يعرف السيد شارلي شخصياً .



بدأت المغامرة الجديدة بصورة جيدة لكن في المراحل الأخيرة لم تكن الأمور سهلة حيث واجهته بعض الصعوبات، وهو ما يتذكره السيد ريكساه وهو يتناول فنجان قهوة ويجلس على اريكة في فندق (برينسيكا صوفيا) الواقع على مرمى حجر من الكامب نو، : " أولاً، هناك مشكلة كون ميسي اجنبياً، والقانون لا يسمح لأي طفل اجنبي باللعب في أي دوري خارج بلاده، وكان ذلك عائقاً حقيقياً، ثانياً لقد كان ليو طفلاً، وربما لا يلعب لبرشلونة عندما يكبر بسبب خياره او بسبب اصابة او عمر، ثالثاً ماذا سيفعل والداه؟ يجب ان نوفر لهما عملاً اذا كان عليهم الانتقال لاسبانيا، واخيراً هناك مشكلة النمو التي يعانيها الفتى".


وأوضح ريكساه انه وازن بين الإيجابيات والسلبيات، ووجد ان عليهم المخاطرة والتعاقد مع الفتى مهما تتطلب ذلك، ومع ذلك لم يكن الجميع في النادي مقتنعاً، وحينما جاء وقت اتخاذ القرار كانت تحفظات مثل من يرى ان حجم ليو صغير وهزيل، وحتى رئيس النادي خوزان غاسباترت أراد توضيحاً حول الموضوع ليعرف ما اذا كان يستحق من أجله رعاية عائلة فتى بعمر 13 سنة، وردّ شارلي بان المسألة تستحق ذلك .


ومع مضي الوقت ومرور اكتوبر ونوفمبر دون الوصول الى قرار نهائي، وفي الرابع نم ديسيمبر اتصل مينغويلا بريكساه، والتقيا بمطعم جمعية بومبي ريال للتنس، بحضور هوراشيو جاغيولي والذي كان يمثل عائلة ميسي في ذلك الوقت، وقد كان حاسماً بقوله : " شارلي، لقد تأخر الأمر، إما أن تدفع به ليلعب أو يذهب الى مكان آخر". ويتذكر جاغيولي : " لم أكن أخادع فقد كنا قد بدأنا بالفعل مفاوضاتنا مع ريال مدريد" .



ويقول ريكساه : " لم يثقوا بي ولم يثقوا ببرشلونة، أرادوا موافقة مكتوبة أو انهاء المفاوضات، كنت أعرف انه لا يمكننا السماح لذلك الفتى بالضياع من بين أيدينا، جلبت ورقة وكتبت عليها ما يفيد ان النادي يوافق على التعاقد مع ليونيل ميسي اذا تم الإتفاق على شروط العقد، ووقّعت عليها وسلمتها له ".. ووقع كل من مينغويلا وجاغيولي على الورقة، وهي وثيقة شرف، لم تكن برغم ذلك كافية .


وقبل ان تغادر الى برشلونة كانت عائلة ميسي بحاجة الى ضمانات، بداية من تكلفة الرحلة والى المنزل ووظيفة للوالد جورج، والذي سيكون عليه ترك عمله في مؤسسة اسيندار حتى يرافق ابنه وعائلته .


اجتهد شارلي ريكساه كثيراً لحل المشكلة، لكن لم يكن الأمر سهلاً، :" في البداية لم يكن بامكاننا التوقيع على العقد لانه كان طفلاً سيلعب مع فريق الصغار، لكن كان لابد من التوقيع على عقد، وقد فعلنا ذلك" .


في الثامن من يناير 2001، تم التوقيع على اتفاق نهائي، في ( فيا فينيتو) مطعم آخر في برشلونة، حيث التقى مدير دائرة الاحتراف بالنادي وقتها خوان لوكيوفا مع منسق اكاديمية الصغار خواكيم ريفي، والذي كان يتطلع الى المستقبل وحرص على ضم ميسي، وقد طلب تقريرا من ريكساه، كتب فيه الأخير ان ميسي مدهش، وكانت على طاولة الاتفاق ورقتين واحدة لكل من لجورج ميسي شارلي تؤكد الاتفاق الرياضي مع العائلة في برشلونة والأخرى للسيد لوكيوفا عليها البنود المالية للاتفاق، وتحوي تفاصيل مثل ايجار المنزل والمدرسة والمبلغ الي سيناله والده كأجر، وكانت تلك الضمانات كافية لتحزم عائلة ميسي حقائبها ووتوجه الى برشلونة في الخامس عشر من اكتوبر 2001 .



________________________

انتهت الحلقة العاشرة بانتظار الحادية عشرة

يبدو ان لكم دينا كبيرا في رقبة رجل يدعي ريكساه