مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6850  
قديم 30/01/2011, 05:17 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مهند حسن
مهند حسن مهند حسن غير متواجد حالياً
أرسنالي مخضرم
من كبار محللين العالميّة
تاريخ التسجيل: 01/10/2005
المكان: حفر الباطن
مشاركات: 1,992
الحلقة (9)



بداية صراع وكلاء اللاعبين على الفتى الساحر






في الحلقة السابقة كنا قد بدأنا في تناول إفادة السيد ماريانو بيريزينكي، الصحافي بصحيفة لا كابيتال المحلية بروساريو، حول ما يمثله الفتى الساحر للمنطقة ، وكيف كان معروفاً هناك!.



متى التقيته لأول مرة ؟



بنهاية العام 2000، كان ليو عائداً من برشلونة، واستطعت ان أجريَ معه حواراً دون أي عقبات، ذهب معي حتى جانب الملعب لألتقط له صورًا، لم يكن الناس يعرفونه كثيراً، فقد كان صغيراً مثله مثل الآخرين . انطباعي عنه في كلمتين.. طفل مطيع، لكن داخل الملعب كان شيئاً آخرا، يتغير تماماً عندما تكون الكرة بين قدميه، ففي الملعب يظهر ميسي الحقيقي، فقط عليك الجلوس والاستمتاع .



بعد خمسة أعوام تغير كل شيء



بدأ الميسيمانيا (هوس ميسي) بعد بطولة كأس العالم تحت سن 20 سنة، حين بدأت وسائل الإعلام من تلفاز واذاعة وصحف تتوجه الى منزله، وتسعى للخروج بتصريحات له وحوارات معه، وكذلك كان الحال بالنسبة للمحليين من أهل روساريو، فلا يمر يوم دون أن يطرق بابه العديد من الناس يهنئون ويطلبون التوقيعات، لماذا الهوس؟ لأن الأرجنتين كانت تنتظر طويلاً مجئ لاعب مثله، كان الحديث وقتها عن ريكيلمي، تيفيز وايمار.. حتى جاء ميسي، لقد فاجأنا جميعاً بما فعله في كأس العالم، بعدما أظهر مستويات فردية في مهارات كرة القدم .



وكيف عندما جاء الى روساريو؟



عندما اتى الى هنا كان عبارة عن نجم كبير في مدينة صغيرة، فقد بدأت كبريات الشركات وقتها في الإهتمام به، وكانت تخطط لتعاقدات معه، لكن كان يرفض وقتها بحسب رؤية عائلته، حتى يقوى عوده ويصبح بقدر التجربة، كما اراد التركيز على متطلبات الحياة الجديدة في برشلونة، وقد كانت روساريو بالنسبة له مكان لإعادة الشحن .



برأيك مالذي أحبه حقيقة، أيام الشهرة في روساريو؟

فقط اولئك المقربون منه هم الذين يعرفون شخصيته الحقيقية، حتى عندما يقرأ أحدهم الكثير من الأشياء عنه فانه لا يعرف حقيقة، انه متواضع لدرجة والنجومية لا تؤثر في شخصيته .



ومن ناحية كرة القدم؟




أعتقد انه وُلد في قالب ظل منسياً منذ أيام مارادونا .



دعنا نحلل مهاراته ..



القوة في الأداء الجماعي مع الفريق، الولاء، المقدرات الهجومية والسرعة الكبيرة، وهو يفعل كل ذلك باسلوب فريد.


والمستقبل، ماذا تتوقع له؟



أعتقد ان مستقبل ليو قد ظهر بالفعل، لقد اثبت نفسه الآن في كرة القدم الاسبانية والاوروبية، لكن لازال في سن مبكرة وأمامه الكثير، لم يصل الى الحد النهائي لطموحاته، برغم ان حقق الكثير من الألقاب واحرز العديد من الأهداف التي تمت مقارنتها باهداف مارادونا .



هل هو مارادونا الجديد ؟




هو ميسي .



الانتقال الى حياة جديدة



17 سبتمبر 2000



الإنتقال الى حياة في بلد آخر ليس بالشيء السهل خاصة على صغير بعمر الثالثة عشر، لكن في النهاية يحدث التأقلم والتعود على الحياة الجديدة، لم يكن سهلاً على ميسي ان يترك خلفه طفولته ، مدرسته والاصدقاء، ملعب بيلا فيستا وجزء من عائلته، وفوق كل ذلك يتجه الى مستقبل تحيط به الضبابية .



غادر ليو ووالده جورج منطقة روساريو الى برشلونة في السادس عشر من سبتمبر 2000 .
دعونا نعود الى الوراء قليلاً لنعرف لماذا صعد الوالد وابنه على متن احدى طائرات الخطوط الجوية الأرجنتينية، ولماذا قرروا تجريب حظهم في أرض الكاتالان، وماذا يتوقعون من رحلتهم .



بعمر الثالثة عشر أصبح ليو اسماً معروفاً في عالم كرة القدم للواعدين، أصبحت الصحف تتحدث عنه وعن ما يقدمه في دوريات الدرجات الأدنى، وحتى قبل عامين من ذلك العمر كان فابيان باسوالدو، المدافع السابق الذي لعب لكل من ريفر بليت ونيوليز، يعمل وكيلاً لميسي، وكان يحاول بقدر الإمكان التأثير في الفتى الى ان جاء اليوم الذي علمت فيه عائلته انه ليس ضرورياً لفتى بمثل هذه السن المبكرة ان يكون له وكيل أعمال، وفي يوم قدم السيدان مارتن مونتيرو وفابيان سولديني بعد ان فتحا مكتب لوكالة اللاعبين، بطلب لوالد ميسي لميثلا ابنه، ولم يريد السيد جروج التحدث عنهما في إفادته، لأنهما وحسب ما كشفت القصة، لم يساعدا ابنه، بل فعلا العكس، مثل رفع قضايا ومحاكمات، لكن دعونا نترك الخلافات القانونية جانباً، ونواصل القصة .


اراد مونتيرو وسولديني تمثيل ميسي، لانهما عرفا بان لديه مستقبلاً كبيراً ويمكن ان يحققه مع اي فريق كبير في اسبانيا او ايطاليا، من انتر ميلان الى الميلان، ومن برشلونة الى ريال مدريد، لكن عائلة ميسي لم تقتنع بمنح امر تمثيل ابنها الى اي شخص، حتى يتمكن اولاً من الحصول على فرصة تجربة في أوروبا .


ولم يكن امر الحصول على فرصة تجربة في أوروبا امراً مستحيلاً امام عائلة ميسي فهم يعرفون بامر الفتى ليوناردو ديبيترس من روساريو والذي تمكن من الحصول على فرصة تجربة مع نادي اي سي ميلان.


في اغسطس 2002 اجرى مونتيرو وسولديين اتصالهما بالسيد كاجيولي، وهو من ابناء روساريو يعيش في اسبانيا ويعمل هناك في مجال بيع وشراء العقارات كما يعمل مع السيد جوسيب ماريا موينغويلا، حامل سهم في نادي برشلونة، ومستشار انتقالات لرئيس النادي وقتها خوان غاسبارت، والذي ترشح بعدها في الانتخابات التي انتهت بتولي خوان لابورتا رئاسة النادي .


يقول مينغويلا : " أخبرني عن فتى بمستوى استثنائي.. شيء مثل مارادونا، اعتقدت انه يتحدث عن فتى بعمر الثامنة عشر او التاسعة عشر، لذا تفاجأت عندما اخبروني بعمره" .
وفي السابع عشر من سبتمبر 2000 وصل ليونيل الى العاصمة الكاتالونية برفقة والده، والسيد فابيان سولديني.. ينتظرهم السيد هوراشيو كاجيولي ليأخذهم الى فندق (بلازا) حيث سيقيمون .



فتكو بعافية