|
عفوًا ( جده ) ، وش المشكلة ؟! .. من تحت الأنقاض !
..
طفل صغير .. من وعى على الدنيا ، يفهم المطر بحاجتين: نعمه تنعكس على وجوه البشر بفرحة وابتسامة ، ولعب تحت زخات المطر مع أهله وأصحابه !! كبر هالصغير وكانت أكبر ذنوبه انه سكن في جده، ذنب مكتسب ماله فيه اراده ولا قدرة! كل ما كبر تغيرت مفاهيم الطفولة براسه .. المطر يعني كارثة، يعني احتجاز بالبيت وتنسى طلعة، يعني شيلة هم أولاده بالمدرسة، يعني تعطل الشوارع وتشوف ألف حفرة، يعني مووووت بس بطيئة الحركة !
،،
وضعنا مستتب .. أميننا المسؤول عن الكارثة الأولى للسيول، تمت محاسبته ورقيًا، و ترقيته لمرتبة وزير عمل واقعيًا ( مراعاة لمشاعره المتأثرة بالنكبة ) .. كل شيء تمام !
وضعنا مستتب .. حادثة أولى قبل سنة ونصف ونتائج ودراسات ولجان وتحذيرات، ونفس الوضع، لا نتائج لا جديد فقط اقرأ واسمع ( التكرار يعلم الشطار ) .. كل شيء تمام !
وضعنا مستتب .. نفق كلف ميزانية الدولة الملايين، في أقل من أربع وعشرين ساعة بعد الافتتاح يغرق بالكامل ويتملئ بالمياه ( لم يتم التنبيه على شرط أن تكون الأساسات ضد الماء ) .. كل شيء تمام !
وضعنا مستتب .. أبنائنا وبناتنا وأخواننا، يتوسدون طاولات قاعات الجامعات، يلتحفون بنسائم البرد، ويحتضنون صور الرعب، والمسؤول عن كل هذا ضمير مستتر وجوبًا ( آمنت قوت بيت وعيالي ) .. كل شيء تمام !
،،
وضعنا مستتب .. الطرق ما فيها جثث وأموات، وكل شخص يوصل بيته بسلالة وبدقائق، والبرد ما يذبح اللي بالشوارع، والسيول ما شفتها ولا جات، والحيوانات ما تفككت من الحدائق .. كل شيء تمام !
وضعنا مستتب .. تبرعات بيروت فورية بالمليارات وتكاليف قطارات المغرب بالريالات ودعم الشعب التونسي من الأولويات ( الشعب مكتفي وما يحتاج ) .. كل شيء تمام !
،،
خالد وزوجته الأولى بينهما ( عشرة عمر ) ، ومع ذلك بعد أن شابت في نظره بات يغادرها آخر الليل إلى الحسناء الصغيرة ، ويعود إليها مع الضوء في الصباح ! لا يبقى مع هذه اليوم كله ولا يتركها من أجل الجديدة !
لو لم تكن أولاه ( معيبة ) ، لما فكر في الثانية الحبيبة !
،،
للتنويه :-
حتى كتابة هذا المقال، لا زال بعض زملائي وبعض معارفي محتجزين وسط الكليات ووسط البيوت والشوارع، حفظ الله الجميع وأعادهم لـ ( أوطانهم ) سالمين معافين  .
،،
ومضتــــــي .. /
لأني ساكن بجده ..
صرت أفهم شيء واحد وأحفظه ..
ما يهمنا وش يصيب .. شفائك سيدي هو الطبيب !
دامك بخير .. احنا بخير ..
،،
موضوع ومشاركة في وضع مأساوي على عجل : )
من تحت أنين أنقاض جده - مشروع غرقان كتب له الفشل /
صاخـب ~ 23 / 2 / 1432 ه !
..
 | 