حدثني بعض اسلافي عمن سبقوهم ، عن اجدادهم وعلى ذمة الراوي
انه كان اسلافنا من العرب يمارسون كرة القدم ، في الجاهلية ، وكانت تقام البطولات والدوريات ، وقد ذكر لي اشهرها كأس سوق عكاظ ، دوري البسوس للمحترفين .. وبطولة القوافل تحت 23 سنة ..
وكان علية القوم وتجارهم ، يملكون الفرق ويرأسونها ، كلا على حسب تجارته ومدى ثراءه ، والبعض منهم قد اشترى عضوية شرفية واخذ يدعم ناديه بالدنادير والدراهم ، ويغدق عليهم بالعطاء ..
واخذت تتطور كرة القدم لديهم ، حتى انهم بدأو يشكلون منتخبا وطنيا يقارع الفرس والروم ، وبعض منتخبات التتار والهند وبلاد ماوراء النهرين
ولكنهم لم يكونوا بذلك المستوى اللذي يؤهلم للفوز عليهم في مختلف المعارك ، عفوا في مختلف المباريات ..
ولم يكن الراوي قد اخطأ عندما اطلق على المباريات لديهم بمعركة ، فهم عندما يبدأون اللعب ، فيقاتلون قتال الفرسان ، ويتصدون للهجمات ببسالة المقاتلين الاشاوس
استطرد الراوي قائلا : لم يكن يلعب في تلك الاندية سوى ابناء القبائل العربية ، ولم يكن اللاعبون ياخذون اجرا على لعبهم ، بل هي تعد من الفروسية لديهم ، فسمي الفارس هاويا لمعارك الكرة حيث انه لم ياخذ اجرا كما يستحق مقارنة بفرق الروم والفرس والتتار وحتى الفرق البعيدة كفرق الهنود الحمر .. ولكن في افضل الاحوال كان التجار يكافأون الفارس - عفوا اللاعب - ببعض الخيول وربما حفنات من الدنانير الفضية ...
وكانت موهبة الفارس وروحه القتالية ووفائه لقبيلته هي من تدفعه لارض المعركة الكروية ، والظفر بها .
وقال الراوي ايضا : بعد سنوات بدأ فرسان جاهلية العرب يقارعون نظرائهم من فرق الفرس والتتار وفازوا ببطولة بلاد ماوراء النهرين مرتين متتاليتين ، وتأهلوا لبطولة الاندلس العالمية اربع مرات متتالية وعادوا ليفوزوا بدورة بحر القلزم اكثر من مرة .. واصبح فرسان الجاهلية لهم السمعة العالمية في العصر الجاهلي ...
وقد ادى ذلك ان اجتمع كبار القوم .. وهموا بوضع الخطط المدروسة .. ليرقوا بفرق قبائلهم ..
بل وايضا اصبحت القوافل الكبرى ترعى تلك الفرق الصغيرة .. وتمت موافقة الوالي على شراء العبيد والرقيق لكي يلعبوا مع فرقنا واستئجار البعض الاخر .. حتى بل ان صكوك الفرسان تشترى وتباع في سوق نخاسين كرة القدم
بالاف الاف الدراهم .. واستبشر الجاهليون خيرا .. بان تلك الخطط المدروسة سترقى بكرتنا الجاهلية الى اعلى المستويات .. واصبح الجاهليون يلعبون في عهد الاحتراف ، واصبح الفرسان يتقاضون الرواتب المرتفعة ، ويركبون الخيول الاصيلة ..
نهضت الكرة الجاهلية نهضة عظيمة ، فرقها تحرز البطولات والكؤوس ، ولا يقف امامها القاصي والداني
منتخبها بعتلي صخور التتويج ..
ولكن بعد مرور السنوات . سقط الفرسان وخسارة تلو الاخرى .. وفشلا يتلوه آخر
واجمع الجميع بأن تلك الخطط المدروسة قد فشلت في انجاز المطلوب لانها كتبت على الورق فقط - عفوا على جريد النخل .. !
ولأن المحسوبيات لابناء القبائل ، والمجاملة في احيان اخرى لفرق القبائل الصفراء الذين يدعون انهم الاقلية المستضعفة دائما ... من فريق بني الازرق . على الرغم من وضوح من هو المجامل ومن هو المحابى .. ومن هو المستضعف ، ومن اللذي تكاد له المكائد من قبل الصعاليك ..
ورأينا ذلك المخبول ( تأبط شرا مع أنا ) وهو يخرج على المنابر ويرسل الاتهامات ، بل وصل به الحال الى التعدي على حرس الوالي .. اللذين يحرسونه اولا .. ولم يكن من والي الجاهلية .. الا ان يصمت ويتغاضى في موقف غريب وعجيب لم تسمع به العرب يوما ، حتى في عام الفيل !
وعاد مرة اخرى ( تأبط شرا مع أنا ) وهو يتهم فرسان بني الازرق انهم يتعاطون الخمور والمسكرات قبل معاركهم .. وخص بالذكر قناص بني قحطان .. ولكن القناص كان اكبر من ان يرد عليه ، وكان رده الملجم هو في ارض الوغى ، بسهام اردت رقيقه صرعى ..
سألت الراوي : وقلت له ايها الرجل العجوز ، الا تخبرني ماذا فعل الجاهليون بالخطط المدروسة ومنتخبهم
قال بعد خروج الفريق الجاهلي الكبير ، عندما خسروا بخماسية شهيرة من فريق الامبراطورية ... طلب الوالي ان يعتزل .. وسلم ختم الولاية الى سلفه ، وها نحن يا بني الجاهلية نستبشر خيرا بعهد جديد ..
ووالي ( جديد ) ليس بقديم عن قبائلنا ، ولكن سيعد بخطط مدروسة هذه المرة ، وربما تكون خططه افضل من خطط سلفه .. وسيعود فريقنا الجاهلي كما كان في السابق ...