مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 07/01/2011, 08:20 PM
smk20smk smk20smk غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/08/2002
المكان: الدمام
مشاركات: 1,845
أما آن لنا أن نتوب

أخي الكريم...أختي الفاضلة

هيا سويا نكمل رحلتنا الإيمانية وزهراتنا الندية لنرتفع ونحلق في سماء الروحانية في زمن طغت فيه المادية، هيا لنرضي رب البرية و نجبر النفس أن تكون زكية ونعلمها أن تترفع عن الأهواء الدنية والشهوات الحيوانية لنرتفع بها إخوتي إلى الملائكية، في الثريا قبل أن تسفنا الثرى فهلموا إلى الأنوار السنية، إلى النجوم المحمدية والنفحات الربانية، فلربما الدواء مر ولكن فيه السعادة الدنيوية قبل الأخروية، والمرض أمر وأشقى ففيه غضب رب البرية، هلموا فما زال في العمر بقية، لنعيش بالإيمان حياة سعيدة هنية، هيا لنطهر نفوسنا ونجعلها تقية نقية، هيا لنجعل إرادة القلب قوية فتية، ليقودنا إلى الجنات البهية العلية، ولا يزج بنا إلى نار صلية.

الزهرة العاشرة:

سئل أحد السلف: لماذا نكره ذكر الموت؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة فتكرهون أن تنتقلوا من العمار إلى الخراب.

حقا لماذا نهرب من ذكر الموت؟ رغم أنه يكون روضة من رياض الحنة للمؤمنين وغير ذلك للمذنبين المسرفين، لماذا نهرب من الموت وهو يقبل علينا يا عاقلين؟ كل واحد منا دفن حبيب كان معه ليل نهار يؤاكله ويشاربه وبين عشية ضحاها أصبح من الغائبين، دفناه ونسيناه وكان منذ قليل يمشي بيننا على الأرض فلماذا نحن من الغافلين؟ كم مرة ندفن ميت ونخرج لنضحك، أليس عما قليل سنكون من المدفونين؟ أليس هذا صحيح؟ فلماذا ضعف اليقين؟ هل الخلل في عقولنا أم قلوبنا ملئها الطين؟ قال من خلقنا وأوجدنا في هذه الدنيا: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت:57] كلنا سنذوقه فلماذا الهرب؟ ما دامت أمامنا الفرصة، لما لا ننتهزها؟{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8]

إلى كم ذا التراضي والتمادي ***وحادي الموت بالأرواح حادي
فلو كنـا جمـادا لاتعظنـا***ولكنــا أشـد مـن الجمـاد
تنـادينا المنيـة كـل وقت ***وما نصغي إلى قول المنـادي
وأنفاس النفوس إلى انتقاص ***ولكن الذنـوب إلـى ازديـاد

الزهرة الحادية عشر

والله الذي لا إله إلا هو كلنا سيموت فلا فرار، والدنيا راحلة فلا قرار، فإما جنة وإما نار، فلننقذ ما تبقى من الأعمار، يارب يا قهار لا تجعلنا ممن قلت فيهم: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَـٰلِحاً غَيْرَ ٱلَّذِى كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [فاطر:38] يا منتقم يا جبار لا تجعلنا ممن قلت فيهم {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ} [النساء:56].
أواه متى التوبة؟ فلن نستطيع ان نتحمل عذاب القبر وعذاب النار {مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ{16} يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [سورة إبراهيم: 16-17]، يارب يا غفار اجعلنا ممن قلت فيهم {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ{68} الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ{69} ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ{70} يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{71} وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{72} لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} [سورة الزخرف: 68-73].

آه ثم آه من وقت لا ينفع فيه ندم {وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً يٰوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاً} [الفرقان:27-29].

تؤمل في الدنيا طويلا ولا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ***وكم من مريض عاش دهرا إلى دهر
الموت بـاب وكل الناس داخلـه ***فليت شعري بعد المـوت ما الـدار
الـدار جنـة عـدن إن عملـت***بما يرضي الإلـه وإن فرطت فالنار
هما مصيران ما للمرء غيرهمـا ***فانظـر لنفسـك ماذا أنت تختــار

والله إن غمسة واحدة في النار تنسي كل لذة وكل شهوة وكل شبهة {فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ{47} يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{48} وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ{49} سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ} [سورة إبراهيم: 47-50].

آه يا نفس قـــد أزف الرحيــل فإلى متى التسويف؟

الزهرة الثانية عشر:

{ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [ الحديد:16] أم آن لقلوبنا أن تخشع؟ أم آن لنفوسنا أن تخضع؟ أم آن للصخر أن يتفتت، أم آن للحجر أن يذوب.

يا عباد الله إن باب التوبة مازال مفتوح ومازال هناك أمل فهيا لنتوب فإن الله تواب رحيم يفتح باب التوبة بالليل ليتوب مسيء النهار ويفتح باب التوبة بالنهار ليتوب مسيء الليل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم:8] مهما كان ذنبك كبيرا، إن قتلت وإن زنيت وإن سرقت بل وإن كفرت فتذكر أن هناك ربا يغفر الذنب ويقبل التوب. {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران:135] لا تترك الشيطان يأسرك بذنوبك، بل تب وارجع إلى الله وتحمل، ستجد الأمر صعبا فلن تستقيم نفسك بين عشية وضحاها ولكن مادمت تجاهد ستصل، فمن تقرب إلى الله شبرا تقرب إليه ذراعا ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، الله كريم يحب المستغفرين و يقبل التوابين ويفرح بعباده الأوابين فلنكن منهم {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

ما أكرم الله وما أرحمه فهو التواب الرحيم غافر الذنب وقابل التوب لمن تاب وعمل صالحا وأناب.

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} [سورة نوح:10-13].
اضافة رد مع اقتباس