دخلت هذا الموضوع، وقد كنت متفائلاً بردود تمثل الخلق الإسلامي الذي اتسم به المصطفى صلى الله عليه وسلم، فصعقتُ بما كتبَ هنا! كيف يفتخر من يسمي نفسه سلفيا بفهمه للقرآن والسنة بطريقة "أفضل" من السلف الصالح في عهد الصحابة؟ السلف الصالح الذي اقتص للقبطيّ من ابن عمرو بن العاص حينما جار عليه، لأن الإسلام جاء لإقامة العدل الاجتماعي لا لاضطهاد الأقليات وظلمهم بسبب مذهب ودين اعتنقوه. الإسلام يأمر المسلم بالعدل، ويحرم عليه الظلم الذي حرمه الله على نفسه ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)). ومن العدل أن نجرّم مفجري الكنيسة أكانوا من الداخل أم من الخارج كما نجرّم قاتل المسلمين في دور العبادة، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى الجيوش الإسلامية عن التعرض للرهبان الذين تنسكوا في الصوامع، فكيف نقبل بتفجير الصوامع اليوم؟ المسلم لا يقبل بتفجير الصوامع ولا المعابد ولا المساجد، بل المسلم مسالم، جاء بالمحجة البيضاء التي لا تحتاج لقتل الأبرياء لمجرد خلاف معهم في العقيدة... لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيننا لما قبل ما جرى (أكان فاعله تنظيم القاعدة أم إسرائيل)، فهو ذاته الذي لم يقتل اليهودية التي وضعت له السم في اللحم، وهو ذاته الذي نهى عائشة رضي الله عنها عن أن ترد تحية اليهود المسيئة (حينما قالوا "السام عليكم") بمثلها، أفيقبل هذا الرجل الذي كمل من البشر بقتل الرهبان والنساك في الكنائس؟؟! صلى الله عليه وسلم، وثبتنا الله على منهجه الحق. شكرا لك يا طارق، وكثر الله من أمثالك