مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 24/12/2010, 04:27 AM
وقت الغروب وقت الغروب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
شتان بين الخديجتين..!!!

شتان بين الخديجتين..!!!
إن ما تشهده الساحة مؤخراً من حراك اجتماعي وتنموي وثقافي على مختلف الأصعدة، من فعاليات وندوات ومؤتمرات ونشاطات؛ بهدف تفعيل دور "المرأة السعودية" في دفع عجلة التنمية في البلاد، وإثبات وجودها في المجتمع، خاصة في ظل ما وصلت إليه - المرأة السعودية - من مستوى عالٍ من التعليم والثقافة والوعي بأهمية مشاركتها في البناء والتنمية، وفي ظل تبوئها مواقع بارزة ومهمة في المجتمع، لهو بحق حاضرٌ جميلٌ، يُبشّر بمستقبل قوي قادم ومتميز للمرأة السعودية على وجه الخصوص، وللبلاد على وجه العموم.

إلا أننا بالنظر إلى هذه النشاطات والفعاليات التي تُقام بهدف تنشيط دور المرأة في المجتمع السعودي، وتوعيتها بأهمية ذلك، والمطالبة بتهيئة البيئة والظروف المساعدة على ذلك، وبالتدقيق في أهدافها، نجد أنه ليس كل نشاط من هذه النشاطات يُقام بالضرورة يخدم قضايا المرأة السعودية، أو يعكس حقيقة توجهها ونوعية مطالبها، وليس كل صوت يعلو هناك في تلك المحافل للمطالبة بحقوقها بالضرورة يمثل أصوات السعوديات، وليس كل قلم جرَّ حرفاً للمطالبة أيضاً بهذه الحقوق بالضرورة أيضاً يمثل صرير أقلام الفئة المثقفة من السعوديات، إضافة إلى أنه ليس كل ما تتقدم به هذه الفعاليات من توصيات بناءً على ما توصلت إليه من نتائج بالضرورة تكون صالحة وملائمة ومواكبة لواقع وتطلعات المرأة السعودية..

ولا أدل على ذلك مما أُقيم مؤخراً في هذا الإطار من نشاطات، المتمثلة في ندوة جاءت بعنوان "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية لعام 1431هـ"، تنظيم مركز السيدة خديجة بنت خويلد التابع للغرفة التجارية الصناعية بجدة، والأخرى ندوة بعنوان "البيئة التنظيمية والتشريعية لنظام العمل الجزئي والعمل عن بُعد للمرأة في المملكة العربية السعودية" تنظيم كرسي بحث المرأة السعودية ودورها في تنمية المجتمع بجامعة الملك سعود، بالتعاون مع مجلس الغرف الصناعية بمركز الدراسات الجامعية للبنات بعليشة، في قاعة السيدة خديجة بنت خويلد.

وقد حظي كلا المحفلين بمتابعة واهتمام من جميع شرائح المجتمع المهتمة بتحسين وتطوير حال المرأة في المجتمع السعودي، إلا أننا بالتدقيق والمتابعة في أهداف وتوجهات ومجريات وتطلعات هذين المحفلين نجد البون الشاسع بينهما على الرغم من التشابه الخارجي، بدايةً بالهدف المشترك والمعلن عنه في عنوان كلتا الندوتين، وهو "تفعيل مشاركة المرأة السعودية في العمل والتنمية في البلاد"، مروراً بطرح ومناقشة قضية حساسة ومرتبطة بهموم بنات الوطن، وهي قضية "البطالة"، وانتهاءً بالمطالبة بتوفير فرص عمل مناسبة للمرأة، حتى اسم المكان الذي أُقيمت به هاتان الندوتان كان مشتركاً "خديجة بنت خويلد".. لكن شتان بين الخديجتين!!!

إننا نحن السعوديات المستهدفات بمثل هذه الأنشطة نعلن تضامننا مع أي نشاط يطالب بحقوقنا المشروعة، ويسعى إلى تحسين وتطوير واقع المرأة في شتى المجالات، وعلى مختلف الأصعدة، لكن على اشتراط أن تـُمثـِّل هذه الأنشطة أهدافنا الحقيقية، وأن تعكس حقيقة توجهاتنا، وواقع مطالبنا، وأن تستشرف مستقبلاً يتناسب مع تطلعاتنا، إلا أننا أيضاً نعلن براءتنا من أي عمل لا يتماهى مع خصوصية المرأة السعودية، المتمسكة بدينها، والمعتزة بحجابها، والمحافظة على حيائها، ويريد الزج بها في بيئة عمل طابعها الأساسي الاختلاط مع نصف المجتمع الآخر؛ بدعوى أن يكتمل المجتمع لتتحرك عجلة التنمية في البلاد، مع رفع شعار "لا اختلاط.. لا تنمية"..!!!

نعم.. نريد تحقيق مطالب المرأة السعودية، وانتزاع حقوقها المسلوبة..
ونعم.. نريد توفير فرص عمل للمرأة السعودية بما يضمن لها الحياة الكريمة..
ونعم.. نريد أن نرى المرأة السعودية تتبوأ مراكز مهمة وراقية في المجتمع..
ونعم.. نريد أن تشارك المرأة السعودية في التنمية الوطنية بشكل أكثر فعالية..
ونعم.. نريد أن نرى المرأة السعودية تنافس نساء العالم، وتحقق الإنجازات، وتحصد النجاحات..
ونريد.. ونريد.. لكن قبل ذلك نريد الحفاظ على "المرأة السعودية" وحمايتها من هذه الرياح المنتنة التي تعصف بها؛ حتى نحافظ على الأسرة، وبحفاظنا على الأسرة نحافظ على المجتمع؛ وبالتالي نحفظ بلادنا وأبناءنا وبناتنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين.

قبل الرحيل:
إن من أسوأ المساوئ أن تتخذ من سيرة الأطهار الأخيار غطاءً وحجاباً لك لتمرر من خلاله أهدافك وأهواءك وقضاياك التي تخدمها، كما كان حاصلاً في ندوة جدة من الاستدلال بضرورة عمل المرأة من خلال التلويح بالسيدة خديجة - رضي الله عنها - أنموذجاً لذلك؛ شتان بين خديجتهم التي يدعون إليها ويحاولون تجسيدها في مجتمعاتنا، وأُمِّنا وقدوتنا السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها وأرضاها -، ذلك الرمز المشرِّف الطاهر للمرأة المسلمة العاملة الناجحة.
اضافة رد مع اقتباس