مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 30/11/2010, 10:44 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
[ قهوة الثلاثاء - 02 ] .. هدايـا الرئيـس الفلسطينـي !




في مقال للأستاذ : عبدالرحمن الراشد في العدد الصادر من صحيفة الشرق الاوسط رقم ( 11678 ) والذي حمل العنوان اعلاه وتناول من خلال مقاله الأخطاء السياسية التي ارتكبها الرئيس الفلسطيني ( محمود عباس ) وفق وجهة نظره .. بسبب المفاوضات التي خاضها الأخير لأجل ايقاف الاستيطان الصهيوني ونتج عنها وفق تقديره تنامي شعبية الرئيس الصهيوني ( النتن – ياهو ) ومساندته من جهة .. وايضا تحول موقف الرئيس الامريكي ( اوباما ) من مظاهر التعاطف الى حد ما مع القضية الفلسطينية الى مكافئة رئيس دولة الكيان الصهيوني من جهة أخرى بعد الضغوطات التي مارسها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والتي مكنت الحزب الجمهوري من التفوق على حزب الرئيس ( الديموقراطي ) في الانتخابات الأخيرة .

عندما اشاهد وفد المفاوضات الفلسطيني وهو يرحل من مكان الى آخر ويلتقي هذا او ذاك وهو يحمل في يده ذلك الملف الثقيل جدا عن مشروع دولة اسمها ( فلسطين ) .. أجد نفسي اتسائل : ماذا تملك القيادة الفلسطينية من أدوات وقدرات تمكنها من أن تفرض على الآخرين الجلوس على طاولة المفاوضات من اجل محاولة البحث عن ايجاد موطء قدم لها على أرضها ! وأجد نفسي أجيب على تساؤلي بعبارة ( لا شئ ) !

قبل عقدين من الزمن وتحديدا في العاصمة مدريد لأسباب ليس مكانها هنا .. فرض اسم فلسطين على الأجندة الدولية كمشكلة في حاجة الى حل .. وتم ادراج المشكلة الفلسطينية كغيرها من الأجندة المختلفة كملفات الفقر والمرض والجهل وقضايا تنمية دول العالم الثالث الذي يجتمع المعنيون في كافة الأروقة الدولية لدراستها وبحث سبل علاجها والنتيجة ( صفر ) ! ليس لشئ سوى أن الدول الراعية لا يعنيها حقيقة طفل جائع في زائير او دم مستباح في فلسطين وتبقى لغة المصالح والشكل الدبلوماسي من خلال المؤتمرات التي تنتهي بوعد اللقاء في حلقات قادمة .. ولكن المسلسل يرفض ان ينتهي .

يبدو لي أن المفاوض الفلسطيني لا يملك من أدوات التفاوض والقدرة على فرض وجهة النظر او التوصل الى حلول مشتركة سوى إيمان الفرد الفلسطيني في حقه على ارض فلسطين .. فمفهوم ( المقاومة ) كأحد الخيارات التاريخية والرئيسية التي تفرض دوما على المغتصب البحث عن حلول مشتركة على طاولة المفاوضات اصبحت مرفوضة جملة وتفصيل في أجندة الدول العربيه الى جانب الدول التي يطلق عليها الراعية للسلام ! كما أن مواقف الدول العربيه او الاسلامية والتي يمكن ان نعدها المعنية بالشأن الفلسطيني لأعتبارات عديدة وعدة لا ترغب ان تقع في شبهة الاصطدام مع الدول العالمية لأجل قضية وفق مفاهيمنا الحديثة تعد مشكلة ( فلسطينية ) محضة ليسوا معنيين حيالها سوى بتضميد جرحاهم دون ان ننسى ان ( نعايرهم ) بثمن الرباط والشاش ! اضافة الى ان من يرسم مسار المفاوضات الفلسطيني حقيقة هي الدول العربيه والتي ان اصابت في جولة اعلنت الاعياد والاحتفالات في كل محطة تلفزيونية او صحيفة محلية ممجدة لرؤيتها الثاقبة وحكمتها البالغة وقدرتها على تقويض العالم تحت جناحيها .. وان اساءت التقدير فأن الفلسطينيين وحدهم من يتحمل المسؤولية وعليهم ان يقبلوا تحمل ذلك الأخفاق وحدهم على مضض والا فأن الرباط والشاش لن يصل اليهم !

لسنا في حاجة ان نستخدم صوتا عاليا متعاليا امام كل اخفاق فلسطيني في رحلته للبحث عن وطن شرعي يقيم عليه ! ولا يجدر بنا ان نظهر بمظهر من منح الفلسطينيون كل ادوات القوة لخوض معركة الوطن ولكنه لم يحسن التصرف وفشل في التعامل الصحيح معها .. وأخيرا يجب ان لا ننسى عندما نفكر بالشأن الفلسطيني ونحن نتبادل الحب في احضان ازواجنا ان الآخرين في فلسطين يبحثون عن ما يقي رؤوس اطفالهم من شظايا القنابل العنقودية الحارقة !

من حق الرموز الثقافية والفكرية في عالمنا العربي والمهتمين بالشأن الفلسطيني أن يدلوا بوجهات نظرهم حيال سير المفاوض الفلسطيني .. ولطالما اتمنى ان تكون الافكار والاطروحات متواكبة مع مسير المفاوض الفلسطيني حتى تكون أكثر جدوى ونفع .. كما يفترض ان تراع خصوصية المشكلة الفلسطينية وان لا نمارس مهنة القفز عليهم وعلى قدراتهم وجهودهم .. وان نتذكر ان الفلسطينيين الذين تركناهم لوحدهم لمواجهة آلة الموت الصهيونية بمباركة دولية يستحقون منا بعض الحياء والمسؤولية الأخلاقية ان ننصفهم ولو بكلمة تبعث الأمل في نفوسهم عوضا عن تصيد أخطائهم .


ودمتـم في خيـر
اضافة رد مع اقتباس