السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخير

كيف حالكم جميعا

أحب أن أفتتح موضوعي بذكر موقف من المواقف التي مررت بها مع أحد الأصدقاء
القدامى والذي أعتز بمعرفته لأنه رجل ذو حكمة وحنكة والدليل على عقليته الفذة
أنه يناقش في هذه الفترة رسالة الدكتوراة في الرياضيات بانجلترا..
ومن احد المواقف الطريفة التي مررت بها معه أننا في فترة قديمة عندما كان طالبا بالجامعة .. كنا نسهر عنده ونلعب على البلايستيشن 1 ون في بداياته ( أيام كانو وباتيستوتا وامبوما)
المهم
في يوم كان يلعب مع أحد الأصدقاء المبتدئين على البلايستيشن
وكان يفوز عليه بنتائج كبيرة تتعدى الدرزن (12)
وكان المبتدئ يتذمر ويطالبه بقليل من الرحمة والهدوء في اللعب معه
وكان رده التلقائي الذي أعجبني كثيرا وقد أكون استقيت هذه الحكمة في موضوعي هنا
فكان يقول له ( لا ياحبيبي أنا الحين ما أرحمك وأفوز بأكثر قدر من الأهداف لأنه قد يأتي يوم ويتعدى مستواك مستواي ولاترحمني)

ففكرت في كلامه وعرفت أنه محق وعرفت أننا لابد أن نتحصل على كل مايمكننا الحصول عليه ولو كان القليل كافيا فلابأس بالقليل والكثير
لأنه قد يأتي علينا دهر تتغير فيه الظروف ويتغير من حولنا ولانكون بأفضل حال...

قال الأمير الشاعر خالد الفيصل :

وإذا صفالك زمانك عل ياضامي
اشرب قبل لايحوس الطين صافيها

وهنا تكتمل الحكمة التي أحببت ان أنقلها لكم.

وأتمنى أن اكون وصلت لمدارككم ولم يخني التعبير....

ومما دعاني لكتابة هذا الموضوع في هذه الصفحة التي تختص ببطولة الخليج 20
والمقامة باليمن

هو ربط هذه الحكمة بالوضع العام للمنتخب السعودي في هذه البطولة الغريبة بكل زواياها ومظاهرها ..

طبعا كلنا مع المنتخب السعودي قلبا وقالبا ونشجعه بكل مانملك من حب وروح وطنية

لأن منتخبنا رمز يعبر عن الوطن ككل ولابد أن يبدو بأبهى حلة ...

ولكن استوقفتني أفكار كثيرة وتداخلت في ذهني وخاصة بعد تعادل المنتخب السعودي مع شقيقه الكويتي

وكنا أقرب للفوز لولا الحظ العاثر .. والحمدلله على كل حال

وهذه النتيجة غير مرضية لطموح الشعب السعودي أبدا ولا تعكس تطور دورينا وتطور مستويات لاعبينا ...

وقد يقول قائل : المنتخب يلعب بالرديف ومعظم اللاعبين وجوه جديدة على التيشيرت الأخضر..
ونتيجة التعادل مع الكويت بعد الفوز على اليمن نتيجة جيدة
ولكن أيها القائل بهذا الرأي ... ماذا لو خسرنا أمام قطر؟؟ وخرجنا من البطولة ؟؟
بعد تعادل مع المنتخب الكويتي معنا بمستوى متوسط ولايعكس الكيان الرياضي السعودي ؟؟

لست متشائما ولكنني صراحة لست متفائلا بأننا سنصل لنقطة بعيدة في هذه البطولة ..
لأن هذا المنتخب منتخب تجريبي لم يجهز لحصد البطولة ..

فهل فقدانها سيمر مرور الكرام ونرضى ونصفق ونستقبل بيسيرو بالأحضان ونقول له (كفيت ووفيت)
أم أنه سيكون مكان المسؤولية ويحاسب على ضياع البطولة ..

أحبائي .. هذه البطولة مهمة كأي بطولة لأنه لايستحق أن يكون بطلا سوى البطل
والأفضل..ونحن لها فلماذا نهديها لغيرنا ؟؟
لم أشاهد أو أقرأ أو أسمع عن منتخب يدخل لبطولة إقليمية لها وهجها وهيلمانها الإعلامي بمنتخب رديف سيواجه منتخبات مكتملة ومستعدة بعدتها وعتادها ...
حتى الدول الأوروبية تدخل مبارياتها الودية بمنتخبها الأول ... ولا يرتدي أي لاعب
قميص منتخب بلاده إلا إن كان مؤهلا لارتدائه ... وكما ذكرت حتى لو كانت مباراة
ودية فمابالكم ببطولة إقليمية مهمة جدا لنا كخليجيين ...
ومن المعروف في زمن عز المنتخب الكويتي أنهم حصدو 9 بطولات خليجية ... وكان منتخبنا يشاهد حينها وهم يتغنوا ويتراقصوا طربا بحصادها.. ولما أتت لنا الفرصة لنرد لهم الديون ونتفوق عليهم..
وصار المنتخب يملك أفضل العناصر
قد لا أبالغ إن قلت آسيويا .. ومن بعد إذن الله هم قادرين على هز
ورك شباك المنتخب الكويتي بأكثر عدد من الأهداف ...
ويسيرو نحو تحقيق اللقب
يريحهم المدرب القدير ويتنازل عنهم بحجة الاعداد للبطولة الآسيوية ... ويسقط عن كاهله المطالبة بالخليجية ..
لا يابيسيرو نحن نبحث عن هذه البطولة ونطمح إليها ..
تملك القدرة على أن تهزم المنتخب الكويتي وليس طموحنا معه التعادل ..
هذا زمننا فلماذا لانسحق الجميع ونلجم أفواها كانت مذعورة قبل البطولة من اللون الأخضر..
وهاهي الآن بعد التعادل يخرج إلينا أحدها يقول ((بقايا الحجاج لايفوزون ))
كعادة الفئران لاتخرج إلا في الظلام .. ولا يعبر هذا الجزء الفاسد عن الكل
لأن الكويت جزء لايتجزأ من السعودية وهم أهل الجود والكرم والأخلاق الرفيعة ..
لكن خرج منهم هذا وأشباهه ليتكلمون عن بلادنا العزيزة بما يعاب على أمثاله
في الحديث عن بلاد عم خيرها الشرق والغرب..
ويخرج آخر في إحدى القنوات التلفزيونية ويستصغر المنتخب السعودي بكلمة (خضوري) أمام الملأ والمشاهدين وكأن الثقافة والبعد الحواري غاب عنه
وأصبح يتحدث على كرسي هو ليس أهل له ...
فماذا لو دخلنا بنجومنا الخضر الأبرز وانتصرنا عليهم .. وسرنا نحو التتويج ..
فهل يجرؤون على هذه الأحاديث المعيبة ...
وبغض النظر عن كل هذا وعن تحقيق اللقب .. لماذا لم يشارك اللاعبين الأبرز
ومن يستحقون ارتداء الشعار للاستعداد الأمثل للذهب الاسيوي واكتشاف مكامن
الأخطاء وتصحيحها وسد الثغرات وتجهيز التشكيلة المناسبة وتدعيمها بالوجوه الجديدة
للدخول إلى المعترك الاسيوي ..
ليس الوقت سانحا لتجربة محمد عيد ومعتز الموسى وأحمد عباس ومهند عسيري والسالم و و و و
وبغض النظر عن مستوياتهم ومايقدموه
فإن الوقت مناسب جدا لتجهيز وتكامل وانسجام
ناصر الشمراني مع الهزازي وعبده عطيف مع الشلهوب و نور وتجهيز المحاور والأظهرة والدفاعات مع تدعيم المنتخب بالوجوه الشابة
البارزة من تلك الأسماء..
هذه البطولة فرصة لإعداد المنتخب للبطولة القادمة وليست فرصة لاكتشاف منتخب جديد!!!!!!!
نحن لسنا بحاجة لمنتخبين أولهم قد يخرج من الخليجية لقلة الخبرة والاخر يدخل الاسيوية بلا تجانس وانسجام وقد يفقدها لهذا السبب .. ونخرج بخفي حنين بلا هذه ولا تلك ..


أخيرا وقبل أن أختم كلامي أثارني الاستغراب من بعض المتعاطفين مع منتخبات أخرى لقلة انجازاتها على حساب مستوى الوطن ..
فذاك يعتب على الرباعية في مرمى المنتخب اليمني في مباراة الافتتاح ويتمنى أنهم
خففو النتيجة مراعاة للمستضيف ..
وأذكر في المباراة النهائية مع عمان قبل سنتين أن بعض الجماهيرالسعودية عند حضورنا بالملعب كانوا متعاطفين مع المنتخب العماني ويريدون إهداءهم البطولة
لأنهم استضافوها ولم يحققوها من قبل ..
مباركة عليهم البطولة ولكن التعاطف ليس على حساب وطني فلن يسجل التاريخ
عاطفتنا ولكنه سيسجل خسارتنا وانتصارهم علينا...

أعتذر عن الإطالة