مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 24/11/2010, 11:26 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Fahad Al Sudais
Fahad Al Sudais Fahad Al Sudais غير متواجد حالياً
مشرف سابق في منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 21/02/2008
المكان: مدريــدي / ارسنــالي
مشاركات: 13,119
مـن اللـي ضـرب حسـيـن وسـرق فلـوسـه ؟؟

حيـــــــــاكم




( حسين ) سباك بنغالي مشهور بحارتنا

كل اهل الحارة المتشعبة من شارع عبدالله بن عباس بحي الروابي يتعاملون مع حسين

وهو للأمانه مجتهد جداً... سباك وكهربائي واذا استدعت الحاجة يليّص ويبلّط.. يعني بتاع كُلّه

واذا احتجت حسين بشغل مايحتاج تروح له بسيارتك.. اتصل عليه جوال ويجيك بالدباب حقه

ومعه العدّه كامله ويضبّط لك كل شي خربان عندك.. ورخيص ويرضى باللي تعطيه

وطبعاً من اهم صفاته انه محافظ على الصلاة جماعة بالمسجد ويخاف الله

..

قبل يومين وانا راجع من الدوام بعد المغرب.. لقيت حسين واقف عند البقالة ومجتمعين عليه شلّة بنغاليه

وقفت ونزّلت الدريشه وناديته.. وسألته وش اللي صاير ؟؟ وليش العالم مجتمعين عليه ؟؟

قال لي :

فيه اثنين سعوديين لابسين ملابس حراس امن ( سيكورتيه ) وراكبين سيارة فورد حمراء

اخذوه من المحل وركب معهم علشان عندهم شغل سباكه في البيت ( حسب كلامهم )

يقول وبعد ماطلعوا من الحارة وقفوا السيارة في برحه ونزلوه بالقوة

وضربوه واخذوا محفظته وجواله.. وهجّوا وتركوه يتألّم في مكانه

سألته عن المحفظه.. فيها فلوس ؟؟ كم فيها ؟؟

قال فيها ثلاث آلاف ريـال.. كان بيرسلها في العيد لأهله لكن البنوك صكت وما أمداه

وهالثلاث آلاف تمثل رزقه اللي كسبه بالحلال خلال شهرين كاملين

لكن هو حزين على الجوال اكثر..

لأن الشريحه فيها ارقام كل الزباين تقريباً وهم اهل الحارة.. يعني شغله كله قايم على هالجوال

..

فيه مقوله شهيره واتوقع الكل يعرفها

( انتشار الفقر سبب رئيسي في انتشار الجريمة )

ولاحظوا ان اللي ضربوا حسين وسرقوا فلوسه ( سيكورتيه ).. يعني رواتبهم تتراوح من 1500 الى 2500 ريـال

ولاحظوا ايضاً ان السرقة كانت في يوم 22 من الشهر الميلادي.. يعني في الثلث الاخير

وشي طبيعي ان السيكورتيه مطفرين من 15 الشهر.. وحالتهم المادية سيئة جداً

ولذلك من المتوقع ان السيكورتي يخطف هندي او بنغالي ويضربه وينفض محفظته

علشان يطلع منها حق البنزين وحق اكله وشربه وحق حليب ابنه وحق فاتورة الكهرب و و و و... الخ

..

اقسم بالله .. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم

اني اعرف واحد معرفه تامّه

اكثر من مره يطلع من بيته الفجر او منتصف الليل علشان يدبَر 25 ريـال يجيب فيها حليب لطفله الرضيع

واكثر من مره يطلع بنفس التوقيت يحاول يلقى 19 ريـال يجيب فيها حفايظ لنفس الطفل

علماً بأنه ماعنده الا ثلاث اطفال.. وراتبه 4500 ريـال

لكن مايجي 20 الشهر الا وهو ( يشحذ ).. علماً بأنه مايصرف فلوسه الا على أساسيات الحياة

1450 ريـال قسط السيارة.. والمصاريف المنزلية وبنزين السيارة والفواتير فقط لا غير

لا دخان ولا شيشه ولا مطاعم ولا أي شي من هالخرابيط

ولاحظوا ان راتبه 4500 ريـال.. طيب وش حيلة السيكورتي اللي راتبه 2500 ؟؟

الضغط يولّد الانفجار.. ومحمد صلى الله عليه وسلم استعاذ من قهر الرجال

والاموال التي خرجت من خيرات هذا البلد وتم انفاقها خارج الحدود ستكون شاهدة يوم القيامة على من عبث بها

لا اتحدث عن آلاف ولا عن ملايين.. بل مليارات مهدرة معلنة بكل أسى نقرأها بين الفينة والاخرى بمزيد من الغبن

اتحدث عن فئات من الشعب مغلوب على امرها... ليس لها سوى ان تقول ( يا رب )

فئة اتجهت لمن لا يظلم مثقال ذرّة.. وهي تعلم أن سهام الليل لا تخطيء

..

كان عمر رضي الله عنه يقول: أكثروا من ذكر النار، فإن حرّها شديد، وقعرها بعيد، ومقامها حديد، وجاء ذات يوم أعرابي، فوقف عنده وقال:
يا عمر الخير جزيت الجنة
جهِّز بُنيَّاتي وأمهنَّه
أقسم بالله لتفعلنه
قال: فإن لم أفعل ماذا يكون يا أعرابي؟ قال:
أقسم أني سوف أمضينه
قال: فإن مضيت ماذا يكون يا أعرابي؟ قال:
والله عن حالي لتسألنه
والواقف المسئول بينهنّه
ثمّ تكون المسألات ثمّه
إما إلى نار وإما جنة
فبكى عمر حتى اخضلت لحيته بدموعه، ثم قال: يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم، لا لشعره، والله ما أملك قميصاً غيره، وهكذا بكى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه بكاءً شديداً تأثراً بشعر ذلك الأعرابي الذي ذكّره بموقف الحساب يوم القيامة، مع أنه لا يذكر أنه ظلم أحداً من الناس، ولكنه لعظيم خشيته وشدة خوفه من الله تعالى تنهمر دموعه أمام كل من يذكّره بيوم القيامة.


***


وكان رضي الله عنه من شدة خوفه من الله تعالى يحاسب نفسه حساباً عسيراً، فإذا خيل إليه أنه أخطأ في حق أحد طلبه، وأمره بأن يقتص منه، فكان يقبل على الناس يسألهم عن حاجاتهم، فإذا أفضوا إليه بها قضاها، ولكنه ينهاهم عن أن يشغلوه بالشكاوى الخاصة إذا تفرغ لأمر عام، فذات يوم كان مشغولاً ببعض الأمور العامة، فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، انطلق معي فأعني على فلان، فإنه ظلمني، فرفع عمر الدرة، فخفق بها رأس الرجل، وقال: تتركون عمر وهو مقبل عليكم، حتى إذا اشتغل بأمور المسلمين أتيتموه، فانصرف الرجل متذمراً، فقال عمر علَيَّ بالرجل: فلما أعادوه ألقى عمر بالدرة إليه، وقال، أمسك الدرة، واخفقني كما خفقتك قال الرجل: لا يا أمير المؤمنين، أدعها لله ولك قال عمر: ليس كذلك: إما أن تدعها لله وإرادة ما عنده من الثواب، أو تردها عليّ، فأعلم ذلك، فقال الرجل: أدعها لله يا أمير المؤمنين، وانصرف الرجل، أما عمر فقد مشى حتى دخل بيته ومعه بعض الناس منهم الأحنف بن قيس الذي حدثنا عمّا رأى: ... فافتتح الصلاة فصلى ركعتين ثم جلس، فقال: يا ابن الخطاب كنت وضيعاً فرفعك الله، وكنت ضالاً فهداك الله، وكنت ذليلاً فأعزك الله، ثم حملك على رقاب المسلمين، فجاء رجل يستعديك، فضربته، ما تقول لربك غداً إذا أتيته؟ فجعل يعاتب نفسه معاتبة ظننت أنه خير أهل الأرض.

***

وعن إياس بن سلمة عن أبيه قال: مر عمر رضي الله عنه وأنا في السوق، وهو مار في حاجة، ومعه الدرة، فقال: هكذا أمِطْ عن الطريق يا سلمة، قال: ثم خفقني بها خفقة فما أصاب إلا طرف ثوبي، فأمطت عن الطريق، فسكت عني حتى كان في العام المقبل، فلقيني في السوق، فقال: يا سلمة أردت الحج العام؟ قلت نعم يا أمير المؤمنين، فأخذ بيدي، فما فارقت يدي يده حتى دخل بيته، فأخرج كيساً فيه ست مائة درهم فقال: يا سلمة استعن بهذه واعلم أنها من الخفقة التي خفقتك عام أول، قلت والله يا أمير المؤمنين، ما ذكرتها حتى ذكرتنيها قال: والله ما نسيتها بعد، وكان رضي الله عنه يقول في محاسبة النفس ومراقبتها: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيئوا للعرض الأكبر ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)18


***

وكان من شدة خشيته لله ومحاسبته لنفسه يقول: لو مات جدْي بطف الفرات لخشيت أن يحاسب الله به عمر، وعن علي رضي الله عنه قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قتب يعدو، فقلت: يا أمير المؤمنين أين تذهب؟ قال: بعير ندَّ من إبل الصدقة أطلبه فقلت: أذللت الخلفاء بعدك، فقال يا أبا الحسن لا تلمني فوالذي بعث محمداً بالنبوة لو أن عناقاً أخذت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة.

***

وعن أبي سلامة قال: انتهيت إلى عمر وهو يضرب رجالاً ونساء في الحرم على حوض يتوضئون منه، حتى فرق بينهم، ثم قال: يا فلان، قلت: لبيك، قال لا لبيك ولا سعديك، ألم آمرك أن تتخذ حياضاً للرجال وحياضاً للنساء، قال: ثم اندفع فلقيه علي رضي الله عنه فقال: أخاف أن أكون هلكت قال: وما أهلكك؟ قال ضربت رجالاً ونساءً في حرم الله –عز وجل- قال: يا أمير المؤمنين أنت راع من الرعاة، فإن كنت على نصح وإصلاح فلن يعاقبك الله، وإن كنت ضربتهم على غش فأنت الظالم.

***

وعن الحسن البصري أنه قال: بينما عمر رضي الله عنه يجول في سكك المدينة إذ عرضت له هذه الآية ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) فانطلق إلى أبي بن كعب فدخل عليه بيته وهو جالس على وسادة فانتزعها أبي من تحته وقال: دونكها يا أمير المؤمنين قال: فنبذها برجله وجلس، فقرأ عليه هذه الآية وقال: أخشى أن أكون أنا صاحب الآية، أوذي المؤمنين، قال: لا تستطيع إلا أن تعاهد رعيتك، فتأمر وتنهى فقال عمر: قد قلت والله أعلم، وكان عمر رضي الله عنه ربما توقد النار ثم يدلي يده فيها، ثم يقول: ابن الخطاب هل لك على هذا صبر.



انتهى

اضافة رد مع اقتباس