الحظ والهلال ..
كلمتان ارتبطتا ببعضهما البعض ، فصارت الاولى بقدرة العلي القدير صفة مطلقة للثانية !؟
اما كيف حدث هذا .. فكما يتذكر الجميع بطولة النخبة العربية الاخيرة وكيف انتزعها الهلال بذلك التنظيم الدوري العجيب والذي جعل من الحظ صفة ملازمة له اينما لعب واينما فاز .. حتى تصور عزيزي القارئ ان ذلك الكم الهائل من البطولات والانجازات التي حققها الفريق قبل خوضه لبطولة النخبة واحداثها قد طالها التشكيك بالجدارة والاستحقاق ، وان الحظ كان العامل الرئيسي خلف كل بطولة يحققها !
حمود سلطان .. وهو الذي اقام حفل اعتزاله مؤخرا على ( شرف ) عبدالرحمن بن سعود (!) قال في احدى الجرائد التي لم اعرف السبب الذي دعاني لقراءتها !! قال ساخرا : لو نملك حظ الهلال لتأهل منتخبنا لكأس العالم !!
( شيخ شعبه ) هزاع ابن زايد صرّح باحدى المجلات التي ( تبرز ) نفسها بالقوة قائلا : "الحظ " خلف بطولات الهلال !!
تصوروا حتى شعبان السيد مدرب فريق الاعتماد ، والذى وطأ الاراضي السعودية بفيزة ( فلاح ) قد اتهّم الهلال باستيلائه على الحظ وهو السبب ذاته الذي منعهم من الحصول على بطولة المكاتب في الموسم الماضي !!

عموما ..
قد يكون في ذلك شيئا او ( كثيرا ) من المبالغة والاجحاف بحق فريق كالهلال .. ولكن هذا لايمنع من تبيان الحق والحقيقة لمن جهل عليه الامر واشكل

فلسفيا .. الحظ يعني زيادة احتمال حدوث امر جيد لصالح الشخص المحظوظ
علميا .. لا وجود حقيقي للحظ
شرعا .. هو توفيق من الله قبل كل شئ ، وهو ماكتبه رب العالمين على الاّ عرض ولا اعتراض
وبالتالي .. فالاعتراض على الحظ ليس كالاعتراض على الحكام .. وهو غير مقبول شرعاً ولا عقلاً وهذا الشئ مفروغ منه
اذاً .. ماالذي يدفع البعض لترديد اسطوانة ( الحظ الهلالي ) اذا لم يكن الاعتراض مغزاهم ومقصدهم ؟
واعتقد ان جواب هذا السؤال ليس بالمعجزة .. فالمقصود كما هو معروف هو التنقيص من شأن شئ اسمه الهلال ، اذا لم يكن بأعينهم فبأعين ( بعض ) الجماهير العوراء !!

وقد ذكرت في احد الاسطر القليلة الماضية : " الاعتراض على الحظ ليس كالاعتراض على الحكام " ورغم انني ( ولله الحمد ) ليس من عادتي ان اتراجع في كلمة قلتها باقتناع شخصي ، الا انني سأضطر آسفا لتغيير تلك العبارة لتكون : " الاعتراض على الحظ تماما كالاعتراض على الحكام " !!
نعم .. فمناسبتهما واحدة ، وصيغتهما واحدة ، وقائلها واحد ، والمقصود منهما واحد !
واذا كان فريق الهلال ، ذلك الفريق المدلل المحظوظ ،الذي كان ينتظر خبر البطولة العالمية منذ فوزه ببطولة اسيا للاندية في ايران ، مرورا بكأس السوبر 97 وانتهاءً بالكأس ذاتها لسنة 2000 ولم يشارك بها حتى الآن ، فأي صفة سنطلقها ياترى على من ( تعادل ) بالكاد مع فريق في مباراتين ليفوّز بعدها بكأس السوبر لسنة 98 وملحقة بهذه الكأس هدية مجانية قيّمه من صديق عزيز ، عبارة عن مشاركة الفريق رسميا في بطولة العالم للاندية للعام الذي تلا تعادلهم بالسوبر !!

قبل فترة .. طالعتنا جريدة الجزيرة بخبر كان مفاده ( احتمال مشاركة الهلال في البطولة العالمية القادمة ) وذلك باعتبار ان الفيفا قد خصص لاسيا مقعدين ونصف في البطولة القادمة ، على ان يكون المقعد الاول من نصيب فريق جابليو الياباني بطل السوبر 99 والمقعد الثاني من نصيب فريق ساسونج الكوري بطل السوبر 2001 ، اما فريق الهلال " السعودي " وهو الفريق المدلل المحظوظ بطل السوبر لعامي 97 و 2000 وافضل فريق اسيوي في تصنيف الفيفا ، والفريق الذي انهك اتحاد اكبر قارات العالم والغى من اجله قراراً عالمياً تطبقه جميع قارّات العالم وهو قرار اختيار فريق القرن للقارة ، وبعد ذلك فقد تكرموا مشكورين وعلى سبيل الاجتهاد باهدائه نصف مقعد ، ليكون بينه وبين العالمية عقبة الزمالك المصري !
حتما سيفرح الهلاليون بهذا القرار لو صدر رسميا ، فهم دائما يبحثون عن الاحلى ، والاحلى دائما في الأصعب !