مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #48  
قديم 04/11/2010, 05:01 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيم%الهلالي
الزعيم%الهلالي الزعيم%الهلالي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/03/2010
المكان: الشرقيهـ
مشاركات: 3,693
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بصوت مرتفع كما سأل الأعرابي، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الناس هدياً، يعطي كل إنسان بقدر ما يتحمله عقله، فخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما خاطبه به، قال له الأعرابي: ((المرء يحب القوم ولما يلحق بهم)) يعني: يحب القوم ولكن عمله دون عملهم؛ لا يساويهم في العمل، مع من يكون؟ أيكون معهم أو لا ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((المرء مع من أحب يوم القيامة)) نعمة عظيمة - ولله الحمد- وقد روى أنس بن مالك- رضي الله عنه- هذه القطعة من الحديث، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لرجل يحب الله ورسوله: ((إنك مع من أحببت)) قال أنس: ((فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر عمر وأرجو أن أكون معهم))(67).
وهكذا أيضاً نحن نشهد الله - عز وجل- على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين، وصحابته، وأئمة الهدى من بعدهم، ونسأل الله أن يجعلنا معهم .
هذه بشرى للإنسان؛ أنه إذا أحب قوما صار معهم وإن قَصُرَ به عمله؛ يكون معهم في الجنة ويجمعه الله معهم في الحشر، ويشربون من حوض الرسول صلى الله عليه وسلم جميعاً، وهكذا.. كما أن من أحب الكفرة فإنه ربما يكون معهم _ والعياذ بالله- لأن محبة الكافرين حرام، بل قد تكون من كبائر الذنوب.فالواجب على المسلم أن يكره الكفار، وأن يعلم أنهم أعداء له مهما أبدَوا من الصداقة والمودة والمحبة؛ فإنهم لن يتقربوا إليك إلا لمصلحة أنفسهم ومضرتك أيضا، أما أن يتقربوا إليك لمصلحتك فهذا شيء بعيد. إن كان يمكن أن نجمع بين الماء والنار؛ فيمكن أن نجمع بين محبة الكفار لنا وعداوتهم لنا؛ لأن الله تعالى سمَّاهم أعداءً قال:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ[الممتحنة:1] ،وقال عز وجل:﴿مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ[البقرة:98] .
فكل كافر فإن الله عدوٌ له، وكل كافر فإنه عدوٌ لنا، وكل كافر فإنه لا يضمر لنا إلا الشر.
ولهذا يجب عليك أن تكره من قلبك كل كافر مهما كان جنسه، ومهما كان تقربه إليك فاعلم أنه عدوك. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ[الممتحنة: 1]، إذاً نأخذ من هذه قاعدة أصَّلها النبي - عليه الصلاة والسلام- ألا وهي: ((المرء مع من أحب))(68) فعليك يا أخي أن تشد قلبك على محبة الله تعالى، ورسوله، وخلفائه الراشدين، وصحابته الكرام، وأئمة الهدى من بعدهم لتكون معهم.
نسأل الله أن يحقِّقَ لنا ذلك بمنِّه وكَرَمِه. والله الموفِّق.
</b></i>
اضافة رد مع اقتباس