مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6  
قديم 07/11/2004, 11:25 PM
هلالي موعالبال هلالي موعالبال غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
الجزء الثاني والثلاثون...




دخل البيت بعد المغرب...وارتاح لما ما سمع صوت دليل انه جدته
مهي موجوده...جلس على الكنبه وهو حاس براحه...ورجع يكمل محاولاته في الاتصال على خالد...
والتفت لما سمع صوت ريم بااستغراب:"فهد!! متى وصلت؟؟"
فهد:"قبل شوي..."
جلست ريم جنبه وهو مشغول بتلفونه...
ريم:"على من تتصل؟؟"
فهد:"على خالد ..."
ريم:"مايرد عليك؟؟"
فهد:"مسكر جواله....الظاهر نسى يفتح من نزل من الطياره..."
ريم:"هو غريبه سافر؟؟...شغل؟"
فهد وهو سرحان:"ايه شغل..."
ريم:"اففف...فهد اشفيك تحكي بالقطاره ...شكلك كذا وراك شي..."
عدل فهد جلسته:"ريم ودي اسألك سؤال..."
ريم:"اسأل اللي تبي..."
فهد:"وشرايك في خالتك؟..."
ريم بااستغراب:"وش هالسؤال؟؟"
فهد:"انتي جوابي وعقب اقول لك..."
ريم:"طيب....شف خالتي الانسانه اللي حبها مثل حبي لامي...من يوم كنا اطفال وهي معنا وتعاملنا مثل معاملة امي واكثر...وما تفرق بينا وبين محمد وعبير...صدق صدق اموووت فيها..."
فهد:"وخالد يحبها مثلك..."
ريم:"واكثر...كانت امي من زود حرصها ترفض يرووح رحلات
للبر وهو يكلم خالتي تقنعها....يعني تقدر تقول كانت احسن واسطه لخالد...وهالشي اكيد حبب خالد فيها...وغير كذا تراها خالتنا لازم نحبها...بس من جد فهد سؤالك غريب..."
فهد:"لما تعرفين اللي اعرفه ما رح تستغربين..."
ريم بضيق:"فهد...ترى صاير كلامك كله الغاز..."
فهد:"طيب بدخل في الموضوععلى طول...تدرين ان خالتك اللي في مقام امك...هي سبب خلاف خالد مع مرته.."
ريم بحيره:"وش دخل خالتي في الموضوع؟؟"
فهد:"هذا الله يسلمك...خالتك اتفقت مع ام سعيد اللي رجلها يشتغل في الشركه وقدرت تصور ملف المشروع اللي يشتغل عليه خالد....وووصلته هي وخالتك لمرة ابو عبد العزيز اللي عطته زوجهاعلى انه يقول لخالد ان بنت اخوه هي اللي عطته وتعرفين انتي الباقي..."
وقفت ريم وهي مصدومه:"مستحيل هالكلام اللي تقول...واللي قالك كذاااب..."
فهد:"مهو بكذاب....انا اللي مجنني من وين جت لهم هالفكره...اللي تدل على خبثهم بصراحه..."
ريم:"من وصلك هالكلام..؟؟."
فهد :"ابو عبد العزيز...طبعا بعد مااغريته بمبلغ محترم...ولانه جشع وطماع باع خالتك وفضح سرها مثل ما باع بنت اخوه من قبل..."
جلست ريم جنبه:"فهد...والله يكذب مستحيل خالتي تسوي كذا...وش مصلحتها...."
فهد:"مصلحتها انه خالد يرجع لبنتها وهالشي هو اللي صار..."
كانت منصدمه من كلام فهد...ومهي مصدقه ان كل هالشر في خالتها...عارفه انه خالتها قويه وما يضيع لها حق بس ما توقعت ان هالظلم والشر موجود فيها...انتبهت على فهد وهو يرجع يتصل على خالد...
ريم:"رد عليك؟؟"
فهد:"مسكر جواله هو ووجه..كنت ابي منه البشاره..."
ريم بحزن:"تتوقع انه لو سمع الي سمعته بيفرح..."
فهد:"ايه بيفرح...انتي ما تندرين اشكثر اثر عليه هالموضوع ..."
اللحين لما يعرف برآة حرمته بيرجع خالد الاولي..."
ريم:"وعبير؟؟"
فهد بتلقائيه:"هو حر يتركها على ذمته...يطلقها....اصلا مهو مرتاح من ملك عليها...وحاس انه ظلمها لما طاع امك...عاد اللحين لما يعرف مؤامرتها هي وامها بيطلقها وهو مرتاح..."
ريم:"طيب على فرض صدق كلام ابو عبد العزيز...ما فكرت انه ممكن عبير ما يكون لها ذنب..."
فهد:"ما فكرت صراحه..."
ريم:"لاء فكر يافهد...وش الفرق بينا وبين عم بسمه اذا وصلنا له هالخبر من غير ما نتأكد من دور عبير...اكيد خالد بيفقد اعصابه وبيطلقها وممكن هي مالها ذنب..."
فهد ببرود:"ياشيخه خالتك مهي مسويه شي الا بشور بنتها..."
ريم بضيق:"ليش تحكم من غير ما تعرف...تكفى يافهد لا تقول لخالد الا اذا تأكدت بنفسي..."
فهد:"تبيني اخبي عن خالد خبر انا عارف انه بيسعده..."
ريم:"لا تخبي...بس اجله شوي...حتى اروح لخالتي وواجهها هي وعبير...واعرف كل شي...واوعدك ان شكيت ولو شك بسيط انه عبير لها يد في الموضوع انه انا اللي اقول لخالد كل شي...."
فهد بعد تفكيروكثر زن ريم:"اوكيه اتفقنا...قومي بدلي حتى اوصلك لخالتك..."
قامت ريم بسرعه حتى ما يغير رايه...كانت تتمنى انها تظهر لفهد كذب ابو عبد العزيز...لانها مستحيل تصدق انه خالتها او عبير لهم يد في هالموضوع...ولازم تثبت لفهد كذب ابو عبد العزيز...

^^^
وصل خالد لجده وحس بملل من القعده في الفندق...وطلع الكرنيش
على انه الجو رطوبه وحر...وقف السياره...ونزل يمشي....كان الجو خانق بس كان اهون عليه من قعدت الفندق الملله...كان المكان زحمه...وازعاج...جلس على كرسي ...وهو يناظر الناس اللي حوله...
والكل مبسوط وسعيد...
شد نظره اسره قريبه منه...اب وام وطفلين...واضح السعاده عليهم..
الاب يسولف مع الام واذا جت البنت تشكي من اخوها اللي طقها وشافته ما عبرها...تلف راسه بيدها حتى تثير اهتمامه...
وبسرعه يقوم معها حتى يحل الاشكال اللي بينها وبين اخوها...ويرجع جنب زوجته ...
تنهد من اعماقه...كان مفتقد هالسعاده اللي يشوفها تطل من عيون هالرجال....لو ما صار اللي صار كان هو اللحين مع زوجته وبنته اللي ما تهنى حتى بشوفتها...
انتبه على رنه الجوال...لما شاف الرقم تردد في الرد ...لكن لانه يعرف انها مارح تفقد الامل وبتواصل اتصالها رد عليها...
خالد:"هلا عبير..."
عبير بلهفه:"اشفيك مسكر جوالك؟؟ من متى اتصل عليك..."
خالد:"نسيته من عقب ما نزلت من الطياره...المهم شخبارك.."
عبير:"بخير..اشلونك انت حبيبي؟؟"
خالد:"تمااام...اشلون خالتي واشلون..؟؟"
عبيرمقاطعه :"افففف خالد اشفيها مكالماتنا كلها اشلون؟؟... واشخبار؟؟"
خالد بمرح مصطنع:"خلاص المكالمه الجايه ما بيكون فيها لا اشلون ولا اشخبار.."
عبير بضيق:"أي مكالمه جايه!! ...خالد انت حتى الاتصال ما تتصل علي..."
خالد:"مشغول ياعبير ...واحيانا اخاف ازعجك..."
عبير:"كل الناس يزعجوني الا انت...بس الظاهر قلبك مع غيري..."
تنهد خالد:"عبير...احنا اتفقنا ما تجبين طاري بسمه لا بالخير ولا بالشر..خليها في حالها..."
عبير بقهر:"ترى ذبحتوني.... خليها في حالها.... خليها في حالها...
اشلون اخليها وانت مهملنا ولا معبرني...احلف انك ما تتصل عليها..."
خالد:"الظاهر هي زوجتي وما فيها شي اذا اتصلت عليها...ولا انا غلطان؟!!"
عبير بصوت باكي:"وليش تزوجتني ما دامك تحبها؟؟ "
وسكرت قبل ما تسمع رده...حس بتأنيب الضمير...واحساسه انه ظلم عبير يزيد يوم عن يوم...رجع اتصل عليها بس لقى جوالها مسكر...
حط جواله في جيبه وقام لما حس الجو لا يطاق بعد اتصالها والحر والرطوبه زادت......وقرر يتصل عليها لما يوصل الفندق...

^^^
بعد العشاء في بيت خالتها...وما كانت تدري من وين تبدى...وخالتها وعبير يناظرونها بتساؤل...
بسبب اتصالها وجيتها المفاجأه...قطعت ام محمد الصمت...
ام محمد:"ريم...احس في عيونك كلام؟؟"
تنهدت ريم:"دايم عيوني تفضحني في وجودك...ايه ياخالتي انا جايه اسألك سؤال...اتمنى تكونين صريحه معي في جوابه..."
عدلت عبير جلستها:"اففف شكل فيها اسرار من وراي..."
تنهدت ريم لما تذكرت حوارها مع فهد...وكلمته لها لما قالها انسى مشاعر الحب اللي تحسينها تجاه خالتك وبنتها ...وخليك مع الحق...
قاومت ضعفها وتشجعت وطرحت السؤال اللي تتمنى اجابته تريحها...
ريم:"ليش ياخاله تظلمين بسمه وتورطينها مع خالد؟؟"
حاولت ام محمد تخفي ملامح الصدمه اللي ارتسمت على وجهها:"وش ورطتها وظلمها؟؟ماني فاهمه وش تقولين؟!!
ريم:"لاء ياخاله انتي فاهمه..."
عبير:"ها...لحظه...احس فيه شي صاير من وراي؟؟"
ريم وهي حاطه عيونها بعيون عبير:"يعني تبغين تقولين لي انك ما تعرفين وش سوت خالتي حتى تبعد بسمه عن خالد؟!!..."
التفتت عبير على امها:"يمه وش صار؟؟"
ام محمد:"ريم ...من قالك هالحكي؟؟"
ريم:"ام عبد العزيز....وكل شي بالتفصيل؟؟"
سكتت ام محمد..وحست انه الانكار ما منه فايده...وحمدت ربها ان مواجهه ريم مهي بدريه..وانتبهت على صوت ريم وهي تكلم عبير...
"ليش ياعبير؟؟"
عبير وهي مصدومه:"ريييييييم...انا ماادري وش السالفه...واذا فهمت اقولك ليش..."
ام محمد بصوت هادي:"خالد درى عن الموضوع..."
ريم:"لاء..."
تنهدت ام محمد :"عبير ما تدري عن شي ياريم..."
ريم:"طيب ليش ياخاله....عمري ما تصورتك تسوين هالشي؟؟....حرام تظلمون بسمه من غير ذنب...الا انها دخلت حياة خالد..."
ام محمد ناظرت عبير:"عبير...خليني شوي مع ريم...."
عبير:"مستحيل اقوم حتى افهم وش صار؟؟"
ام محمد بضيق:"بعدين افهمك...بس اللحين خليني مع ريم ...لو سمحتي..."
قامت عبير وهي معصبه...عارفه امها مارح تتكلم وهي موجوده ...وما حبت تعاندها...
لانها اكيد بتعرف كل شي منها بعد ما تطلع ريم....
مر الوقت بسرعه وريم تسمع لخالتها بكل انصات... وكانت تسمع مبرراتها المقنعه.. وغصب تعاطفت معها..
وقامت لما سمعت جوالها يرن.... كان المتصل فهد... ...
ريم:"اوكيه ياخاله...هذا فهد اتصل..."
مسكت ام محمد يدها بحنان:"ريم...انتي اللحين فهمتي كل شي....انا كنت مثل الغريق وماادري وش اسوي...وطعت ام سعيد غصب وترى بسمه كاسره خاطري...بس ما بيدي شي..."
ريم:"حتى انا ياخاله ما بيدي شي...بكون صريحه مع فهد...وان شاء الله يطيعني..."
.
...
.
وطلعت من بيت خالتها ...وهي حاسه بصعوبة مهمتها مع فهد....
وبعد ماركبت السياره...سلمت...
فهد:"وعليكم السلااام....ها...هاتي الاخبار..."
ريم وهي تتنهد:"اذا وصلنا البيت...."
فهد:"طيب لقيتي احد عند خالتك..."
ريم :"فهد...اذا وصلنا الله يخليك بقولك كل شي..."
فهد:"اف شكلي صاير ممل...طيب ياخبر اللحين بفلوس بعد ربع ساعه بلاش..."
كانت ريم في دوامه و تفكر في خالتها...هي متعاطفه معها بس لما تتذكر انها داست على انسانه في سبيل سعادة بنتها ما تلاقي لها عذر...
حست بيد فهد على كتفها:"وصلنا...يالا نزلنا ...اخاف تشوفنا جدتي ...وتطب علينا..."
ضحكت ريم رغم اللي داخلها:"فهد حرام عليك...تراك تعصبها ساعات..."
فهد وهو نازل من السياره:"شوفي مااحد فاهم جدتي غيري....انا وفيصل اخوي تقريبا ساكنين في نفس البيت...بس مااشوفها تروح له بكثره...على انه بس طايح تحبحب في راسها...ويكلمها بكل احترام وتقدير..."
فهد:"ايه مشاء الله عليك محبوووب انت..."
ناظرها فهد بطرف عينه:"عندك شك في هالشي؟!!..."
جلست ريم على الكنبه اول ما دخلت البيت:"لاء طبعا...الا هالشي مااشك فيه..."
جلس فهد جنبها:"ياللا عطينا الاخبار..."
تنهدت ريم:"ماادري من وين ابدا بس اتمنى يافهد تعذرني لما اكون متعاطفه مع خالتي وعبير...ما تعرف اشكثر ا.."
قاطعها فهد:"يعني مثل ما توقعت كلام ابو عبد العزيز صحيح...
ريم:"بس الاهم عبير مالها يد في هالموضوع وهذا هو اللي يهمنا..."
فهد بااستغراب:"مشاء الله وعلى طول صدقتي..."
ريم :"فهد الله يخليك اسمعني للاخر ولا تقاطعني...وحط نفسك مكاني ...يمكن مكانة عبير عندي مثل مكانة خالد عندك...واعرف اذا كانت صادقه او كذابه من نظرات عيونها...والشي اللي متأكده منه انه عبير ماكانت تدري عن تخطيطات خالتي..."
فهد بااستغراب:"الظاهر متعاطفه حتى مع خالتك بعد..."
ريم:"غصب عني تعاطفت معها...وهي تحكي عن عبير ودموعها مغرقه عيونها تصدق لما انفسخت خطبتها من خالد ومن عبد الاله جاها انهيار عصبي...حتى تقول خالتي انه ما صارت تنام الا بحبوب منومه...وما حسيت بمرضها لاني انشغلت مع الزواج ...وابتعدت عنها...وخالتي لما شافت بنتها ممكن تضيع من بنتها عرضت على خالد عن طريق امي انه يتزوجها بس هو رفض...وجت ام الشر ام سعيد وشارت عليها بهالشور..."
فهد بذهول:"بصراحه منطق عجيب...اللحين خالتك مالها ذنب...والذنب ذنب ام سعيد..."
عبير:"انا ماقلت كذا...بس هي ام وشافت بنتها بتضيع من يدها....فهد والله قطعت قلبي وانا اشوفها تصيح..."
فهد:"ومرة خالد ما قطعت قلبك...وانت عارفه انها مظلومه..."
تنهدت ريم"بالعكس...انا بسمه بالمره تعاطفت معها...بس يافهد...اذا عبير مالها يد في كل اللي صار...ليش ندمر حياتها مثل ما عم بسمه حاول يدمر حياة بنت اخوه..."
فهد:"عم بسمه دمر حياتها وهو ظالم لكن احنا بنقول لخالد الحقيقه وما بنفتري على احد..."
ريم بتردد:"خلاص بس نقوله نص الحقيقه..."
فهد بعصبيه:"ريم وش تقصدين..."
ريم:"طيب لا تعصب واسمعني للاخر وفكر في كلامي وبتلاقي معي حق...قل لخالد عن مؤامرة ابو عبد العزيز...بس لا تذكر خالتي..."
قام فهد:"تدرين ما عندك سالفه...."
مسكت ريم يده وبصوت كله رجا:"فهد الله يخليك اسمعني..."
جلس فهد بضيق:"اسمع...."
ريم:"انت احسبها بعقلك...اذا عبير مالها يد في الموضوع وهذا هو المهم...ليش ندمر حياتها مع خالد ونعاقبها على غلطة امها....فهد ...عبير ماله ذنب ...وانا متأكده من هالشي...وخالد انت ادري اشكثر هو عصبي ولو درى عن خالتي والله ليطلق عبير
وذنبها برقبتي انا وياك...خل نستر على خالتي عشان ما نضيع عبير...خصوصا بعد ما عرفنا انها حالتها النفسيه..."

مارد عليها فهد وراح يفكر في حال عبير...اخر مره زار اخته العنود...قابلها وهي طالعه من بيت اخته...واستغرب اشكثر تغيرت هيئتها من بعد ارتباطها بخالد...وش بيكون حالها لو خالد تركها...اكيد مع الحريه اللي موفرينها اهلها لها ممكن تضيع...
وانتبه على صوت ريم وهي تسأله:"ها...وش رايك؟؟"
هز راسه بحيره:"ماادري..."
ريم:"انا اقول مثل ماابو عبد العزيز قالك كل الحقيقه...اتصل عليه وقوله لا يذكر خالتي...وابو سعيد اعرف بطريقتك اذا مرته استغفلته او له يد في الموضوع...تكفى يافهد ...اصلا خالد اكثر شي يهمه ان بسمه مظلومه.."
مارد عليها فهد وهو مستغرق في تفكيره...وما يدري يطيعها ولا يكون صريح مع خالد
ويترك له حرية التصرف...

^^^
الساعه ثنتين الفجر...صحت من نومها وهي حاسه بعطش...ناظرت بنتها اللي كانت نايمه...تسحبت من جنبها حتى ما تحس بحركتها وتصحى...وولما فتحت الباب رجعت ناظرتها على النور الخافت ... وابتسمت لما تأكدت انها نايمه...وصلت المطبخ واخذت كاس المويه وطلعت الحوش...وجلست على درج المدخل...
كانت الحي يعمه الهدوء...والسماء صافيه والنجوم تتلألأ في وسطها...
وسرحت في الشجره الضخمه اللي تتوسط بيت عمها...كانت اغصانها تتمايل وتنثر اوراقها النديه على الارض ...تشوف في هالشجره...اشد انواع الصبر وقوة تحمل جباره...على رغم اهمال اهل البيت الشديد لها...وقسوة الصيف ومرارة الشتاء....الا انها قدرت تمد جدورها في اعماق الارض حتى تستطيع البقاء...تحس بتفاؤل لما تشوفها وانه مافي شي يستحق الحزن...
حست برجفه لما تهيأ لها انه في صوت حولها...وقامت بسرعه لداخل...
وقبل ما توصل لغرفتها كانت ماره من جنب غرفة عمها ومرته...واستغربت لما سمعت صوت نقاش حاد ...دليل انهم للحين صاحين...
وسمعت مرة عمها وهي تقول"حسبي الله عليك...وش بيفكني منها اللحين؟؟"
ورد عليها عمها بصوت لا مبالي:"ما عليك منها...لا تردين على تلفوناتها...وبعدين لا تنسين هي خالته ...وبينسى لها زلتها...اهم شي حصلت مبلغ محترم...بطلع الخرج وبشتري مزرعه و..."
مشت بسمه بسرعه لما خافت انه احد يفتح الباب فجأه ...ما تدري ليش حست انها طرف في حوارهم اللي صار...
وصلت لغرفتها كانت رهف نايمه...قربت منها ولما باستها صدمت لما حست بحرارتها...قامت بسرعه وفتحت النور...كان وجهها شديد الاحمرار وعيونها ذابله ...كانت في شبه غيبوبه مهيب نايمه ولا صاحيه...حست بفزع لما شافت انه بنتها ممكن تصاب بتشنج من شدة الحراره...اخذت جوالها بيد مرتجه...اول من خطر ببالها خالد ....بس تذكرت انه مسافر...
كانت مثل المجنونه ما تدري وش تسوي...دقت على بدريه ....ما ردت لا على جوالها ولا على تلفون البيت...
طلعت من غرفتها وهي تركض...ما لها الا عمها ومرته...طقت باب الغرفه وهي تصيح..
فتحت عمها الباب:"خير ...وش فيك؟؟"
بسمه برعب:"عمي...بنتي مريضه وماادري وش اسوي..."
ابو عبد العزيز بلامباله:"تصحيني من النوم عشان بنتك مريضه؟!"
بسمه:"مادقيت الباب الا لما سمعت صوتكم قبل شوي و.."
وقبل ما تكمل كلامها حست بيد عمها وهي تجرها من شعرها:"قاعده تتجسسين علينا"
بسمه:"آي...كنت ماره ولا ما تجسست...عمي حرام عليك ...بنتي بتموت.."
فكها ورماها على الجدار وبصوت كله قسوه:"بنتك تنتظر لصبح..."
ومن وراه جا صوت ام عبد العزيز:"رح ودها المستشفى لايصير في لبنت شي ...وانت عارف وش بيصير لك..."
ابو عبد العزيز بعد تفكير:"حسبي الله عليك...انا ناقص بنتك بعد..."
ودخل داخل وشافته بسمه وهو يفتح دولاب ملابسه:"انا نازل والله لو تتأخرين ثانيه وحده ما تلومين الا نفسك.."
راحت تركض غرفتها ولمست بنتها....وحرارتها مثل ما هي ...لبست عباتها وشالت بنتها بسرعه...ولما نزلت تحت...كان عمها توه نازل مع الدرج...بعد ما ركبوا السياره ...كانت دموعها مغرقه غطاتها...وهي تحس ببنتها مثل الميته في يدها....وما كانت تسمع صوت عمها الا كله سب وشتايم لها...وقف قدام المستشفى...ونزلت بسمه بسرعه ووقفت تنتظر ينزل معها....
ابو عبد العزيز وهو يأشر على مدخل المستشفى:"شوفي الطوارئ قدامك...وش منتظره؟؟"
بسمه بتردد وبصوت باكي:"عمي مااعرف شي...انزل معي الله يخليك..."
ابو عبد العزيز:"وليش انزل.....الظاهر انك كبر جدتي...واذا خلصتي دقي على البيت..."
ومشى قبل ما ينتظر ردها....تركها وحيده في الشارع...ومشت وهي تجر رجلينها...بااتجاه المستشفى وهي تحس الدنيا حولها مثل الضباب من كثر الدموع....وشهقت لماوقفت سيارة الاسعاف وهي تحمل رجل مصاب في حادث والدم مغرقه....وتراجعت بسرعه...عمرها ماانحطت في مثل هالموقف ...وما تدري وين تروح في المستشفى...
ومثل أي مستشفى حكومي...كان مزدحم مثل هالوقت من الليل بالمرضى...وتتفاوت امراضهم ...وجلست في استراحة النسا بعد مااخذت رقم لبنتها حتى تدخل للدكتور...
ومر الوقت ببطئ شديد...واخير سمعت الممرضه تنادي اسم بنتها...
وراحت وراها ودخلت غرفة الدكتور...اللي باين عليه اثار التعب من زحمة المرضى...واشر لها تحط بنتها على سرير الكشف...
كانت تحاول تقرا ملامح وجهه...وهو يكشف على بنتها...
ولما شافت انه مهو معبرها وحتى ما سألها أي سؤال...
سألته بلهفه:"اشلونها يادكتور؟..."
ناظرها بالامباله:"دنا لاسة دي الؤتي لسه كاشف عليها...اصبري شويه..."
سكتت بسمه وهي تناظرهم ...وبنتها بين يده هو والممرضه وما تسمع الا انات خفيفه...وانتبهت على صوت الدكتور
"من امتى حرارتها مرتفعه؟؟"
بسمه:"ماادري ..لما نامت ما فيها شي...بس صحيت قبل نص ساعه وحست بحرارتها"
الدكتور وهو يحط السماعات:"دي حرارتها مرتفعه جدا....وتنفسها بطئ..."
وراح يملي على الممرضه الجرعه اللي لازم تعطيها حتى تساعد في نزول الحراره...
ورجع جلس وراى المكتب وقاعد يكتب في اوراق قدامه... وبسمه نظرها يتنقل بين الدكتور وبين بنتها اللي مع الممرضه...
وانتبهت على صوت الدكتور:"لازم ننومها...حتى تنزل حرارتها..."
جلست بسمه على الكرسي وهي شبه منهاره...حست انها ممكن تفقد بنتها في لحظه...واحساسها بانها وحيده ومااحد يوقف جنبها يسيطر عليها...
وبسرعه نقلوها قسم التنويم...وبسمه معهم وما فارقتهم دقيقه...وكانت تحس بالالم في صدرها وهي تشوف بنتها تتألم لما حطوا المغذيه...وهم يسحبون عينات دم للفحص...تسمع صراخها و ما في يدها شي...
واخيرا خلصوا وتركوها في سريرها ....وهدت بعد ما شافت الغرفه ما فيها احد غير امها...واخيرا نامت...
جلست بسمه على الكنبه اللي في الغرفه...وهي تناظر بنتها ...ودموعها مغرقه وجهها...واحساسها انها ممكن تفقدها...مثل ما فقدت اهلها من قبل يقتلها...غطت وجهها بيده...وراحت في نوبة بكاء مريره...ليش كل اللي احبهم يموتون؟؟...ليش انا شؤم على كل من حبيت؟؟...امي وابوي واخوي ماتوا وتركوني...خالد وتخلى عني...
بنتي اشوفها تتعذب قدامي وما بيدي شي...
كل هالافكار كانت تدور في داخلها...في هاللحظه كانت في اشد حالات اليأس تمنت الموت...تمنت تغمض عينها ولا تفتحها...حتى ترتاح من هالعذاب والالم اللي ماله نهايه...
ورفعت راسها ...وقفت دموعها...لما سمعت صوت مس اوتار قلبها...وتغلغل في حنايا روحها...
كان صوت الاذان معلنا الله اكبر...
سمعت الاذان بكل خشوع...وسقطت دمعه حاره بعد انتهائه...
وفكرت في حالها...
متى اخر مره رفعت يدها ودعت ربها؟؟ متى اخر مره لجأت له؟؟
متى اخر مره شكت له همها؟؟
رغم كل اللي صابها...ذلت نفسها للناس ونست رب الناس...شكت لهم
همها ونست مفرج الهموم...
نست او تناست بسبب انغماسها في هالدنيا ربها...وابتعدت عنه...
قامت ودخلت الحمام...وبعد ما توضأت طلعت ...واستقبلت القبله...وصلت صلاتها بكل خشوع...وقبل ما تسلم رفعت يدها وبصوت باكي "يالله...يامن قلت ادعوني استجب لكم...يامؤنسي في وحدتي...ياكاشف كربتي...الهي مالي رب سواك فادعوه...وغلقت الابواب في وجهي وما يبقى لي غير بابك...اشكو اليك ضعفي ...وقلة حيلتي...وهواني على الناس...يامن امرك بين الكاف والنون...اشف بنتي...وعافها ...وابدل مرضها صحه...برحمتك ياارحم الراحمين...اللهم رحمتك ارجو...فلا تكلني لنفسي طرفة عين...واصلح لي شأني كله ..لا اله الا انت"
كانت تدعي وهي تبكي..ولما سلمت حست براحه وطمأنينه افتقدتها من زمان...
وتسندت على الجدار وهي جالسه وغمضت عيونها وقلبها لازال يدعو لبنتها...

^^^

في اليوم الثاني كانت الساعه ست ونص الصبح...وابو عبد العزيز ومرته يفطرون...وينتظر بناته ينزلون حتى يوصلهم....وعبد العزيز جنب متسند على امه وهو شبه نايم...
وهي نحاول تقنعه بفطر...وانتبهوا على رنة التلفون...
ولانه قريب من ام عبد العزيز هي اللي رد..
وسمعت صوت بدريه:"صباح الخير..."
ام عبد العزيز:"هلا والله صبااح النور..."
بدريه:"اشلونك واشلون العيال؟"
ام عبد العزيز:"بخير الله يسلمك...اشلونكم ؟؟"
بدريه:"الحمد لله بخير...اقول ياام عبد العزيز امل تدق على بسمه حتى تروح معها وما ترد...قولي لها تطلع..."
ام عبد العزيز:"ماادري عنها...شكلها نايمه البارح..."
وقطعت كلامها لما شافت ابو عبد العزيز يأشر لها...
ام عبد العزيز:"اقول يابدريه...بتصل فيك بعد شوي...ابو عبد العزيز
ينادي..."
وبعد ما سكرت من بدريه...ناظرت ابو عبد العزيز...
كان حاط يده على راسه:"تصدقين نسيتها في المستشفى..."
ام عبد العزيز:"اشلون نسيتها؟!!
ابو عبد العزيز:"نزلتها في المستشفى....وقلت لها تتصل...وانا لما مااتصلت نسيت اني موصلها للمستشفى..."
ام عبد العزيز بغيض:"منت بصاحي...اصلا اشلون تتركها بالحالها في المستشفى؟؟كنت اظن انها معك لما وصلت..."
ابو عبد العزيز وهو قايم :"اوووه فكينا من محاظراتك اللحين...قلت لك نسيت... وصلت وانا تعبان وما تذكرتها....اصلا من كثر مااشوفها حتى افقدها...مهي دايم حابسه عمرها هي وبنتها في غرفتها...وبعدين اللي يسمعك يقول كلش منقطع قلبها عليه....انتي اصلا ما همك من الموضوع الا وش تقولين لبدريه...ما دام مااتصلت اكيد كتبوا لبنتها تنويم...عموما انا طالع بوصل العيال وبروح عقب للخرج...ويمكن اجلس هناك اسبوع...اذا احد يسأل عني خصوصا خالد....قولي له ماادري...."
ومشى الى الدرج وبصوت عالي نادى بناته اللي نازلات مع الدرج...وانتبه انه عبد العزيز نايم...قرب منه وشاله :"ياللا يابطل...مشينا للمدرسه...هند هاتي شنطة اخوك ..."
راحت هند تاخذ شنظة عبد العزيز:"افففف ...كل يوم يروح المدرسه
لازم اوصل له شنطته للسياره سمو الامير..."
ابو عبد العزيز من غير ما يلتفت عليها:"امير غصبا عليك...."
ولحقتهم هدى وهي تركض...وبعد ما خلي البيت على ام عبد العزيز...
كان لازم تتصل على بدريه...دقت رقمها وهي تفكر اشلون تقولها ان بسمه في المستشفى...
بدريه:"الووو..."
ام عبد العزيز:"هلا بدريه....عاد انا ما تكلمت تو عشان عبد العزيز موجود وما ودي اقول قدامه...."
بدريه:"ترى انتي اللحين خوفتيني...وش صار؟؟"
ام عبد العزيز:"تعبت البارح بنيتها...ورقدوها..."
بدريه:"بسم الله عليها وش جاها؟؟"
ام عبد العزيز:"ارتفعت حرارتها...وتعرفين المستشفيات..."
بدريه:"بأي مستشفى...بروح لها اللحين...."
ام عبد العزيز:"اخاف ما يدخلونك...."
بدريه:"عبد الله موجود...وهو اللي بيوصلني...وبيعرف يتفاهم معهم..."
ام عبد العزيز:"خلاص اجل بروح معك...."
بدريبه:"خلاص ربع ساعه وبدق عليك تطلعين..."
وتنهدت بعد ما سكرت من ام عبدالعزيز...وتذكرت ان خالد مسافر...وحست انه من حقه يعرف ان بنته مريضه....
دقت رقمه...وجاها صوته وهو نايم....
خالد:"الوو..."
خالد:"اهلين بدريه...وش هالاتصال الغريب..."
بدريه:"شكلي ازعجتك..."
خالد:"لا عادي ..."
بدريه:"متى بتجي الرياض؟؟"
خالد:"يمكن بعد يومين....ليه صار شي؟؟"
كانت بدريه تحاول تنتقى كلماتها حتى ما تروعه:"لاء...بس بنتك تعبت البارح...ومرقده في المستشفى...."
خالد:"وش قلتي؟؟ بنتي..."
بدريه:"ايه بنتك...بس تراها طيبه ان شاء الله...عاد قلت ابلغك..."
خالد:"طيب اذا زرتيها اتصلي علي...واليوم ان شاء الله راجع....."
وبعد ما سكرت ...فكرت في حال بسمه...اكيد اللحين منهاره..ودعت ان الله يصبرها...كل ما حاولت تنسى الامها...حصل لها شي جدد الامها...^^^



دخلت على بنتها ...وهي منسدحه على السرير وتلعب بشعرها...وضحكها واصل اخر الدنيا...لما شافت امها ارتبكت..
ام محمد:"من تكلمين؟؟"
عبير بنردد:"خالد...بس خلاص بسكر اللحين..."
وجلست امها على الكرسي وبعد ما سكرت عبير التلفون...ناظرت امها بتساؤل...
عبير بعد ما عرفت وش تفكر فيه امها:"يمه...خلاص انسي ...انا متأكده انه ريم بتقنع فهد..."
ام محمد:"انتي اشلون جاك نوم...البارح ما عرفت انام..."
عبير:"عادي نمت...اتصل علي خالد قبل ماانام...وبعد ما سمعت صوته نمت وانا مرتاحه..."
ام محمد:"ماادري اخاف ابو عبد العزيز يفضحني مع خالد..."
عبير:"ما كلمتي مرته.؟؟"
ام محمد:"توني اللحين كلمتها وكلمت ام سعيد بعد...واكدوا انهم مارح يذكروني ابد...بس ماادري خايفه..."
قربت عبير جنب امها:"لا تخافين...بس تصدقين يمه اول مره اكتشف انه وراك اسرار...توقعت انك ما تخبين علي شي..."
حطت ام محمد يدها على خدها بحنان:"خبيت عنك عشان مصلحتك..."
ابتسمت عبير لامها:"بس بصراحه عليك افكار..."
ام محمد:"خلاص افكاري انتهت...واللحين دورك ...اذا مرت هالمشكله على خير ...خلي خالد بحبك ينسى غيرك سمعتي..."
وقفت قدام المرايه...ورفعت شعرها وبكل كبرياء درت على امها:"لا تخافين علي...خالد بيرجع الاولي...وقولي عبير قالت..."
ام محمد:"بس من اليوم ورايح خالد بيعرف انه مرته مالها ذنب...وبيحاول يرجعها...يعني بيكون فيه لك منافسه قوبه..."
عبير :"وانا قد هالمنافسه...لا تخافين على بنتك..."

ابتسمت ام محمد وهي تناظر بنتها بكل فخر...والسعاده تطل من عيونها...صحيح الخبر اللي سمعته من ريم نغص عليها فرحتها ببنتها...بس اذا ام سعيد وام عبد العزيز اللتزموا بوعدهم لها...
كل شي بيصير للحسن...

^^^

بعد العصر...وصل مطار الرياض...وكان فهد في استقباله...
وبعد ما ركب سيارته...دق تلفون على بدريه...وسمع صوتها وهي ترد...
خالد:"هلا بدريه...ها اشلون رهف الحين؟"
بدريه:"لا الحمد لله بخير...ونزلت حرارتها ..."
خالد:"وبسمه اشلونها..."
بدريه:"حتى هي بخير الحمد لله..."
خالد:"للحين نايمه..؟"
بدريه بتردد:"ايه نايمه..."
خالد:"بدريه......مهيب معقوله انها نايمه من الصبح...وكل مااتصلت تقولين نايمه...عادي قول ما تبي تكلمك..."
ماردت عليه بدريه...
خالد:"ياللا مع السلامه..."
وبعد ما سكر ...شاف فهد يوقف سيارته ...ويلتفت عليه...
خالد بااستغراب:"خير...وش فيك وقفت ؟؟"
فهد:"رحت لابو عبد العزيز...."
وما رد خالد وانتظر فهد يكمل كلامه...وبعد ما حكى له كل اللي عرفه وما جاب طاري ام محمد بعد مااتخذ قراره بعد تفكير طويل...
حط خالد يده على راسه...وداخله مشاعر متضاربه...ما يدري هو سعيد انه يسمع برأة بسمه...او هو غضبان من استغفال ابو عبد العزيز له...او حزين على كل اللي صار لبسمه بسبب غبائه...
خالد:"يالله اول مره احس نفسي غبي...ومتسرع...واناني "
حط فهد يده على كتفه:"هونها تهون ان شاء الله ...والحمد لله انك عرفت كل شي..."
خالد:"وش عقبه...عقب مااجرمت في حق زوجتي وقصرت في حق بنتي...مستحيل اقدر اسامح نفسي لو صار لها شي..."
شغل فهد السياره وهو يختلس النظر لخالد اللي مغمض عيونه...
والالم واضح على ملامح وجهه...وسمع صوت خالد:"اللي يقهرني كل اللي اشوفه يدل على كذب وظلم هالرجال بس تركت كل شي وصدقت فيها ...واهنتها وتخليت عنها...مااعتقد انها تقدر تسامحني..."
فهد:"الحياه قدامك طويله وتقدر باذن الله مثل ما جرحتها تداوي جرحها..."
ابتسم بسخريه:"مااعتقد ان الامر بهالسهوله..."
ورفع جواله يدق على ابو عبد العزيز ...ومثل ما توقع مارد عليه...
خالد:"مارد...لكن وين بيروح مني...معقوله فيه انسان قلبه متحجر مثل هالظالم...؟؟"
فهد:"اهم شي ياخالد...انك عرفت انه مالها يد بكل اللي صار...واكيد هالشي اسعدك.."
مارد عليه خالد...وكانوا تقريبا وصلوا المستشفى..
وقبل ما يدخل المستشفى سمع فهد:"انا بروح البيت لانه ريم دقت علي تبي تزور ..."
خالد:خلاص انتظرك..."
دخل خالد بسرعه...بعد ماكان سأل بدريه عن رقم الغرفه...
وتردد قبل ما يدخل الغرفه...واول ما فتح الباب جت عينه في عيون معذبه وحزينه...
واول ما شافته نزلت نظرها...
كانت بدريه وامل وجدته موجودات في الغرفه مع بسمه...
خالد:"السلام عليكم..."
وسمعهم يردون الا بسمه...ماردت...
واتجه لسرير اللي فيه بنته..كانت نايمه...والمغذي في يدها... طبع قبله على جبهتا الصغيره...وحس بموجه من الرحمه والعطف تملى قلبه...ناظرها بملامحها البريئه ...وكانه اول مره يشوفها...لام نفسه لانه حس بتقصيره في حق مخلوقه بريئه كل ذنبها انها بنت لاب قاسي...
سمع صوت جدته:"بدري وش جابك اللحين؟؟ كان كملت الاسبوع في جده..."
خالد:"ما لقيت حجز...الا على رحلة الساعه ثلاث...اشلونها اللحين؟؟"
بدريه:"لا الحمد لله بخير....والدكتور الظهر طمنا عليها...هم كانوا خايفين عليها من ارتفاع الحراره لانها خطيره بهالسن ....لكن طمنونا لما انخفضت حرارتها..."
خالد:"الحمد لله...."
ناظر خالد بسمه ...والارهاق والتعب يغطي ملامحها وهالات سودا تحت عيونها من قل النوم... ....ولام نفسه اشلون شكيت فيها؟؟
ونسيت وتناسيت كل اللي بينا ؟؟
خالد:"اشلونك يابسمه..."
ومن غير ماتناظره:"بخير الحمد لله..."
انتبه على صوت امل:"ياقلبي ياحلو هالضحكه..."
رجع ناظر بنته واللي صحت من نومها......وهي تبتسم لامها ابتسامه عذبه...
كانت ابتسامتها تذوب الحجر...قرب منها وشالها برفق... وعبست اول ما رفعها
لانها ما تعودت على شكله...
كانت بسمه تناظرهم وهي حاسه بتعب داخلها...الكل زارها من الصبح ...وكانت تدعي القوه...وما نزلت دمعها الا لما شافته...حست انها ضعيفه من غيره ومحتاجته يكون قربها...بس بقايا كرامه في داخلها تمنعها انها تظهر له ضعفها وبسرعه مسحت دمعتها حتى مااحد ينتبه...
انتبهت على ام عبد الرحمن:"اقول خالد...وصلني لبيتكم..."
خالد وهو لازال شايل بنته:"اللحين فهد بيوصل ريم...خليه يوصلك..."
ام عبد الرحمن بااصرار:"ابيك انت توصلني..."
خالد:"بس ما معي سياره..."
ام عبد الرحمن:"السايق برى...ياللا مشينا..."
وقبل ما تطلع راحت لبسمه:"لا تصيرين خوافه...البنت بخير الحمد لله...وبتطلع ان شاء الله تنور بيتها..."
هزت بسمه راسها من غير ترد...
وطلعت ام عبد الرحمن وهي ماسكه بيد خالد بعد ماحط رهف علي السرير.....حتى ما عطته فرصه يرفض...
كانت بسمه تناظر الباب بعد ماطلعوا...وهي سرحانه
وسمعت صوت امل:"الله يعينه على المحاظره اللي بيحصل..."
بسمه:"وش محاظرته..."
امل:"لانها بتلومه وبرجعك غصب عنه..."
بسمه بضيق:"ومن قال اني ابرجع اصلا خلاص انا تأقلمت على الحياه في بيت عمي..."
بدريه بصوت هادي:"بسمه اسمعي نصيحة حرمه اكبر منك...المره مالها الا زوجها...اذا موعشان نفسها عشان عيالها...وانتي شفتي بنفسك لما حطك عمك البارح وما سأل عنك...طيب اللحين بنتك صغيره ...بس بكره بتكبر...وبتزيد حاجتها لوجود ابوها...غير انها مارح تتحمل الحياه في بيت عمك وانتي ادرى بقسوته..."

ما ردت على بدريه...لانها عارفه ان كل كلامه قالتها صح...بس معقوله تعيش مع خالد بعد كل اللي صار منه وبعد ما قدمت له اصدق مشاعرها وسلمت له قلبها... طعنها من غير حتى ما يحاول يسمع دفاعها عن نفسها...خلاص هي قررت تنسحب من حياته مجروحه ومستحيل ترجع له...

^^^

كانت ام عبد الرحمن تتكلم وهي قمة غضبها...نادرا ما تعصب وتعالج امورها بكل
حكمه لكن كل اللي يصير خلها تفقد اعصابها...
ام خالد:"هدي اعصابك ياخالتي وان شاء الله ما يصير الا كل خير..."
ام عبد الرحمن:"ومن وين يجي الخير...وانتوا وولدك ترفعون الضغط..."
قام خالد يحب راس جدته:"خلاص ما يكون خاطرك الا طيب ...وانا عرفت غلطتي وبصلحها ان شاء الله..."
ام عبد الرحمن:"انا من قالت لي بدريه انه عمها نطلها في المستشفى بالحالها وانا منقهره...انت ما تحس اشلون تتطمن على بنتك مع انسان ما يخاف ربه..."
تنهد خالد:"برجعها بس عسى تطيع..."
تنهدت ام خالد لانها حست انها عقدت حياة ولدها بعد ما ضغطت عليه بزواجه من عبير...خصوصا بعد ما قالت لها ريم كل شي بستثناء دور خالتها في الموضوع...
ام خالد:"انا احس اني ضغطت عليك بزواجك من عبير ياولدي ..."
خالد:"اللي صار انتهى...وعبير اللحين زوجتي...وبسمه بحاول ارجعها بس مااعتقد تطيع..."
ام عبد الرحمن:"انت رح لها...وان ما طاعتك تعال خذني وانا بعرف اتفاهم معها...وبعدين تراك غلطت في حقها يعني بتروح تعتذر منها وتحاول ترضيها مو تعقد الامور وتجي..."
تنهد خالد:"خلاص ان شاء الله بتطلع من المستشفى على البيت...."
ام عبد الرحمن:" تراك غلطت في حق هالادميه كثير...مااقول الا الله يصبرها عليها وعلى امك..."
ام خالدباستنكار:"خالتي وش ذنبي؟؟
ام عبد الرحمن:"مالك ذنب ...خليني ساكته احسن..."
وطلع خالد بعد ما انتهت جدته من تعليماتها له...واتجه للمستشفى وهو يفكر اشلون يقدر يعتذر من بسمه وش الطريقه اللي ممكن ترضيها...
مر على الدكتور اول شي...وارتاح لما سمع كلامه المطمئن...ولما دخل الغرفه كان الظلام يغطى المكان وبنته نايمه في سريرها...وبسمه ممده على الكنبه وهي مغمضه عيونه...
ولما حست بوجود احد في الغرفه فتحت عيونها...وعدلت جلستها لما شافته...
جلس جنبها ومهو عارف من وين يبدى...
وبعد فتره بسيطه تكلم:"كنت عند الدكتور قبل شوي..."
ولما ما ردت عليه كمل كلامه:"ويقول الحمد لله رهوفه بخير وبتطلع بكره..."
بسمه ببرود:"ادري لانه كان موجود قبل شوي..."
التفت عليها ولف وجهها بيده حتى تناظره...
خالد:"بسمه...بصراحه ماادري وش اقول...ما فيه كلمه في الدنيا تعبرعن اسفي
على كل اللي صار مني..."
فكت يده بلامباله:"وليش تتأسف ...اصلا هو صار منك شي..."
خالد:"الا صار...ظلمتك ...وصدقت اللي يكرهونك...تخليت عنك وعن بنتي وفضلت الهرووب...بسمه انا عرفت الحقيقه"
بسمه وهي تتصنع الدهشه:"وشي حقيقته؟؟
خالد:"ظلم عمك لك...واتهامه لك و..."
بسمه:"بدري ياخالد...تو الناس..."
مسك بيدها البارده :"ابعوضك عن كل اللي بدر مني وعمك...بنتقم لك ولي منه..."
فكت يدها من يده وقفت:"مشكووور...ماابي منك أي شي...اثبت لي بهالشي انانيتك لو ما عرفت اني صادقه ما سألت عني ولا عن بنتك...
اسفه ياخالد الفتره اللي قضيتها بدونك...بنيت لي فيها عالمي الخاص...وحتى اكون معك صادقه هالعالم لي انا وبنتي وبس وماابي احد غريب يقتحمه...حتى لو كان هالاحد انت..."
خالد:"وتظنين بتخلى عنكم بسهوله...مستحيل..."
بسمه:"عندك عبير...ابنوا عالم الخاص واتركني ياخالد انا وبنتي
كفايه اللي صار لي بسببك..."
خالد:"بسمه طول ماانتي بعيده عني وانا اتعذب...وكل كلامي الجارح كنت اجرح به نفسي قبل مااجرحك...انتي ما تعرفين مقدار حبي لك...وكل كلامي قلته بلحظة زعل حتى احاول انتقم منك لما حسيت بخداعك..."
ناظرته بسمه بقوه ما ظنت انها موجوده فيها:"خالد انا مستحيل اعيش معك وانا مرتاحه عقب تخليك عني...خلاص كل اللي بينا انتهى..."
ودخلت الحمام اللي في غرفتها...حتى تهرب من مواجهه ...حست نفسها قويه فيها ...وخافت مع الحاحه تضعف له...
لما دخلت هز راسه...كان عاذرها...وعارف انها مستحيل تغفر له بسهوله....قرب من بنته وباسها وطلع من الغرفه لما طولت...وفهم انها
مارح تطلع الا اذا تأكدت انه طلع...
طلع وهو كله تصميم على استعادة حبها من جديد...
اول ماوصل لسياره رن تلفونه وكان المتصل فهد...وابتسم وهو يسمع صوت جدته....
اضافة رد مع اقتباس