حزنت من أجلك أنت .. فهل تتركني وترحل .. (( رسالة خاصة جداً )). بسم الله الرحمن الرحيم
عندما صحوت في صباح الخميس الباكر شعرت بإعياء شديد ، وكأني أنا من لعب مباراة الأمس ، بل كأني كنت أركض طوال أيام تلك البطولة !! ، لا أدري ما سبب ذاك التعب الغريب ، رغم أني لم أفعل شيئاً سوى أني كنت أشجع الفريق في مدرجات إستاد الملك فهد ، وأنا مذهول من تلك المباراة الغريبة العجيبة !!
أتسأل مرة أخرى ما سبب ذاك التعب والإرهاق ؟ الذي جعلني أعود للنوم مجدداَ !! وأنا منهك القوى ، هل يا ترى أن الحزن أتعبني لتلك الدرجة ؟!! لعلي أذكر أني حزنت مرات عديدة في حياتي ، وتحديداً لخسارة الهلال ، ولكن حزني هذه المرة مختلف !! حزنت لأجل ذاك الرجل النبيل ، الذي تعلمت منه الكثير من الفضائل ، حزنت لأني أعلم مدى حزنك أنت – أقصد حزن ذاك الرجل – نعم حزنت لأجلك عندما تخيلت حالتك !! كيف تكون ؟ تمنيت لو كنت بجنبك حتى أقبل رأسك ، تمنيت لو أنسى كل شيء في حياتي ، حتى لأذكر حالتك الصعبة ، ليتني أستطيع فعل شيء .. سوى تلك الكلمات ، أعلم بمرارة ما تحس به ، و أدرك أن الخسارة بالنسبة لك أكبر من خسارة مباراة ، وأعلم بأني لن أنسى ما صنعت من أجل هلالنا ، وأني لن أرضى برحيلك هكذا .. فبعد أن خرجت من ملعب المباراة وأنا لا أصدق ما حدث لدرجة أني وأنا أمشي لسيارتي كنت أجر خطواتي و كأنها تسمرت في كرسي الملعب !! وكأني أقول في قرارة نفسي لم تنتهي المعركة بعد !! أريد أن أقاتل حتى الموت .. ، سأبقى هنا إلى أن يعود هلالي من جديد .. فهنا حصدنا البطولات الواحدة تلو الأخرى .. لن أستسلم حتى تلين تلك البطولة .. فلماذا تستسلم أنت ؟؟ أنت من علمني دروس الحياة ، بل منك تعلم الكبار قبل الصغار ، أستاذي الفاضل بل سيدي الكريم ، لكل مجتهد نصيب من الخطأ مدرك ذلك لا محالة ، وأنت اجتهدت فأصبت كثيراًً ، ولا يكاد يذكر خطأك مع صوابك ،، فقلي ما بالك ،، تقف في نصف الطريق ؟؟ سيدي لقد وضعت أُسساً في الوسط الرياضي لم تكن موجودةً قبل مجيئك ، وأصبحت مثالاً يحتذي به من قبل أقرانك ، و لازلت أنموذجاً في تعاملك مع الآخرين ، ولا زلنا ننتظر منك المزيد ، لا أتكلم عن ما جادت به يدك على هلالنا بكل كرم وسخاء ، فالكل يعلم بذلك ، والكل يذكر ذلك ، لكني أتكلم عن ما سيذكره التاريخ من " نقاط تحول " أنت زرعتها و ولدت في عصرك لن ينساها من عاصرها ، وستظل دروساً لمن لم يحضرها ، ولعلي لا زلت أذكر نبذك للتعصب الرياضي ووقوفك إلى جانب أندية النصر والشباب في مهامهم الوطنية ، وكذا لغتك الراقية في حوارك مع خصومك ، مروراً بمنجزاتك داخل معسكر نادي الهلال . وحتى لو عدنا للأمور المادية فأنت بذلت من المال ما لم ينفقه غيرك على نادي سعودي حتى وقتنا الحاضر .. ولعل لاعبي الهلال الأجانب الدوليين خير شاهد ..
سيدي الكريم .. أخشى أن تقع في خطأ الرحيل ، و أنت أعددت فريقاً لا يقهر، سيحصد – بحول الله – البطولة تلو الأخرى في قادم الأيام ، ويسجل هذا لغيرك ، وأنت أحق به ، علماً بأن ما حققته من انجازات وبطولات في فترة رسالتك تعد مفخرة لكل هلالي يفاخر بما تحقق على يديك .
سيدي الأمير عبد الرحمن ، لقد علمتني الحياة أن من وضع هدفاً نصب عينيه لابد – بعد توفيق الله – أن يصل لذلك الهدف ، ونحن قريبون جداً من تلك البطولة ، و مهما طال الزمن فالهلال سيأتي بها ، فإن لم تكن في هذا العام ففي قادم الأعوام ، وليس شرطاً أن تربط مصيرك بتحقيق الهلال لها ، خصوصاً وأن العمل في الأندية هو عمل تراكمي ، وهذا هو سر نجاح الهلال في ظل تعاقب الكفاءات الإدارية التي تعمل من أجل مصلحة الهلال الكيان أولاً و أخيراً .
والدي العزيز ..سأبقى هلالياً ما حييت ، وسأظل أفتخر بهلاليتي ، ويزيدني فخراً أني أشجع نادي يرأسه أمثالك ، قلما يوجد أمثالهم في هذا الزمان .. وسيبقى الهلال بطلاً كما كان حتى ولو لم يحقق تلك البطولة .. ولتعلم سيدي أني الكثيرين من متابعي كرة القدم السعودية عموماً ومشجعي نادي الهلال خصوصاً معجبون بشخصك الكريم ..
سأجعل حديثي مقتصراً لسموك .. و لتعلم أن جماهير الهلال قاطبة تقدر لك وقوفك ، وتشعر مثلما شعرت أنا من الحزن تجاهك ، فلا تزيدها حزناً برحيلك وهي تحتاج لوجودك أكثر مما سبق ، وأنت قادر على إعادة الأمور لنصابها .. أخيراً .. أكتب تلك الكلمات وأنا كلي أمل وثقة ببقائك لحين انتهاء فترة رئاستك على الأقل . محبك
أبوعبد العزيز
** من يتكفل بإيصال هذه الرسالة للأمير عبدالرحمن بن مساعد .. |