كيف يفكر جريتس
ما يميز جريتس أنه من النوعية التي تعمل وفق الإمكانات والظروف التي تحيط بالنزال الذي يخطط له .. فبعد أن يفصفص جميع مفردات اللقاء ( منافسه ، أجواء اللقاء ، ظروف فريقه ) يضع الأدوات والمهام التي يراها تناسب طريقته .. فبالرغم من تهوره الذي يظن في بعض اللقاءات إلا أنه يعي ما يرد جيدا وإن عاكسته الظروف كما حدث في مباراة الغرافة الثانية ..!!
ولعل الجميع يلحظ ثبات جريتس وتماسكه حتى في أحلك الظروف وأقساها مما يمنحه القدرة على فهم ما يدور وبالتالي اتخاذ القرار المناسب .. فمن الصعب أن تظهر عليه علامة اليأس أو الاستسلام .. ومن عاد بالذاكرة لصورته بعد أن حقق الغرافة الهدف الرابع أدرك تلك الحقيقة التي تعد نادرة بل هي أقل من ذلك .. وهنا الثقة بالنفس التي تنعكس على الفريق بأكمله ..!!
فلوحات جريتس الفنية وإن تشابه أدواتها داخل الميدان إلا أن المهام الموكلة لها تختلف في أحيان كثيرة وإن توافقت مرات أخرى .. بل أنها في مرات عديدة طعما ؛ فظاهرها يخالف واقعها الحقيقي داخل الميدان من حيث التنفيذ والأدوار .. لأنه من النوعية التي تمنح المقابل حقه من حيث الاهتمام والدراسة وبعد أن يلملم كل صغيرة وكبيرة عن اللقاء ينثر أوراقه حسب ما تقتضيه المصلحة .. ولعل عشقه لعمله أهم حروف اسطورته التدريبية التي لن تتوقف عند هذا الحــد .. والعلم عند الله .. ورحيله خسارة حقيقية للكرة السعودية وليس الهلالية فقط ..!!
ولا شك أن هناك عوامل ساعدت السيد قريتس على النجاح أهمها ( الطاقم المميز ) الذي يسنده بل إن مدرب اللياقة السابق كان جزء من فصول نجاح جريتس وخلو القائمة الزرقاء من أسمه صفعة مؤلمة مهما كابر صاحب الشأن .. والأيام حبلى .. ويكفي تفاقم الإصابات نتيجة عدم القدرة على التعامل مع الأحمال وتوزيعها حسب حاجة المجموعة وكذلك ( الفرد ) والتي غالبا ما تغفل ؛ إلا من نوعية المدرب السابق فليب ..!!