مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 28/09/2010, 11:51 PM
ofsh2008 ofsh2008 غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 28/11/2008
مشاركات: 63
برانديلي: لست خائفاً من تحمل المسؤولية




رسم سيزاري برانديلي لنفسه أهدافاً واضحة المعالم منذ استلامه دفة المنتخب الإيطالي. فبعد الأداء الباهت لكتيبة الآزوري في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، بات المدرب الجديد يضع نصب عينيه إعادة البسمة إلى جماهير بلاده، ليس فقط من خلال النتائج، لكن بفضل أسلوب كروي ممتع وعروض هجومية تسر الناظرين.

ومن أجل تحقيق هذا المبتغى، بدأ ابن الثالثة والخمسين العمل بجد لتغيير عقلية اللاعب الإيطالي وإعادة بناء الثقة التي ضاعت بإقصاء العملاق الأزرق من الدور الأول لكأس العالم.

وقد خص المدرب الداهية موقع FIFA.com بحوار حصري تحدث فيه عن بدايته مع المنتخب الوطني والتغييرات الجذرية التي يحدثها تدريجياً على تشكيلة الآزوري.

موقع FIFA.com: سيد برانديلي، بعد مضي أشهر قليلة على تسلمك دفة المنتخب الإيطالي، ما هي انطباعاتك الأولى حول هذا الفريق؟
سيزاري برانديلي: إنها تجربة مهمة تجعلني أشعر بالكثير من الحماس والتشويق. فمنذ أن استلمت زمام المنتخب، كان شغلي الشاغل يتمثل في إعادة بناء الثقة، وكنت على علم تام بأن المهمة ستكون معقدة للغاية. لقد تحمس اللاعبون بدورهم لهذه المبادرة وخاضوا المباريات التي لعبناها حتى الآن بشغف وإصرار كبيرين، لدرجة مر معها كل شيء بشكل إيجابي للغاية.

رغم ذلك، لم تكن النتائج مرضية بشكل كامل حتى الآن، أليس كذلك؟
لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق، ويجب التذكير أننا لم نحقق شيئاً حتى الآن. إن الأهم في هذه المرحلة هو أننا نجحنا في استعادة الثقة والحماس بالنسبة لكل عناصر المنتخب، بما في ذلك الجمهور الإيطالي. لقد تمثلت إحدى أبرز الأولويات في الإقتراب أكثر من الناس، وأعتقد أن الرسالة قد وصلت.

من أجل تحقيق هذا المبتغى، تعين عليك الإستعانة بلاعبين ذوي شخصية قوية، مثل أنطونيو كاسانو وماريو بالوتيلي. فما السبيل إذاً إلى دفع اللاعبين لإخراج كل ما في جعبتهم؟
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يشعروا ويقتنعوا بأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الفريق. صحيح أنك تحتاج دائماً للاعبين بشخصية قوية ومهارات كبيرة، كما هو الشأن بالنسبة لهؤلاء، لكن الأهم هو إقناعهم بأن مهمتهم الأولى والأخيرة هي خدمة الفريق الوطني.

بعد الإخفاق في جنوب أفريقيا 2010، تبين بالملموس أن المنتخب الإيطالي بات في حاجة ملحة للخضوع لتغيير جذري، فهل تملك البلاد لاعبين قادرين على تحمل المسؤولية الوطنية؟
إننا بصدد البحث عن ذلك في الوقت الراهن. إن الأمر يتعلق بمسلسل شاق وطويل، ولن تكون المهمة سهلة على الإطلاق. تملك إيطاليا ثقافية كروية عريقة، حيث شهدت البلاد بروز أجيال ذهبية عديدة على مر التاريخ، وخاصة في الفترات العصيبة. أعتقد أن التاريخ سيعيد نفسه هذه المرة كذلك، علماً أن عملي يتمثل أيضاً في إيجاد المواهب القادرة على الانضمام إلى المنتخب الوطني وتمثيل البلاد أحسن تمثيل.

عادة ما يقال في إيطاليا أن الأجيال الجديدة لا تملك نفس القدر من المهارة التقنية مقارنة بالنجوم القدامى. ما مدى صحة هذا الطرح؟
إن عملية البناء لا تبدأ على مستوى منتخب الكبار، بل إنها يجب أن تكتمل في فئة الصغار والناشئين. أنا واثق أن الأمور تسير على ما يرام في الوقت الراهن، علماً أن الأمر يتعلق بمسلسل طويل المدى، مما يستلزم الكثير من الوقت وقدراً كافياً من الصبر.


ربما يُمكن الإستلهام من النموذج الأسباني، نظراً لما ترتب عنه من نتائج باهرة في الآونة الأخيرة...
ليس بجديد أو مفاجئ أن تحقق أسبانيا النجاح تلو الآخر، لأنها تحصد اليوم ما زرعته بالأمس، إذ كان هناك عمل قاعدي على مستوى مختلف الفئات السنية وعلى امتداد سنوات عديدة. وقد حافظ الأسبان على قيمهم ومبادئهم الكروية، كما قدروا مهاراتهم ومواهبهم أحسن تقدير. لقد سررت لأجلهم عندما فازوا بكأس العالم. وأعتقد أن أسبانيا باتت نموذجاً كروياً يُحتذى به، ليس فقط بالنسبة لنا نحن الإيطاليين، بل بالنسبة لكل من أراد أن يحافظ على مكانته بين النخبة العالمية.

هل بإمكان إيطاليا العودة إلى الطليعة؟
إننا نسعى لتقليص الفارق الذي بات يفصلنا عن النخبة، لن الأمر لن يكون سهلاً. أعتقد أن المفتاح يكمن في الإعتماد على أسلوب كروي مبني على الفرجة والمهارة. في اعتقادي، هذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه، إذ تأتي الإنتصارات الحقيقية عندما يكون الفريق مقتنعاً بضرورة امتلاك الكرة ومشبعاً بعقلية الفوز.

هل تقصد بذلك أنك ستُعد المنتخب الإيطالي لكي ينافس على اللقب الأوروبي عام 2012؟
يتعين علينا أولاً أن نتأهل إلى البطولة، وإذا اعتقدنا أن ذلك سيكون سهل المنال فإننا على خطأ من أمرنا. إن تحقيق التأهل لا يمر فقط عبر الموهبة والمهارة، بل إنه يحتاج كذلك لشخصية قوية وعقلية ثابتة وفلسفة راسخة. وعند توفر كل هذه الشروط والمقومات، سيكون بإمكاننا آنذاك أن نفكر مليّاً في النهائيات. لكن شغلنا الشاغل في الوقت الراهن يجب أن يتركز على التصفيات ولا شيء شوى ذلك. وعندما يتحقق التأهل، سيكون بإمكاننا الحديث عن المرحلة التالية.

ختاماً، سيد برانديلي، هل لك أن تحدثنا عن أفضل تجربة لك مع المنتخب الإيطالي منذ أن استلمت دفته هذا الصيف؟
إن أبرز شيء استمتعت به حتى الآن هو تواصلي مع الناس. لقد أعجبني تصرف الجمهور معنا، إذ لم يبخل عن الفريق الوطني بالتشجيع والمؤازرة. هذا ما يحفزني أكثر من أجل المضي قدماً. كما لا يفوتني أن أُذكر بأن تولي مهمة تدريب المنتخب الإيطالي يشكل ضغطاً كبيراً، لكني لا أشعر بالخوف حيال هذه المسؤولية الجسيمة، بل على العكس من ذلك تماماً. أعتقد أن التعامل مع التوتر يمثل تحدياً كبيراً. ويجب ألا ننسى أن مثل هذه الفرصة الرائعة لا تتاح لأي كان، مما يدفعني للقول أني محظوظ للغاية.

المصدر


اضافة رد مع اقتباس