فافترض جدلاً بأن ما وُجد في كتب الجغرافيا من معلومات كله صحيح على الإطلاق.. ولكن ولوجود خطأ مطبعي تم توزيع نسخ في قرية نائية على أن قارات العالم هي قارتان وتم حذف الأمريكيتين وأستراليا من المنهج بسبب هذا الخطأ المطبعي.. عندها ستجد أن جيلاً في تلك القرية يعتقدون بوجود قارتين فقط ولو تناقشوا مع مثقف أخبرهم عن وجود ست قارات لاتهموه بالجنون والتجديف وهذا ليس خيال بل أنه حقيقة حدثت في القرون الوسطى وفي عصر التنوير "في أوربا" وذهب ضحيته الكثير عندما كان العلماء يقدحون زناد فكرهم فينشرون الاكتشافات العظيمة التي غالباً ما تتعارض مع أفكار العامة أو تكون ضد توجهات سياسية فيتم وأد أفكارهم. إلا أنه أحياناً لا مناص من التعامل مع مصادر مشكوك فيها اضطراراً كما حدث على سبيل المثال مع كُتاب التاريخ الذين يُعانون من شح المعلومات عن عصور ما قبل الميلاد فكانوا لا يجدون سوى مصدر واحد هو أحد المؤرخين اليونانيين ومع أن النقاد كانوا يسخرون من الخزعبلات التي كانت تحويها مؤلفاته إلا أنهم كانوا يقبلون ببعض ما ينقله بسبب شح المصادر البديلة.. أما في حاضرنا غدت الوسائل أكثر من أي عصر مضى وإتقان الحبكات أكثر دقة حتى تصبح الأكاذيب حقيقية..