مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 30/07/2010, 12:41 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Fahad Al Sudais
Fahad Al Sudais Fahad Al Sudais غير متواجد حالياً
مشرف سابق في منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 21/02/2008
المكان: مدريــدي / ارسنــالي
مشاركات: 13,119
عشـرون عـامـاً قـد مـضـت.. عـام مضـى مـن بـعد عـام

حيــــــــــــاكم




مدخل

لا همى وبل الرصاص .. مرحباً بحتوفنا
ودنا ناخذ قصاص .. أهلنا وضيوفنا
يالعدو مالك خلاص .. تحت ضرب كفوفنا
لين ترضخ للسلام
يا عدو الله .. نويت تستبيح بيوتنا
مانت كفوٍ لا هقيت .. دون هذا موتنا
وراجعة أرض الكويت كان تسمع صوتنا

.
.
.

على وقع كلمات البدر

كنا نتجاذب اطراف الحديث... بـ شجنه و ألمه و عبراته

على ناصية الطريق.. ليس ببعيد عن بيتنا

انا و ( عادل )... وكل اهل الكويت معنا... بمشاعرنا وحماسنا و برائتنا

عقدين من الزمن.. كانت هي الفترة الكافية لأختلي بنفسي واسترجع تلك الايام العصيبة

كان عادل يسهب بالحديث.. وانا أنصت باهتمام احياناً.. وبأسى في احيان اخرى

ربما كان لمشهد استشهاد جارهم ( ابوجاسم ) امام عينيه البريئتين اكبر الأثر لتلك الشجون

وربما كان لدموع عادل أثر آخر.. عندي انا

وربما كان لشموخ الكويت وعزتها وسيادتها المسلوبة رأي آخر.. وهو اكثر قوة

في الحين الذي كان فيه عادل يتحدث ويصف ويشرح

لم اكن اقاطعه كثيراً... فقد تكفلت دموعه ( غير مشكورة ) بتلك المهمة نيابة عني

كل شيء حولنا كان سبباً في بقائنا في دائرة مفرغة.. حيث لا شيء سوى الحزن

كنت احاول ان اخفف عنه... وأدعوه لتناول وجبة شهية في احد المطاعم القريبة

فيرفض.. وأنّى للشهية ان تحضر في غياب كرامة الوطن

امازحه.. اشاكسه.. أبذل مافي وسعي للخروج به من توهان الفكر

ولكنني أجد نفسي فجأة قد ارتميت في احضان احزانه

لم يكن سامر جلستنا لينفض إلا بفعل فاعلَين... بل هما صوتَين

آذان... او صافرة انذار

فكانت الصافرة

وانطلقنا جميعاً لنحتمي في تلك الحديقة

ولا نعلم ان أهلنا قد بلغوا من الرعب أشدّه لغيابنا عن المنزل

حتى تأتي الصافرة الاخرى إيذاناً بزوال الخطر

فكان آذاناً

وهاهو الجامع يمتليء .. وخليط عجيب بين ( الثوب ) و ( الدشداشة )

وبعد الصلاة ترتفع الاصوات .. فهذا ( يحلف ) وذاك ( يطلق )

والمعني بالأمر ( ابو عبدالله ) حائر بين تلبية الدعوتين... فكلاهما محسن

ويعتصر ألماً حيث يتمنى ان تكون تلك الدعوة في ديوانيته بضاحية صباح السالم

ولكن لاضير... فوجوده هنا بين اولئك الكرام كساهُ لباس الطمأنينة

لم أطل الانتظار كثيراً لمعرفة النتائج.. فأنا على يقين ان الحجّي ( ابو عبدالله ) سيدسم شاربيه في كل الاحوال

ذهبت منطلقاً لأبحث عن عادل... فوجدته في ضيافته شاب آخر

فكان الحل الأمثل ان اعود الى المنزل كي لا يتسرب القلق الى صدر والدي

وكانت سعادتي كبيرة عندما وجدت ( ابو خالد ) القادم من الكويت هو الآخر في مجلسنا العامر

ولم أشعر بنفسي وانا اختطف الدلّـة من يد والدي لأقوم بواجبي

وكنت استمع باهتمام بالغ لسواليف ضيفنا

وكنت اضغط على نفسي كي لا تتحدر دمعتي بين الرجال

كان الحديث بائساً.. والمواقف اكثر بؤساً.. فلا شيء غير الدمار والسلب والنهب

وبعدها بيومين كان موعد زيارتنا الاسبوعية لجدّي حيث يقطن في حي العليا

ولم اتمالك نفسي من الفرحة وانا ارى الملاحق الخارجية وعددها اثنان قد تشرفت بضيافة عائلة

وهاهو جدّي وأخوالي في حالة استنفار قصوى لبذل مايليق بضيوف بتلك القامة

فالدماء قد أريقت... والنيران قد أوقدت.. ورائحة الهيل تشتعل في تحدٍ صارخ لعبق الدخون

وإحقاقاً للحق

فقد كانت تلك هي اكبر فوائد الأزمة

كيف لا واهل الديار قد التم شملهم بكرام الشيَم ؟

غادرنا الى مكة لمدة لا تزيد عن سبعة ايام

ثم اتى امر الله بعودة الكويت لأهلها... ليعودوا اليها ورؤوسهم مرفوعة كما هي دائماً

ومازالت صورة ( جابر ) وهو يقبل ترابها في ارض المطار عالقة بالذهن.. والقلب

هي مجرد ذكريات طرأت.. ثم وردت

رحم الله فهدنا وجابرنا.. وشهداء كويتنا... وأدام امنها.. واسبغ علينا وعليهم النعم ظاهرة وباطنة



خاتمة

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

اللهم لاتجعل نصيبنا من صيامنا ( تعباً وجوعاً )

اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اضافة رد مع اقتباس