مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/07/2010, 08:01 PM
المنتدى الاستشاري المنتدى الاستشاري غير متواجد حالياً
المجلس العام
تاريخ التسجيل: 28/04/2003
المكان: المجلس العام
مشاركات: 2,104
ico8 ¯`·.][ صيف مجلسنا يجمعنا 2010: صاحب الحضور المتميز ( سنياتور هلالي ) ..ضيفاً على -: (يوم في ذاكرتي) -][¯`·.





فكرة وتصميم : القيصر رهيب
إعداد : الهنوووف


بكل الحب والمودة نرحب بأعضائنا وزوارنا الكرام في سلسلة جديدة من .
يوم في ذاكرتي

في حياتنا أيام لا تنسى ..
حملت بين جوانبها أحداث ومواقف شتى ،،
تحكي لنا .. عن ذكريات ماضية
في سطور سوف تبقى خالدة
عبر
.. ( يوم في ذاكرتي ) ..





مع العضو المتألق
«¤¶ سنياتور هلالي ¶¤»



بسم الله الرحمن الرحيم..

أرجو أن تكونوا بخير حال.. بشروا كيف النتايج ؟
قد تشرفت زيادة على شرف انضمامي لهذه الشبكة الغالية ولهذا المجلس العامر
بأن أكون ضيفا عليكم من خلال السلسلة الرائعة يوم من ذاكرتي
وأرجو أن أكون كما يريد القائمون عليها..

طبعا القصة حصلت لي في كاليفورنيا ولكن قبل ذلك لابد أن تعرفوا شيئا يسيرا
عن حياتي اليومية هناك و عن أهل المنزل ..

صاحبكم ذهب للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية وتحديدا في ولاية كاليفورنيا الساحرة
وقد استقر بي الحال للسكنى مع عائلة أميركية
تتكون من الأم 47 عاما آماندا بنت 18 عاما وابنين أحدهما جون 15والآخر ماكس 7 سنوات ،
أول ماوصلت للبيت استقبلوني وتعارفنا ثم أوصلتني البنت لغرفتي
وقالت لي : هذه غرفتك..
طبعا الغرفة صغيرة جدا تتكون من سرير وطاولة خشبية صغيرة للمذاكرة وكرسي خشبي وشباك..

مضت الأيام وكنت أجلس غالب الوقت في غرفتي للدراسة
وقليل من الوقت أجلس معهم في غرفة الجلوس أمام التلفاز
أو نجلس نستمع لعزف الأم على البيانو وقد كانت عازفة ماهرة..
وكنا طبعا وقت الوجبات نجلس سويا على طاولة الطعام هذه الجلسة رسمية في الوجبتين
الغداء والعشاء..

وكان السيتي سنتر يبعد عن المنزل قرابة الثماني دقائق سيرا على الأقدام
وكنت أذهب إليه دائما لأشتري ما أحتاج إليه
وكنت مثلما تعودت عند أهلي إذا ذهبت للسوبر ماركت أحضر معي أشياء للمنزل لأهل المنزل من مأكولات خفيفة وحلويات
أو ما يحتاج إليه المنزل من أمور قد أستطيع توفيرها مثل الخبز والصلصات وغيرها ولم يطلب أحد مني ذلك..كرم يعني

وكانوا في المنزل يفرحون جدا مما أحضره لهم من أشياء خفيفة
وكانت الأم تقول دائما شكرا لك ومن هالكلام.
.حتى جاء اليوم الذي تغيرت معه حياتي كلها..


كنا جالسين على طاولة الطعام
وبصراحة مليت من طبخ السيدة جيسيكا - الأم -
وكانت طاولة الطعام تحتوي على المعكرونة وفوقها جبنة ساخنة وصحن دائري فيه تفاح وموز وعنب
فقلت لماكس : لو سمحت أعطني تفاحة ، فأعطاني إياها والأم تنظر إلي نظرة غريبة ..!!

وقبل أن آكل التفاحة قالت لي الأم : أنت تدفع لنا ثمن السكن والغذاء الأساسي وليس الغذاء الثانوي
والتكميلي كالحلويات والفاكهة وغيرها..

نزلت كلماتها علي كالصاعقة وأحسست بأن نارا تتضرم في معدتي وأحسست بأن كرامتي قد مُست
فألقيت التفاحة على ماكس ونهضت غاضبا واتجهت إلى غرفتي ولم أتكلم بكلمة واحدة ..

جلست في سريري وأقسم بالله أن الغضب قد تملكني وملكني تماما ..يعني أنا قاعد أدفع لكم علشان الغرفة
هذي الي مافيها غير السرير
وطاولة المذاكرة وكرسي فقط ، وأدفع لكم علشان المعكرونة وفوقها الجبنة الساخنة بس..؟!!

بصراحة جلست ألوم نفسي على الأغراض الي كنت أجيبها لهم من حلويات وفاكهة
وأشياء أخرى..

عندها سمعت طرقا على الباب فقلت ادخل، فإذا بها آماندا - البنت 18 عاما-
ومعها تفاحة وموز وسكين ، وضعت الفاكهة فوق الطاولة
وقالت لي : أرجوك لاتغضب من والدتي فهي تتعب جدا لأجل أن توفر لنا المال اللازم
لنواصل الدراسة ونعيش كباقي الناس..ثم خرجت وأغلقت الباب..


نهضت من فوري ولبست ملابسي وأخذت الصحن ووضعته على طاولة الطعام
ولم ألمس منه شيئا وخرجت من المنزل ..

اتجهت للسيتي سنتر وطلبت كيلو تفاح وأحضرته من المنزل
وقلت لهم : هذا التفاح بدلا عن التفاحة التي قطعتها ولم آكلها ،
قطعت واحدة وأحضرت لكم 6 تفاحات ووضعتها على الطاولة وخرجت..

أقسمت بعدها ألا أحضر لهم شيئا أبدا ، وعقدت العزم على الانتقام ..ومرة ذهبت أنا وماكس إلى السيتي سنتر
وتذكرت كلام أمه عن التفاحة فعزمت على أن يدفع هو لنفسه ولا أدفع له شيئا مثل ماكنت أفعل في السابق
غير أني تذكرت أنه طفل ومسكين ليس له دخل فيما فعلته أمه فاشتريت له مايريد من السوبر ماركت
على حسابي ورجعنا للمنزل ولما دخلنا المنزل قال لأهله إن عبده - وهو الاسم الذي ينادونني فيه في المنزل
لأن اسم عبدالعزيز كمايقولون طويل جدا - هو من دفع المبلغ.
.وأنا ساكت لم أتكلم وذهبت إلى غرفتي..

مكثت دقائق فطُرق الباب فقلت ادخل ، فدخلت آماندا ومعها مبلغ من المال
وقالت : أنت لست ملزما بأن تدفع لماكس ، خذ هذا ثمن مادفعته له .
فقلت لها : ماكس طفل صغير ولادخل له بما قالته أمك
ثم إني أعتبره مثل أخي الصغير، وأنا لن آخذ المال..فشكرتني وانصرفت.


وقد كنت بعد كلام الأم لي على طاولة الطعام قد بدأت أبحث لي عن عمل مسائي
لأن المكافأة لاتكفي هناك ، فالإيجار يأخذ تقريبا نصف المكافأة مع الأكل ولا يبقى إلا النصف الثاني
وهو لايكفي للمستلزمات الدراسية والشخصية ، وكنت أعرف بعد ماقالته لي بسبب تفاحة بأنها لن ترضى بتأجيل
وقت دفع الرسوم لبضعة أيام - فيما لو احتجت إلى ذلك -
فلم أشأ أن أضع نفسي في موقف ضعيف ومحرج أمامها.. ولهذا لابد من العمل.

فوجدت ثلاثة أعمال :
- أحدها في مكان غير مناسب أبدا..
- الثاني في صيدلية ولكنها بعيدة عن مكان سكني فرفضتها..
- الثالث في مطعم واسمه كاليفورنيا قريل وهو قريب جدا من منزلي -
يبعد أربع دقائق تقريبا -

فعملت في هذا المطعم بدوام جزئي من الساعة الخامسة وحتى العاشرة مساء..
وكانت وظيفتي غاسل أطباق وأحيانا ينادوني أقطع خضار ..يعني خبرة في المطبخ

طبعا استفدت جدا من عملي في المطعم فقد عملت مع برازيليين ومكسيكيين وأمريكان
واستفدت من ثقافاتهم وخبراتهم كثيرا..

ولا أخفيكم بأني إلى الآن كل ماتذكرت كلامها يرتفع ضغطي والله .
.مدري ليش حسيت بإهانة ..!!
لكن كانت كلمتها لي على طاولة الطعام بالرغم من قسوتها إلا أنها كانت فتحا من الله لي
فقد استفدت من عملي في المطعم ما لم أستفده في حياتي كلها ..

عاد يوم بغيت أرجع الرياض وخلصت من أمريكا اجتمعت العائلة لوداعي فسلمت عليهم فردا فردا
وقلت للأم : شكرا لك على كلامك في طاولة الطعام ، فقد استفدت مما حصل لي جراء هاتيك الكلمة..
فقالت لي : كف عن تأنيبي أرجوك..

إلى هنا وانتهت قصتي وأرجو أن تكونوا قد وجدتم شيئا مفيدا ، فإن لم تجدوا فسامحوني .





ونحن بدورنا نشكر المتميز سنياتور هلالي لقبوله دعوتنا


نلقاكم مع عددٍ آخر وضيفٍ جديد في (يوم في ذاكرتي )

مشرفوا و استشاريوا
المجلس العام
يقدمون لكم أرق التحايا وأطيبها