((النهاية))
[التداوي]:
دوماً كان رضا الأنسان الحقيقي في سوء الفهم
وهو ماصار إليه حال شهريار إذ صارت المرأة بالنسبة إليه جسداً وبكارة يفضها غلاً
وانتقاماً وتشفياً..
حيث تعطلت قدرته على إقـــامة علاقة إنسانية واستحال عليه فعل المؤانسة..
ولذلك كان الأستدعاء العبقري لصورة "شهرزاد"..
صورة أنثوية لـلأم الطيبة وصورة نرجسية للشق الأنثوي من الذات الذكرية...
فكانت شهر زاد وكان دورها الفريد,فقد جمعت ألـــــف كتاب تعبيراً عن حكمة ورؤية وتبصر,بل نجدها هي التي تنذر نفسها وتخاطر بحياتها من أجل أن تكون سبباً في خلاص بنات المسلمين من بــــطش السلطة الذكرية , وقد كان سبيل شهر زاد هو أنها أدركت البعد الأنساني,الأنس والمؤانسة,بعد النرجسية من حيث هي عثور الإنسان على نفسه في غيره وعثوره على غيره في نفسه, واستطـــاعت شهــــرزاد تحقيق إنجازها ومسعاها بالكلمة وبالحكاية وبالقصة.
كانـــت وبحق الطبيب المـــداوى والمعلم الحكيـــم القادر والعارف والمسيطر.استطاعت أن تكتب لأنوثتها الخلود أقامت الدلــــــــيل على أن المعلم الأول"الأم"الرواية والتي تكون بالنسبة لوليدها مرآة تجـــلو لـــه غوامض عالمــه وتفتح له باباً لــلأمل في إعادة بناء هذا العالم,
بل ترويـــض مكامـــن الخطر فيه وبإيجاز شديد إستطاعت بأنوثتها أن تعيد للذكورة إنسانيتها,
إستطاعت أن تقيم حواراً وتواصـــلاً مع سلطة ذكرية فقدت ثقتهـــا في هذا العالم المتمثل في الآخر ثم في الذات...
نعم كانت بحدس الأنثى الخالد طبيباً وحكيماًمداوياً..
كلماتها ترياق لكل جنون ..
وحبها إحتواءً لكل بطش وتمرد..
وفــــي إنوثتها خطابــاً بليغاً يحدث بالفردوس المفقود..
إستطاعت عبر رحلة علاج دامت ألف ليلة أن تنتقل بهذا الجدل الدموي والعبثي معاً..
إلى أشكال للجدل..جدل الأم-الإبن,
فكانت أمومة حانية صادقة ثم جدل الرجل- المراة ثم جدل الزوج-الزوجة محققة بــذلك أروع وأعظــم صورة للأنثى المانحة لمشروعية الوجـــود القائم على العلاقة الجدلية بين "الأنا-أنت"أنساً ومؤانسة تتجاوز أسر النرجسية وتتحرر من عبـــودية العلاقات الأضطهادية الدموية...
وقد أدركت ماأدركه شهريار بعد ألف ليله
"إنه إذا كان مرضي بغيري ..فـ إن شفائي أيضاً يكون بغيري..وهذا هـــو التداوي الذي يعيدني إلى ساحة الجدل الأنساني في علاقتي ..بآخر"....
شكراً لتواجدكم شكراً لنقدكم
شكراً لمروركـــم..
