مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 25/05/2010, 08:10 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ طفلة خانها التعبير
طفلة خانها التعبير طفلة خانها التعبير غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/01/2008
المكان: بين جرحي وإبتسامتي
مشاركات: 1,831
((حكاية الديك والكلب))



يدرك الوزير الأب أنه يقدم ابنته إلى المذبــــــح... تـــأخذه الـــــــشفقة والخـــــــشية عليها..
فنجــــده يقــــــــدم لهــــا نصيحتـــــه في شكـــل حكايــــة..
ربمـــــا كانت هي أحد مفـــــــاتيح الشفـــــــاء.
ويحكي الأب حكايــــــة رجـــــــل آتــــاه الله القدرة على مـــعرفة ألسن الطير والحيوان وفي أحد الأيـــــام كان يجالس زوجته
فسمع حديث دار بين الحمــار والثــــور
كـــان يــــــــشكو مــــن كثرة الأعبــاء والعمــل طــوال اليوم,
فنصحه الحمار بالتمــــارض والأمتنــــاع عـــن الأكل,
ولما حدث هذا بالفعل كان من الطبيعي أن تنتقل الأعبـــاء والأعمـــال من الثور المريض إلـــى الحمــــار الذي قدم النصيحة حــــتى نـــدم عليها أشد
الندم وبـــات يتوسل إلى الثـــور لكـــي يــأكــل ويعـــود إلى العمــــل...
وهنـــا مــاكان من الرجل حينمــا سمع هذا الحديث أن ضحك بشدة دون أن تدري
زوجته عن سبب ضحكة..
وأرادت الزوجـــــة أن تعرف سبب كـــل هذا الضحك.
فيقول لها زوجها:
"شيء رأيته وسمـــعته ولاأقـــــدر أن أبوح به فـ أموت"
ولكن الزوجة لاتأبه بذلك وتصــر وتـــلح في معرفة سبب الضحك حتى لو أدى ذلك إلى موت الزوج,
وتــــواصل الزوجة إلحاحهــا حتى تغلبت على زوجهــا حتى أن الرجل أحضر
أولاده وأرسل في طلب القاضي والشهود
وأراد أن يوصى بمــاله ثم يبوح لــها بالسر ويموت لأنه كـــــان يحبهــا محبة عظيمة ولأنها بنت عمه وأم أولاده..

وهكذا تعلن الحكـــاية التي يرويها الأب لابنته أن الله خص الرجـــل بمعرفة وقدرة لو بــــــاح بها للمرأة لكــــــان المـــوت جــــزاؤه..
فهي إذن المعـــرفة التي يسيطـــر بها العــارف على مايعرف.
وإذ يتأهــــب الرجـــل للإفضـــاء ويرضــــى بالموت إستسلاماً لإلحاح الزوجة ويـــذهب إلـــــى دار الدواب لكـــي يتوضأ,
فـــإذا به يسمــع حديث طرفاه الديـــك والكـــلب ,
يقـــول فيه الديك للكلب:
((والله إن صاحبنا رجل قليـــل العقل,فـ أنا لي خمســون زوجة ,أرضى هذه وأغضب هذه وهو مــاله إلازوجــة واحدة ولايعرف صلاح أمره, فمـــــا له إلا أن يأخذ غصناً من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتهـــا ويضربــها حتــى تمــوت أو تتوب ولاتعود تسأله عن شيء"..
وهـــذا مافعــله الرجل بزوجـــته حتى تـــابت وصلح أمرهـــا..

ويقول الوزيــر لأبنته "شهرزاد":
ربما فعل بك المللك مثلمــا فعل التاجر بزوجته وهو ماتحــدثنا به هذه الحكـــاية الذكرية الأبوية مـــعاً..
إذا تسوق التحذير والتخويف وتعلن للمرأة عن موقعها مـــن عالــم الرجل.
ذلك العالــم الذي لاقبل لهــا بفهمه ولاقدرة لها على السيطـــرة عليه..
وتعرف شهرزاد أنها لاقبل لهــا بتحدي بطـــش السلطة الذكـــرية وعليها أن تتخذ من الوجـــود الراغب لهــا والساعي إليها سبيـــلاً للنجـــاة وطـــوقاً لها
ولبنات المسلمين...

تتبع:._
اضافة رد مع اقتباس