|
جمهور الهلال .. الكنز المسروق !!
عشرون عاما من التحكيم .. ومثلها مرتين من تشجيع النصر وإصدار الألبومات الغنائية التي كانت توزع مجانا ولا تباع.. هي أربعون عاما عاشها عبدالرحمن الغامدي بهدوء شديد .. وبشهرة حدودها أهله وخلانه .. قبل أن يتفتق ذهنه أو ذهن من حوله .. عن فكرة ينفض بها الغبار عن اسمه وحسابه البنكي لينتعش ماليا أو على الأقل ليسدد ديونه .. عمل غنائي باسم الهلال .. ليصبح بين ليلة وضحاها .. مطلبا للقنوات الفضائية والصحف اليومية .. وحديثا للمجالس .. والله أعلم بعدد النسخ التي باعتها الشركة المنتجة للأبوم .. لكني أجزم أنها تعادل عدة أضعاف مجموع ماباعه في كل ألبوماته التي أصدرها طوال تاريخه الفني الحافل بالطقطقة والطيران !!
أكثر من عشر سنوات .. والكاتب علي الزهراني يمارس الكتابة اليومية عن الأهلي والتغني بقلعة الكؤوس .. الأهلي راح .. الأهلي جاء .. ولا من شاف ولا من درى .. فما العمل ياهل ترى ؟!! لاشك أنه الهلال منقذهم !! غير الزهراني سياسته فجأة في جلد الهلال والتشكيك في بطولاته والطعن في إنجازاته .. مستغلا ذاكرة المشجع الهلالي الضعيفة .. وطيبة قلبه التي حولته للقمة سائغة للمستنفعين والمتقلبين .. راح الزهراني يتغنى بين الحين والآخر بالهلال حين رأى ازدحام صحيفته بكتاب الأصفرين وافتقارها للصوت الهلالي .. فرأى أن الصدى في تغزله بالهلال أكبر .. واستطرب ردة الفعل وأعجبه الوضع .. وبعد حين اكتشف أن لجمهور الهلال فائدة أكبر من مجرد أصداء إيجابية لمقالاته .. فسارع لإصدار كتاب عن إنجازات الهلال التي لطالما صادرها وطعن فيها .. وهاتك يا(قص ولصق) من شبكة الزعيم ومن جهود رجالات الشبكة التي وثقت منجزات الهلال ورصدتها حينما كان الزهراني لاهيا وراء التجريح بالهلال والتقليل منه .. وصدر كتاب الزهراني (القص واللصق) بشيء من الإخراج المميز والألوان الزرقاء التي تغري المشجع الهلالي والصور الملونة .. والسعر 70 ريال للنسخة .. شاهدته في مكتبة العبيكان .. والتفت لأجد قريبا منه كتابا قيما للدكتور خالد المنيف بذل فيه جهدا رائعا وسخر فيه كل ماتلقاه من علم في مجال تخصصه في علم النفس الإداري الذي يحمل فيه درجة الدكتوراه .. والسعر 30 ريال .. أي أقل من النصف لسعر كتاب الزهراني الذي لو وضعه في صفحة واحدة كتب فيها رابطا لبوابة شبكة الزعيم لكفى و وفى !!
في أحد شوارع وسط الرياض المتخصصة ببيع الكماليات بالجملة .. ستشاهد مالن تشاهده في مواقع بيع منتجات الأندية الخاصة بهيئة دوري المحترفين .. بضاعة مختلفة ومتقنة ومغرية للناظرين تحمل شعارات الأندية .. والهلال بالطبع أولا .. كرات جلدية .. مناشف .. ملصقات .. حقائب .. يتفنن بعض الباعة من جنوب الجزيرة العربية وآخرين من الجنسيات الآسيوية في بيعها بالدرازن والكراتين .. سألت عن سعر الدرزن لإحدى البضائع التي تحمل شعار الهلال .. فجاوبني البائع : 150 ريال .. وعندما طالبته بتخفيض السعر .. سارعني : خذ أي شعار غير الهلال بـ130 لكن الهلال لن أخفض لك ريالا واحدا !! وقال بالحرف الواحد: الهلال غالي !! .. قلت له: داري إن الهلال غالي .. أنت ووجهك اللي بتعلمني إن الهلال غالي ؟!!  أصر على رفضه مبررا ذلك بأن بضاعة الهلال يتم سحبها بشكل فظيع وأصبح العثور عليها صعبا وبأسعار مرتفعة من تجار جملة الجملة !!
غادرت وأنا أضحك .. وقلت في نفسي : لا يكون البائع مندس .. من شركة زغبي !! لأن كلامه لايختلف كثيرا عن شركة زغبي التي هاجمها الجميع لأنها قالت الحقيقة التي لا يرغب هؤلاء (الجميع) في .. سماعها !!
ولأن شر البلية مايضحك .. ضحكت من كلام البائع .. فالبضاعة الهلالية تسحب بشكل مجنون والأموال تذهب للتجار الأجانب من الجنسيات العربية والآسيوية !!
بالمناسبة .. ولأن الحديث عن سرقة الكنز الهلالي من قبل مشجع نصراوي .. وكاتب أهلاوي .. وتجار آسيويين .. له علاقة بالحديث عن الشعبية الأكبر في المملكة والتي لازال البعض يقاتل لكي لايسلم بحقيقتها .. أحب أن أطرح بعض التساؤلات ..
- مشجع نصراوي يغني للهلال .. لماذا لم يغن للنصر ؟!! أتمنى أن يجاوبني ذلك المسؤول النصراوي الذي لم يترك قناة إلا وظهر بها وهو يتحدث بشكل مضحك عن قوة فريقه الشرائية ؟!! وإن كنت أعذر هذا المطرب النصراوي في عدم غنائه لفريقه لأن الشركة المنتجة .. لاتجامل في أمور الربح والخسارة .. وقد تنتظر طويلا إذا ما أرادت أن يتزامن طرح الألبوم مع حصول الفريق على بطولة .. بعكس الأمر مع الهلال !!
- كاتب أهلاوي يؤلف (يجمع) كتابا عن الهلال .. لماذا لم يؤلف عن الأهلي ؟!! وإن كان من عذر له في ذلك فإنه قد يتعب كثيرا في العثور على إنجازات لفريقه بالصور الملونة .. وقد يتضرر الكتاب شكليا وإخراجيا بكثرة صور الإنجازات بالأسود والأبيض والملاعب الترابية المليئة بالغبار والتي لن يكون حال الكتاب بعيدا عنها على أرفف المكتبات !!
- سأصدق أن هناك من لازال يشكك في شعبية الهلال الساحقة التي يضاف إليها القوة الشرائية التي يتميز فيها جمهوره .. سأصدق أن هناك من لازال معترضا عن قناعة وليس عن (عباطة) .. ولهذا الشخص أقول .. اذهب إلى أي متجر لبيع الملابس الرياضية واسأل البائع (دون أن توضح له ميولك) عن أكثر القمصان مبيعا بين الأندية السعودية .. وإذا تلقيت الإجابة ولم تقتنع .. فاسأل أحد مسؤولي شركة الاتصالات .. عن أعلى نسبة اشتراك في تاريخ خدمة جوالات الأندية لتراه متأثرا وحزينا على أيام (جوال الهلال) ومرددا .. سقى الله تلك الأيام الذهبية !! وإذا لم تقنعك إجابة شركة الاتصالات التي (حفت) لتستعيد الهلال الموسم الماضي .. فتوجه إلى شركة موبايلي واسألها عن .. كنز الهلال المسروق .. ولماذا ضاعفت المبلغ السنوي الذي كانت تقدمه للهلال .. ولماذا قاتلت كي لاتخسر هذا الكنز ؟!! وإن طعنت في إجابات موبايلي .. فاذهب للمتخصصين في بيع منتجات الأندية في هيئة دوري المحترفين واسأله لماذا لا تعلنون إحصائية رسمية لمنتجات الأندية الأعلى مبيعا في المملكة ؟!!
أما المشجع الهلالي .. فيبدو أنه سيظل مطمعا للغامدي والزهراني والآسيويين .. ولكل من أراد الشهرة أو المال .. لكنه قد لايكون على المدى القريب .. مطمعا لإدارة ناديه التي كان بوسعها أن تحصل على الحصة الأكبر من هذا الكنز والتي هي أحق به من غيرها .. لكنها لازالت غائبة أو (مغيبة) عن ذلك بالاشتراك مع الشريك الاستراتيجي الذي حرم نادي الهلال من أموال طائلة بسبب اكتفائه بالأرباح التي تدخل لحسابات الشركة دونا عن النادي .. سمعنا كثيرا من المشاريع طوال 3 مواسم ولم نر شيئا .. الشريك يتحدث هذه الأيام عن مشروع رائع في فكرته وعلى الورق .. ولكن على أرض الواقع .. أخشى أن تتبخر الأحلام .. كما حدث مع كثير من المشاريع التي دغدغت فيه موبايلي مشاعر الهلاليين !!  | 