|
{ بسم الله الرحمن الرحيم } { الجزء الرابع والأخير } اتكلت على من أنجى عبدًا داوم على عصيانه في العلن والنجوى , جواد كريم وقاني في الأولى وسخر لي في الأخرى , يحدوني الرجاء بأن يجري التسخير في الثالثة ويديم حفظه , توكلت على حيٍّ لا يموت , جبار الأرض ومدبر الملكوت , وغدوت وسط ظروفٍ لا تسر الصديق ولا تفرح عدو , فجو برودته زمهرير , وهواء له من كل نافذ صرير , في وقتٍ يسابق الساعة ويستجدي الليل , ممتطيًا سيارة فيها من كل عيب , وأتت عليها الصدمات من كل صوب , فهناكـ ادريتر يخرخر وللماء يسرب , وذاكـ كفر ادلهمّ به الخطب , وتلكـ أنوار برحت مكانها ورغبت السقوط , وهذه نوافذ فرشت الأرض وعليها تلمع , غير العلّة أمامي التي احتجزتني بيد أنها لم تسلم من الندبات , وصولاً بحال ذلكم الجاثم خلف المقودة وعن حاله لا تسأل , فمنذ بزوغ الفجر ورواح الطير من وكناتها , فهو في حلٍّ وارتحال , عناء طريق ثم دوام , ومنه إلى توهان وضياع , وختامها قلبةٍ , أخلصته إلى جريحٍ مضرجٍ بدماء , أضف إليه المشي حافيًا في تلكم الصحراء القاحلة , هذه حالي وما يحيطني فمنذا الذي يغبطني , أو يسعد لما حلّ بي ؟! بعد أن فارقت أولئكـ الكرام أحسست بشيء من الخوف والرهبة يتسلل إلى قلبي وتنتابني الرعشة والرهبة للمصير المظلم الذي أنقاد إليه والمآل المحتوم ولا مفرّ منه , أنظر إليهم ( بالمرآية ) وغصةٌ في الحلق تخنقني , وإذا بي أشاهد ماقصم ظهر العبرة وأجرى الدمعة , والدهم يتبعني ببعض الخطى حتى ابتعد عن المخيم وانفرد , ووقفَ ينظر إلي بعين الرحمة ٍوالشفقة التي أتخايلها غمرت عينيه وأسالت الدموع على خديه , يعاتب يدًا ضاقت ذرعا في تقديم المحال , ويندب ظروفًا سقتني المر ولم يُتِمَّ الجمال , أحسه يريد التلويح لي بالوداع على أمل البقاء في دار الزوال , وأسمع همسه بدعاء الله اللطف بي وحسن المآل , مازلت أراعيه بالعين وبكل ما به يرعاني , ابتعدت شيئا فشيئا حتى غبت عنه وأصبحت لا أراه ولا مخيمهم , وهنا أتاني آتي الرحمن بأني لم أصللي الظهر ولا العصر ( طبعًا يحق لي الجمع ) فأوقفت سيارتي وتوضأت من أحد الجراكل وصليت الظهر والعصر جمعًا , طبعًا عانيت في صلاتي حال السجود من ذلكـ الجرح الغائر أسفل الركبة مما جعلني أكتفي بالسجود على ستة أعضاء ضرورةً , وبعد أن خلصت استجديت رب السماء أن يرحم حالي ويلطف بي , وهو العزيز الكريم الذي لا يرد سائلًا ولا يبخل على مخلوق , عبأت الاديتر من أثر ما نقص من الماء , ومشيت لا آلو على شيء إلا أن أقطع أكثر مسافة قبل أن يأتي الليل فتنطمس الأعين ويضطرب الفؤاد , ممنيًا النفس أن يحين الليل وأنا قبالة أنوار الصداوي , لكي لا أضيع فأجيب العيد , من أجل ذلكـ بدأت أغذ السير وأزيد السرعة حتى جاوزت العشرين كيلاً بقليل , مما جعل الاديتر يلتهم الماء بكل نهم فترتفع الحرارة حد اللهب , مما يجعلني أنزل وأعبيه مما معي من الجراكل وأواصل المسير , يزداد البرد ولا ما يقي , فالتحفت الفروة وتلطمت بالشماغ علله يفيد ,, سارعت الشمس في خطاها نحو الغروب رغم استجداء القلب واستعطاف العيون , وما هي إلا لحظة حتى غربت الشمس وبدأت تُظلم العين وتنعدم الرؤيا شيئا فشيئا مما جعلني اضطر بأن أحكم اللطمة وأخرج برأسي من النافذة لأقدي الطريق وأتحسس ما قد يعترضني , الماء يتسرب ومافي الجراكل ينزف , خلص الجركل الأول وبدأت بالجركل الثاني , حتى جن الليل وخيّم , وبدأت مصارعة أمواجه , أسبح في بحره اللجي , ممسكًا بالأمل تارة , متشبثًا بالحياة الباقية أخرى , وقد يلجمني اليأس فيطرحني على مرتبة أحسها تثبط من عزيمتي وتستكينني للإستلام والخنوع , دخلت في ظلام دامس , فلا نور يقديني أو يدل عليّ , سوى الإشارات التحذيرية في الخلف فقط , لا أرى حتى جهام يدي , ولا غرو فنحن في بداية الشهر , فيأست من الرؤيا وخفضت السرعة دون العشرة بكثير , بدأت أتخيل وأتخايل أن أدخل وسط ذلكم الراعي فيلين جلدي ويفني مابقي من حالي , أو أن الْوي في غيابة جبٍّ أو دحل ( وما أكثرهنّ هناكـ ) فيكون قبري الذي لم أرتضيه , قنعت وأسلمت راسي إلى المرتبة وأغمضت عيني أتصنت لصوتٍ يعلو من ذلكم الراعي الذي هممت أن أطأ داره أو حلاله , أو قرقعة ذلكم الوايت الذي حضنته وغصت في عالمه , أغمض عيني تارة وأختلس النظرة إلى مقياس الحرارة تارات أخشى أن يزيد الطين بلّه , فأصبح فحمة وللسيارة مشْعل , إن ارتفعت وبلغت حدها الأعلى نزلت لتعبئة الاديتر لا يقديني في ذلكـ إلا نور الجوال , ومن ثمّ آخذ بجولةٍ حول المكان وما قد يعترضني لخطواتٍ أمام , وبعدها أعتلي حوض السيارة للاستكشاف واستطلاع نور ينبي عن حياة , وأجرب الحظ علّه يصدق ويجري أبراج الجوال فأتنفس الصعداء وأعود إلى الحياه , ولكن لا فائدة من هذه ولا من تلكـ مما يجعلني أنكص على عقبي وأكب على المسير , ما بين المسير وارتفاع الحرارة أخرى لا يتجاوز عشر دقائق أطوي خلالها قرابة 3 كم أو أقل , فنزلني الحرارة وأعاود الاعتلاء والاستطلاع , حتى جاءت الساعة 8 تقريبا , وهي ساعة الخشية والرهبة التي لا أرغبها وأستجدي الله الستر والوقاية منها , خلص الماء وجفّت الجراكل ولا حياة تدنو أو أمل يقترب , فلا نور ولا أضواء دور , مابين آخر تعبئة وارتفاع الحرارة صراع وتجاذب في الأفكار بحثًا عن عمل نقيٍّ ولا نقاء خالصًا ألمسه أو أحسه , هل أدع السيارة في العراء وأنجو بالنفس من هذه الليلة الظلماء , وأعود إليها إذا انفرج الحال وصلح الأمر , ولكن أين النجاة وإلى أين ؟ أم أستمسكـ بالسيارة وأتحمل الحبو منها وأتحامل البروكـ ؟! وهو ما امتثلته في أمري , وعلّ فيه الخير , أمشي إلى أن ترتفع الحرارة وتلامس خط ال H , أسارع بإيقافها لما يقرب ثلاث إلى أربع دقائق فإن بردت ونزل المقياس نزولاً يسيرًا أكملت المسير وعيني لا تبرح المقياس إن عاود الارتفاع وسريعًا يعاود ! أقف مرة أخرى , حتى أصبح وقوفي أطول من الممشى , على هذه الحال قرابة الساعتين إلى أن لمست الفرج : بعد ما شاهدت لنبة صغيرة تشير إلى حياة من مخيم أم عابري سبيل , حرفت بسيارتي إليهم طلبًا للنجدة والإنقاذ , فما وصلتهم إلا بعد جهدٍ جهيد ووقت مديد , إذا بها خيمة صغيرة يقف بجوارها دينّا ( عربجية ) حينها الساعة تقريبا 10 , تحريت الوقوف قرب اللمبه لكي يرى سيارتي التي تدله عن حالي , فسملت بصوتٍ عالٍ لأن بالسلام أمان , ولم أنزل فخرج إلي ذلكم الرجل الطووويل صاحب الوجه النحيل يرتسم عليه لحيةٍ ليست بالكثة ولا الطويلة , قدم نحوي يمشي ببطء , ينظر إلي تارة ويقلب ناظره إلى السيارة تارة أخرى وهو يمشي وببطء حتى أصبح بعده عني قرابة الشبر رد السلام , وقال : سلامات , رددت عليه ومن الرهبة والرغبة والاستعطاف قصصت عليه أمري وما جرى لي , ويبدو لي أنه ورغم عمره الذي جاوز الأربعين , لم يوهب لطف وذرابة صديقنا حبيب ولا نزرًا يسيرًا منه , فقبل أن أتمم عليه الخبر وأسمعه الحدث , قاطعني : طيب وش المطلوب مني ؟ وش يلزمكـ مني ؟ انصدمت برده !! واشمأزيت من عنجهيته , فقلت : ماء الاديتر مخلص وأمشي على السيارة بدون ماء , ما أبي منكـ إلا شوي ماء , فقال : ماعندي إلا شوي أبشرب وأتوضأ للفجر منه , وأضاف : لكن الصداوي ماهب بعيدة هي قدامكـ , قلت كم كيلو ؟ قال : حول : خمس وعشرين , قلت : جزاك الله خير وماقصرت , رجاء أن يرحمني ويقول خذ ماعندي من ماء , ولكن هيهات هيهات , ورغم ما لاقيت منه إلا أني مشيت من عنده وأنا مبتهج ومتفائل خيرًا لكوني لم أخطئ الطريق الذي رُسم لي , وكوني قطعت قرابة نصف المسافة , أمني النفس وأعزيها بأن ماهي إلا لحظات ويأتي ارسال الجوال فأسللي النفس وأكلم من أشغلَ القلب وألزم النفس على ركب الصعب , وما هي إلى برهة من الوقت حتى بانت لي لمبة كتلكـ السابقة ولكنها ليست في طريقي مباشرة فدعوت الله أن يكون خيرًا من السابق وحتمًا سيكون خيرًا , فلا أفظّ , اقتربت إليها كسابقتها بعد معاناة وجهدٍ جهيد ما بين اطفاءةٍ وتشغيل , حتى قربت إليه وبدأت أميز مكانه فإذا هو نسخة في المكان والسيارة من صاحبنا الأول فعزمت على أنهما صحبٌ متجاورين , فلما وصلت خرج من خيمته , فإذا به صاحبنا الأول بشكله وهيئته , استغربت واستنكرت وتعوذت من الشيطان يتمثل بما يشاء , فبادرني : هاه وش رجعكك ؟!! قلت : أنت رفيقي الاول وش جابك ؟ قال : تجين لمحللي وتقول وش جابك ؟ انت اللي رحت وحاوطت مع الجهه الثانية وعوّدت جاي عندي , قلت : إيه يالله أجل امان الله , واعطيته مؤخرة السيارة متسائلاً مستنكرًا مالذي جعلني أرجع إليه , أم هو الذي سبقني وحلّ بطريقي ؟!! , موليًا نحو الصداوي التي طال انتظارها وبعُد بلوغها , وبعد فترةٍ ليست بتلكـ الطويلة إذا بلمبة كتلكـ وتلكـ , ولكن في جهةٍ أخرى , جلست أتلفّت علّي أشاهد ضوء الأولى أو شعاع الثانية فأعزم على المضي ولا أهاب الإقدام , ولكن لم أرى شي , ولكن قلت : لعل في الثالثة ما يثبت الحظ ويجلب السعد , فاتكلت على الله وعزمت على المضي , وما هي إلا لحظات , حتى بان الحق وانجلى الأمر حين اقتربت وميزت السيارة والخيمة وإذا هو قائمٌ يترقبني ويتحين وصولي , أوقفت سيارتي بعيدًا عنه , ولا يمنعه من أن يسمع المناجاة ويُسمعني إن أراد , بدأت أتمتم بآية الكرسي والمعوذتين وألحق بهن الآذان , تمتمةً وترديدًا لا يغفلني عن متابعة نجواه وما يقول , وكل ذلك خشيةً ورهبة , قال لي: ترى راسكـ مستدير ولا انت واصل وانت بها الحاله , وقف سيارتك ونم اهنيا وإلى أصبحنا مشيت قدامك وأوصلتك , تبدلٌ جديد ومحسوبٌ له , يعوض مانقص ويسد ماغاب من القيام بالواجب ولو لجزء يسير , جعلني أتجرأ لأقول : الله يرحم أبوك وش سالفتي معك ؟! قال : انت دايخ وراسك مستدير تروح هناك ويؤشر بيده ثم تغرك اللمبه وتنحرها جاي , وترى حالك صعبه وقف سيارتك ونم والصبح أو ديك , قلت : لا الله يجزاك خير لا زم أوصل بها الليل , بس الله يعافيك وين الدرب اللي يوصلن , وطفّ لنبك علشان ماتغرن , قال : أشّر بيده وقال , هذا دربك لا تزل يمين ولا شمال , وهذاني ابطفي اللمبه , رحلت من عنده بعد أن أطفأها , مشيت وأنا مابين مصدق ومكذب أتمعن مقوله , وأتمتم بـ : راسي استدار إلى درجة إني أعود إلى مكانه ثلاث مرات ؟! وأضيف مستغربًا ومستنكرًا هل يعقل أنه لا ماء معه فأعذره , أم هو الشح ورداءة النفس فأسلم أمره إلى خالقه , اتجهت إلى حيث يشير ولكن : هول المصاب وصدمة شبحٍ أينما وجهت فهو لي ملاق , هكذا ظننت وقد أكون علّةً لن يرحل دون استئصال , ( بنظره طبعًا ) جعلني أغفل عن الاستطلاع وتراءي القرية أو تحري الاتصال , بل بقيت أتوجسه ينبت أمامي فيصدمني , أو حتى يفاجئني داخل سيارتي ويطبط على ظهري قائلاً : يالحبيب وين تبي ؟! كل هذا جعلني اقفل الأبواب عندما وقفت لتبريد الحرارة , غيبتني تلكـ اللحظات والتجاذب والصراعات , حتى بدأت أشاهد أضواء تشع في السماء وتنادي , هلمّ يامن أطلت الغياب , اقترب يامن أظناكـ البعاد , فأرد بـ تعبت الفراق ومالي سواكـ قرية فتعاليَ , جودي عليّ بنصف الطريق أكن , شاكرًا لكـ المسعى ومقدرا , لاحظت أضواءً تنبي عن حياة قائمة ولكن لم أشاهد الأنوار بعد , حاولت إجراء الاتصال ولم يحلُل بعد , أردت النزول لمركز الاستطلاع ( فوق الحوض ) ولكن خشِيت النزول ورهبت الشبح أو أحد أعوانه , أقترب للقرية كحبو سلحفاة بل هو دبيب نملة , عينٌ لاتبرح الحرارة وعينٌ تراعي إرسال الجوال وتنتظره حتى جاء الفرج وحلّت كتبة ALJAWAL وذلكـ عند الساعة الثانية عشر تقريبا , فلم أصدق خبرًا وأجري الإتصال على أبي عبدالله الذي عاجلني : وييييين أنت الله يـ .... الدببه ؟! ما خلينا ولا شارع ولا بيت ما دخلناه ؟ ( مايدلون الاستراحة ويتصورونني نائم ) قصصت عليهم الخبر فعزموا على القدوم وملاقاتي بعد الاطمئنان على صحتي وحالي عبر الجوال , ( خشية أن تكون الوالدة نائمة ) اتصلت على إحدى الأخوات لكوني ألتمس مدى إحساس الوالدة من حدوث المكروه , ولكن حمدًا لله تم تطمينها من قبلِ الأخوات بأنه كاشت ولا إرسال حواليه , وأنا في تلكم الحال أنتظر وصولي للقرية التي أحسها تبتعد كل ما أقرّب , طرأ لي أن أجرب أتصل على حماة أمن الطرق ومن هم في خدمة المواطن أولًا بأول , فاتصلت بـ 996 , بعد تكرار المحاولة إثر عدم الرد , : - السلام عليكم , - هو : عليكم السلام , - أنا : أخوي أنا من الصبح ضايع في البر , انقلبت وحالتي حالة , توني طالع للإرسال أبيكم تجون تنقذوني وتشوفون لي حل , - هو : وين موقعك , - أنا : والله يا خوي أنا متجه للصداوي ولا وصلتها إلى الحين , - هو :طيب وين مكانك بالضبط , - أنا : بالضبط والله ما أدري , - هو : معك عائلة , - أنا : لا , - هو : تبانا نظيع معك أنت ؟!! , - أنا : طيب إذا أنتم ماطلعتوا ولا أنقذتوني منهو اللي ينقذني أجل ؟! , - هو : والله ما أدري عنك , مانتب تقول الصداوي حولك ؟! - أنا : إلا , - هو : دق على شرطة الصداوي جرّب ؟! , أخذت منه الرقم ودقيت عليهم , عرفتهم بنفسي , فهبوا للنجدة , مستلم البلاغ سألني : الصدواي عنك غرب والا شرق والا وين ؟ قلت : والله الظاهر إنه شمال , قال : خلاص هذانا طالعين لك , لم أتوقف عن المشي بل ظللت بعد أنا تنخفظ الحرارة عن ال H , أواصل المسير حتى ترتفع ومن ثم أقف , وهكذا , في انتظار اتصال أصدقائي أو رؤية ( سفتي أو أنوار جيب الشرطة ) اقتربت للقرية شيئًا فشيئا بدأت أميز أنوار الشارع , ولكن لم أصل وصولًا أشاهد من خلاله المنازل , أتذكر في هذه اللحظات تلقيت العديد من الاتصالات منها من يريد السلام والسؤال عن الحال , ولم لم آتي للديرة هذا الأسبوع >> فقيده ! وجميعهم أتكتم على الخبر تكتمًا أثار استغرابهم فيما بعد , كيف تتكتم وأنت بتلكـ الحال دون أن نحس أو نلحظ على صوتكـ أو كلامكـ , حتى جاء اتصال صديقي الصدوق فاغرُ الفاه ومقبب الهامة ( الصاطور ) ابوسامي فدار الحديث التالي : ـ وراكـ ماتوقف الله ..... الدببه ماتشوفن أكبس لكـ ؟! أنا لا شعوريًا التفت ورائي ولا أعلم الداعي أو المغيب للوعي , عدت إلى الرشد , فقلت : آآآآآقف , وين ؟! يقاطعني : أو ماهب أنت الله ياخذ ابليسك فلان ( شايب من الديرة يشبه سيارتي ) الاحقه من أمس أحسبه أنت , حز في خاطري كلامه وعزمت على إخباره بعد ما أخذت العهد والأيمان أن لا يخبر أحد , فأخبرته بالخبر من طأطأ إلين تلعينه ! فقال : يالدب لا تفاءل على روحكـ يا مهبول , حلفت له بأنه الجاري , فعزم على القدوم ليطمئن على حالي ويلتمس احتياجي , رفضت وأخبرته أن أبا شوق وأبا عبدالله موجودين وأنا بخير ولا لزوم لقدومه , مضى على اتصالي على الشرطة قرابة الساعة ولا حس ولا أثر , اتصلت عليهم , يا أخوي أنا اللي قالب وين ماطلعتوا لي , قال : إلا طالع له قريب الساعة خذ رقمه تفاهم معاه يمكن ضيعك , الآن قربت للصداوي وبدأت أشاهد العمائر , وأميز خزان الماء أمامي , اتصلت به فإذا أنا موصّف له الجهه المقابلة , وماهي سوى لحظات حتى وصل ويتبعه الشباب الذين منعتهم سيارتهم من المجازفة والدخول وأبيت عليهم خشية تتويههم , اطمأن الجميع وتحمدوا لي على السلامة , ركبت مع الشرطي للبحث عن ناقلة ( سطحة ) تنقل سيارتي , مباشرة اتجه لبيت أحد سواقين السطحات وصحاه من النوم بطرق باب بيته , وعرفّه بي ودلّه على مكان السيارة بأنه قرب الخزان , ورجع بي بعد أن أوصى أحد رجال المرور بالحفر ليجهز ورقة إصلاح وتصريح لحملها على السطحة , ( جزاه الله كل خير رجل الشرطة نسيت اسمه وعائلته , حقيقةً لم يقصر معي ) , أمَّنت وأمِنت عليها مع صاحب السطحة وسجلت رقمي ورقمه , وركبت مع العيال , بعد أن نلت العديد من التعليقات وحصلت على بعض الشتائم عفا الله عنهم , انطلقنا إلى الحفر عند الساعة الواحدة والنصف تقريبًا , استقريت في المقعد الخلفي فلما استأمنت وأمنت أحسست بالتعب والأرق ومختلف الآلام منها ما أحسه قاصمٌ لظهري وموجعن لكتفي , فألزموني الشباب بالذهاب إلى مستشفى الملكـ خالد , للإطمئنان لا أكثر , دخلنا المستشفى وأثناء التردد بين أشعةٍ وشاش , ومن تحاليلٍ ومطهرات , إذا بالصديق العزيز , ابووليد يتصل بك !! - السلام عليكم - وعليكم السلام - وينك ؟ - كاشت بالحفر ماجيت , - وينك ؟!! - بالبيت ماتوحي ؟! - وينك يادب يابن اللذين ؟! أنا مع ابوسامي ودخلنا الحفر , وين نروح نلقاكم ؟! - وصفت لهم المستشفى , فقلبوها ضحك وشماته وكأنهم لم يصدقوا الخبر , ( كم أنا أحبكم وبفضلٍ كبيرٍ أدين لكم , وكم لكم من معزةٍ لو فاضت لمزجت بحرًا أجاجًا لعذبٍ قراح ) خرجنا من المستشفى ولله الحمد سالمين سوى من بعض الفائف والعرج اليسير , إلى موعدنا مع رجل المرور , ومن ثم إلى البيت لنجعلها سهرةً إلى صلاة الفجر , وبعدها صفرةٍ إلى الظهر , ومن ثمّ رحلة استجمام إلى الكويت وفيها صادفنا عيد التحرير والمسيرة وما بها من رغوة وطشاطيش , جعلتني لا أنسى التاريخ وموعده , ( حمى الله الجميع من كل مكروه , وأجرى عليكم الخير وأدام ستره وأضفى عليكم السلامة والوقاية ) وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , 000 * كتبت هذا اليوم الحافل وهذه المعاناة : - نزولاً وتلبيةً لطلب من سمعها من الأصدقاء , - توثيقًا لذلكـ اليوم , -لكوني أراها فرصةً سانحة لأشكر من هم للشكر أهل , وأثني على من يستحقون الثناء بدايةً من والد حبيب السالمي وحبيب وأهلهم ورعاتهم , الذين أدين لهم بفضلٍ كبير بعد الله تعالى , اسأل الله أن يجمعني بهم وأن يقدرني على رد شيئًا من جميلهم , - الشكر والثناء موصولاً للأصدقاء الأعزاء والكرام النبلاء , على وقفتهم وتعنيهم من أجلي , - كتبتها عبرةً ودرسًا لحي القلب وحاظر الفكر عليكـ الاستعداد والتهيؤ بمتطلبات البر من قارمن وماء وبنزين ونحوه وأن لا تستكين لدلولة رأسكـ ولا تأخذكـ الثقة العمياء التي تهلككـ وتفنيكـ , - إن كان في إحسانكـ إلى الناس تستعبد قلوبهم في زمن الرخاء , فكيف سيؤدي الإحسان في زمن الفاقة والإضطرار , 000 |