مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 17/02/2010, 09:10 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Fahad Al Sudais
Fahad Al Sudais Fahad Al Sudais غير متواجد حالياً
مشرف سابق في منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 21/02/2008
المكان: مدريــدي / ارسنــالي
مشاركات: 13,119
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاهـ

استهلال

بين الحين والآخر.. تتوق العين شوقاً لدمعة يمتزج فيها الفخر بالحزن

وتتساءل الرئتين عن هواء يحمل بين نسماته تلك الروحانية العاطرة

ويتيه الفكر عامداً متعمّداً في استشعار عظمة ذلك التاريخ المجيد والمعنون بـ ابن الخطاب

فكانت هذه النفحات البسيطة ... لرجل أقل مايقال عنه أنه ( مفخرة )

.
.

الــفــاروق


( يامحمد.. استبشر أهل السماء بإسلام عمر ) جبريل عليه السلام

قال سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم :

(( إن الله سبحانه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )) رواه الترمذي

وقال عليه افضل الصلاة واتم التسليم :

(( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب )) رواه الترمذي

وقال صلى الله عليه وسلم :

(( بينما انا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ، منها مايبلغ الثدي ومنها مايبلغ اسفل من ذلك، وعرض عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميصٌ يجرّه ))... قيل : فما أوّلته يارسول الله ؟؟ .. قال (( الدِّين )) رواه البخاري

وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم :

( بينما انا نائم إذ أتيت بقدح لبن.. فشربت منه حتى إنّي لأرى الري يجري في اظفاري.. ثم اعطيت فضلي عمر بن الخطاب ))... قيل : فما أوّلته يارسول الله ؟... قال (( العِلم )) رواه الترمذي

وقال خير البريّة صلوات الله وسلامه عليه :

(( اللهم أيّد الاسلام بعمر )) رواه احمد

هو الفاروق..


هو من اعطى للهيبة قيمة في تاريخ الأمة الاسلامية

وهو من اعطى للعدل ابعاداً لايستطيع ان يصلها غيره

وهو من جعل الأفئدة تبكيه حزناً بعد كل تلك القرون

هو الفاروق..

الذي طرد اليهود من جزيرة العرب

وهو الذي ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم

وهو الذي قال (( ان ضلّت بغلة في العراق خفت ان يسألني الله : لِم لَم تمهد لها الطريق ياعمر ؟ ))

هو الفاروق..

الذي علم ان امرأة تغلي الحجر للتلهي اولادها حتى يناموا بعد ان أعياها الفقر

فذهب يحمل لها الغذاء على ظهره.. فصادفه من الناس من قال له : احمل عنك يا امير المؤمنين ؟

فزجره الفاروق قائلاً (( أتحمل عني وزري يوم القيامة ؟؟ ))

فأكمل طريقه وأطعم الأم واطفالها وهو يبكي

هو الفاروق..

الذي جاء إليه وفد من كسرى بعد ان امرهم ان ينظروا كيف يعيش وكيف يتعامل مع شعبه.. فدخلوا المدينة يتساءلون عن قصر عمر.. فضحك احد الصحابة وسار بهم حتى وصل الى بيته وقال : أترون هذا البيت الطيني الذي يغطيه جلد الماعز حتى لايسقط المطر فينهدم على رأس صاحبه وأولاده ؟؟ هذا هو قصر عمر !!

فطرقوا الباب ففتح لهم عبدالله بن عمر رضي الله عنه.. فسألوه عن أبيه.. فأخذهم عبدالله الى نخل المدينة حتى وصلوا الى رجل نائم تحت احدها وقد توسّد يده اليسرى ووضع اليمنى على وجهه لتحميه من أشعة الشمس.. ذاك هو عمر.. فكانت المقولة الشهيرة (( عدلت فأمنت فنمت ياعمر ))

هو الفاروق..

الذي خرج الى بيت المقدس ومعه غلام وراحلة واحدة

ثم قال لغلامه ( نحن اثنان والراحلة واحدة.. فإن ركبت انا ومشيت انت ظلمتك.. وإن ركبت انت ومشيت انا ظلمتني.. وان ركبنا الاثنين قصمنا ظهر البعير.. فلنقتسم الطريق مثالثة )

وعندما وصلوا الى بيت المقدس قال للغلام ( جاء دورك فاركب ).. قال الغلام : يا امير المؤمنين لاتنزلن ولا اركبن.. فإنا مقبلون على مدينة فيها مدنية وحضارة وفيها الخيول المطهمة المسرجة والعربات المذهبة فإن دخلنا على هذه الصورة انا راكب وامير المؤمنين آخذ بمقودها هزأوا وسخروا من امرنا وقد يؤثر ذلك في نصرنا !!

قال عمر ( دورك.. لو كان الدور دوري مانزلت وما ركبت.. أمّا والدور دورك فوالله لأنزلن ولتركبن )

هو الفاروق..

هو الذي قال عنه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :

(( لمّا اسلم عمر كان الاسلام كالرجل المقبل، لايزداد الا قرباً

فلمّا قتل عمر كان الاسلام كالرجل المدبر.. لايزداد الا بعداً ))

وقال عنه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :

(( لما مات عمر ذهب تسعة اعشار العلم ))

وقال عنه انس بن مالك رضي الله عنه :

(( رأيت بين كتفي عمر اربع رِقاعٍ في قميصه ))

هو الفاروق..

الذي خرج في وقت الهجرة عندما كان المسلمون يخرجون سرّاً

خرج مجاهراً ومتحدّياً لعتاولة قريش صادحاً بأعلى صوته :

(( من أراد ان تثكله أمّه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ))

الله اكبر.. كم أعشقك ايها الفاروق

الله اكبر.. كم أتوق شوقاً لـ لقياك

اللهم ياسميع ياعليم.. ياذا العزّة والانتقام.. ياجبار السموات والارض

اللهم عليك بكل من يتجرّأ على عمر.. اللهم جمّد الدم في عروقهم.. وزلزل الارض من تحت اقدامهم

.

.

خاتمة

اللهم احشرني مع عمر.. ياذا الجلال والإكرام
اضافة رد مع اقتباس