مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 15/12/2009, 03:43 PM
محمد ال داود محمد ال داود غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 14/03/2009
مشاركات: 106
Post " أنا" و "ياسر" و " الإمام الشافعي"!!

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أتابع لقاء الهلال والاتفاق وعند ولوج الهدف الأول برأسية من ياسر القحطاني صفقت كثيرا عند الهدف وصفقت أكثر لما رأيت أن ياسر هو المحرز له ثم صفقت أكثر وأكثر لأن ياسر أخرج من جعبته سهماً ورماه ...
أحد المشغوفين بعمق حتى الطبقة الداكنة من الزرقة علق على ردة فعلي هذه بقوله: " كن ودك تطبل له والهدف عادي"!!!
توقفت عند حديثه ولم أشأ أن أجيب وقت المباراة عليه أو أدخل في نقاش مطول ما دام بوسعي الرد بمنطق موجز سيساندني فيه الإمام الشافعي رحمه الله رحمة واسعة بشعره:

لا خير في حشو الكلام ... إذا اهتديت إلى عيونه
والصمت أجمل بالفتى ... من منطق في غير حينه


نعم أفرح وأسعد بهدف ياسر أكثر من غيره وكثير مثلي!! لكن الأمر قد يكون مختلفاً بالنسبة لي!! إذا أن فرحي بهدف ياسر أكثر من غيره ليس من جراء الإعجاب الأعمى بكارزما هذا اللاعب وذياع صيته ولا من عتب أو غضب ثمرته أن أتعامل مع أهدافه ببرود أو كأهداف غيره:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا

فالاتزان يجب أن يكون مطلب دائم فلا رضا يعمي ولا سخط يزري.

التعامل مع ياسر ونتاج ياسر لا يعتمد على ذاتية ياسر المحدودة وحسب بل على ما يمثله ياسر من منظور موضوعي وعام.ياسر يا كرام موهوب وهو يمثل الموهبة في أبدع صورها لكن دعونا نأخذ الأمر بشكل علمي ودقيق ونعطي تعريفاً للموهوب: الموهوب هو الشخص الذي (يوجد لديه استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع وبخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الإبتكاري والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الخاصة) وهذا التعريف هو المعتمد محليا من وزارة التربية والتعليم بعد أن قدمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.

ما يهمني هنا بشكل كبير هو قولهم في تعريف الموهوب أن الموهوب لديه "استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميز" وهذا ما يجعلنا نعي أن هذه الاستعدادات والقدرات قد تتجلى وتبرز بالأداء المتميز وقد تمر بحالة من الخفوت تكون فيها هذه القدرات كامنة غير ظاهرة لسبب أو لأخر مما يدفع البعض منا في هذه الفترة إلى القسوة في التعامل مع هذا الموهوب نقداً لدرجة التجريح سواء كان ياسر أو غيره.

الموهوب يا كرام كالألماس البراق قد تأتي عليه الرياح بذرات من الغبار فتحجب شيئاً من بريقه لكن ذات الرياح يوماً ما ستأتي بقطر من الماء يزيح ذرات الغبار فيعود بريقه متجلياً في عين الرائي, والبيئة الهلالية السليمة بها الأجواء المناسبة لتحويل الرياح المغبرة إلى رياح ممطرة فلا تستعجلوا إذ تلكم تقلبات الأيام ودوراتها, وسنة الحياة التغير والتقلب, ونحن مع الموهبة الياسرية لا نقول إلا كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:

والبدر لولا أفول منه ما نظرت ... إليه في كل حين عين مرتقب
ثم إن هناك أمراً خطيراً يتناول في النقد ويحصر النقد فيه لاسيما مع ياسر الموهبة وهو أمر التهديف. إن التعرض لياسر في هذه المرحلة الهلالية بالذات يحتاج لفهم كروي صريح يجمع ما بين سياسة لعب الفريق, وخطة لعبه في كل مباراة, والأدوار المحددة المكلف بها اللاعبون من المدرب, وعدد اللاعبين في كل خط من الخطوط, وظرف المباراة, بمعنى آخر الفلسفة الكروية للفريق بكل ما احتوته هذه الفلسفة دون حصر مفهوم بروز موهبة اللاعب في سبب وحيد كالتهديف من غير التنبه إلى أن موهبة اللاعب قد تبرز فيما يخدم الفريق ككل لا المكاسب الفردية وحدها. ولعمري إن حصر مفهوم بروز الموهبة في سبب وحيد ما هو إلا دالة على ضيق في الأفق قد تدفع ياسرنا إلى قول ما قاله الشافعي رحمه الله:

أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا ... حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب

هذا التقلب في المستوى متوقع من أي لاعب موهوب... أتذكرون سامي قاطف البطولات غيابه وحضوره, وأقرب من ذلك الشلهوب الموهوب الذي طالبه البعض بامتعاض أن يترجل فعاد والعود أحمد, وها هو ياسر يعاود سرد القصة ذاتها ويقول ما قاله صاحباه من قبله:

ما همتي إلا مطالبة العلى ... خلق الزمان وهمتي لم تخلق
فالمسألة مسألة وقت بإذن الله وسيعاود القناص رمي سهام جعبته والرجاء في الله عز وجل والتوفيق منه قبل كل شيء:

صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا ... من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ... ومن رجاه يكون حيث رجا


ثمة أمر أخر هنا لابد من التنبه له وهو أن ياسر كان محل إجماع لدى الأطياف كلها بأنه موهبة كروية لكن ما إن رأى البعض تغيراً في مستوى ياسر حتى تنفسوا بحقد مكنون ونفثوا بسم لو أبقوه في جوفهم لهلكوا وهي فرصة حاسد عرته فلا نخدع بذلك لأن نقدهم لا يعدو أن يكون تمني زوال هذه النعمة:

وداريت كل الناس لكن حاسدي ... مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة ... إذا كان لا يرضيه إلا زوالها


ومع ذلك كله فلابد أن يأخذ ياسر بزمام القوة والعزيمة في ميادين الجد حتى يبقى في القمة:

بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد ... أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً ... يغوص البحر من طلب أللآلي



شوارد:
- الكلاسيكو الهلالي × الاتحادي كان أحادي الجانب أي هلالي × هلالي
- الرد الإداري الهلالي بعد مباراة الاتحاد قمة في الذوق والرقي ودرس مجاني في التعامل مع الفوز للمنتشين بالتعادل
- رائع جداً التصميم والوعي الإداري الهلالي بالمرحلة المقبلة الحاسمة
- فريق يحضر شوط ويغيب الشوط الآخر لا يعتمد عليه ... يا فريق الهلال الأولمبي هل هي هفوة أمام الجار؟؟!!!
- أسامه هوساوي ... تيقن أنك مفخرة للدوري السعودي فواصل العطاء

محمد آل داود