مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 05/12/2009, 09:49 AM
رمز الكلمة رمز الكلمة غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 19/07/2009
المكان: الرياض
مشاركات: 1,315
حقيقة الموت ...!!!

حقيقة الموت

قال تعالى: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) [التغابن 7].
وقال تعالى: (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم* قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) [يس 78-79].

الموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال، وتنقطع التوبة والإمهال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} [الترمذي وابن ماجة].

والموت من أعظم المصائب وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: (فأصابتكم مصيبة الموت) [المائدة 106] فإذا كان العبد طائعاً ونزل به الموت ندم أن لا يكون ازداد من الأعمال الصالحة، وإذا كان العبد مسيئاً ندم على التفريط وتمنى العودة إلى دار الدنيا، ليتوب إلى الله تعالى، ويبدأ العمل الصالح من جديد قال تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون* لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) [المؤمنون 99-100].

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله! من أكيس الناس وأحزم الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم: {أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة} [الطبراني وحسنه المنذري].

ومن فوائد ذكر الموت أنه…
يحث على الاستعداد للموت قبل نزوله.
ويقصّر الأمل في طول البقاء, وطول الأمل أعظم أسباب الغفلة.
ويزهد في الدنيا ويُرضّى بالقليل منها، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال: {أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعّه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه} [صحيح الجامع ج1/1211].
ويُرغب في الآخرة ويدعو إلى الطاعة.
ويُهوّن على العبد مصائب الدنيا.
ويمنع البطر والتوسع في لذات الدنيا.
ويحث على التوبة واستدراك ما فات.
ويرقق القلوب ويدمع الأعين، ويلهب باعث الدين ويطرد باعث الهوى.
ويدعو إلى التواضع وترك الكبر والظلم.
ويدعو إلى مسامحة الإخوان وقبول أعذارهم.

أنفاس معدودة…
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط، فقال صلى الله عليه وسلم: {هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به (أو قد أحاط به) وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا} [رواه البخاري].

وقال القرطبي: {وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم، ولا مرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك}.

قال التميمي: {شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى}.
وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يجمع العلماء فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة.

قال الدقاق: {من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة}.

وقال الحسن: {إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عيشاً لا موت فيه}.
وقال: {إن قوما ألهتهم الأماني بالمغفرة، حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي، وكذب، ولو أحسن الظن لأحسن العمل ثم تلا قوله تعالى: (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) [فصلت 23].

وقال سعيد بن جبير: {الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة}.

ومن الأسباب الباعثة على ذكر الموت…
1- زيارة القبور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة} [أحمد وأبو داود وصححه الألباني].
2- زيارة مغاسل الأموات ورؤية الموتى حين يغسلون.
3- مشاهدة المحتضرين وهم يعانون سكرات الموت وتلقينهم الشهادة.
4- تشييع الجنائز والصلاة عليها وحضور دفنها للرجال.
5- تلاوة القرآن ولا سيما الآيات التي تذكر بالموت وسكراته كقوله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق) [ق 19].
6- الشيب والمرض، فإنهما من نذر الموت إلى العباد.
7- المظاهر الكونية التي يحدثها الله تعالى تذكيراً لعباده بالموت والقدوم عليه سبحانه كالزلازل والبراكين والفيضانات والانهيارات الأرضية والعواصف المدمرة.
8- مطالعة أخبار الماضين من الأمم والجماعات التي أفناهم الموت وأبادهم البلى.

كثير من الناس اليوم يتذكرون الموت في حال حضوره أو وقت الدفن أو عند زيارة القبوروهو تذكر لا يلبث أن ينسى ولا يترك أثراً في النفس ولا يحفزها على الاستعداد الحقيقي للموت.
قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) [الكهف 110].
والمؤمن الذي عرف حقيقة الدنيا وأنها دار زوال والآخرة خير وأبقى يكثر من ذكر الموت ويستعد له ولا تشغله الدنيابزخارفها. قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [سورة الحجر آية ٩٩ ].
اللهم اجعلنا من يعرف حقيقة الدنيا والاخرة ومن يستعد للقاء ربه
اللهم احسن خاتمتنا واجعل خير ايامنا يوم لقائك وخير اعمالنا خواتيمها
اللهم امين
اضافة رد مع اقتباس