مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #13  
قديم 14/11/2009, 01:54 PM
f*y*d f*y*d غير متواجد حالياً
موسوعة المجلس العام
تاريخ التسجيل: 25/12/2005
المكان: حيث اجتمع الحب والوفاء ..!
مشاركات: 2,580
دوق فليد يقول بأن الرجل كانَ يعاني من أمراض نفسية أي بمعنى أصح "غير عاقل"
وأظن الحكم في هذه الحالة معروف !

إقتباس
رقـم الفتوى : 74301
عنوان الفتوى : انتحار المريض نفسياً
تاريخ الفتوى : 16 ربيع الثاني 1427 / 15-05-2006
السؤال


انتحر أخي و مات و له 20 سنة, و قد حاول قبل هذه المرة لكن لحقناه و أسعفناه.
لكنني كغيري لم نهتم كثيرا لمحاولته الأولى و لم أفسر له خطورة المسألة و لم أحاول حتى التحدث إليه,لأني أعيش بعيدا عن العائلة,كما أنه لم يكن يوما واضحا مع أحد.كان يعيش دائما حالات نفسية غير طبيعية(كطريقته في الكلام كان دائما متصنعا كما يخلق المشاكل في البيت كما لو كان متعمدا...), لذلك كان مكروها من الكل حتى أني كنت و للأسف أتحاشاه.سؤالي هل المرض النفسي يعد من الجنون؟هل أحمل نفسي المسؤولية لقساوتي معه كبقية أفراد العائلة (فإني كثيرا ما كنت أخبرته أني لا أحبه لأفعاله التي تنفرنا منه )وخاصة أمي التي كانت قساوتها معه فقط لأنها تريد تأديبه؟و ماذا علي فعله؟
جزاكم الله خيرا .

الفتوى




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لأخيك، ولا شك أن القدوم على الانتحار كبيرة عظيمة، فقد قال تعالى : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا { النساء :29 ـــ 30 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا . رواه البخاري ومسلم .

وإذا كان أخوك مصابا بمرض نفسي يجعله غير مدرك لتصرفاته أو غير قادر على التحكم فيها فإنه من الذين رفع عنهم القلم وبالتالي فلا إثم عليه ، وكان عليكم جميعا أن تعالجوا أمره بهدوء وعلاج نفسي عند أهل الاختصاص، ولكن قدر الله وما شاء فعل .

وما دام قصدكم بالقسوة عليه هو تأديبه ورده عن أفعاله الخاطئة فنرجو أن لا يكون عليكم إثم في ذلك . والذي ننصحكم به بعد تقوى الله تعالى هو كثرة الدعاء له والصدقة عنه وأن تكثروا من النوافل وأعمال الخير بعد المحافظة على الفرائض، ونرجو أن تطلعي على الفتوى رقم : 23031 ، وما أحيل عليه فيها .

والله أعلم .

مقاال عن الميت رحمة الله عليه أشارككم به :

انتحار الدكتور
سعد الثقفي

بصرف النظر عن فرضية انتحار الدكتور ناصر الحارثي الآثاري المعروف في جامعة أم القرى من عدمها ، فالأمر متروك لجهات الاختصاص ؛ يفتح سؤال بحجم الكارثة فمه على الواقع الذي يعيشه الأستاذ الجامعي لدينا ؛هل انتحر الدكتور بسبب ضائقة مالية عصفت به وهو يبتني منزله؟ فرجل بحجم الدكتور ناصر أفنى عمره في البحث والتحصيل العملي ، فرفد المكتبة العربية بأكثر من ثلاثين كتابا في الآثار ، وعشرات البحوث المرموقة ، ومثّل المملكة كثيرا في مؤتمرات الآثار . ولم يجد الرجل وقتا لتنمية موارده المالية ، فكان في وصيته ما ينبئ عن واقع الأستاذ الجامعي ، فلا منزل يليق به ، ولا بند (سُلفة ) من قبل الجامعة يستطيع أن يشتري أو يبتني به منزلا ويسدد من راتبه. وهكذا تأخذ الجامعة كل جهده ، وهو الذي رفع اسمها عاليا في المحافل العربية ، وجعل من قسم الآثار في جامعة أم القرى خلية نحل بجهد قلّما يتوفر في إنسان. وماذا كانت النتيجة ! لا شيء ألبتة ، فمصيره إما إلى التقاعد حيث يخرج من بوابة الجامعة كما دخلها أول مرة ، أو الموت ، أو الطريق الأصعب الذي اختاره الدكتور وهو الانتحار – إذا ثبتت فرضية الانتحار _ دون أن نجد ما يشفع للجامعة ما يمكن أن نعتبره من باب رد الجميل له ولأمثاله من النوابغ في جامعاتنا .

لعل هذه الحادثة ، وما جاء في حيثيات وصية الراحل ، ما يجعل القائمون على الأمر في الجامعات ومن في حكمها من مؤسساتنا التربوية تعيد النظر في التعامل مع منسوبيها من حيث توفير السكن المناسب لهم ، وإحداث بند تسليف لهم بدلا من لعنة البنوك التي لا ترحم .

رحم الله دكتور ناصر ، فقد كان علما من أعلام بلادنا ، وأنتظر كغيري من أصدقائه ومحبيه تكريمه ليس من قبل جامعة أم القرى فحسب ؛ ولكن من أعلى المستويات . فإذا لم ينل التكريم وهو حيا ، فجريا على عادتنا الممقوتة ، هل نكرمه بعد أن غادرنا بفاجعة ، ووصية تدمي القلوب !!


جزاك الله خير دوق فليثد ..