
12/11/2009, 01:15 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 09/04/2007 المكان: , , , , ,
مشاركات: 1,902
| |
أخي القلب الازرق أعلم المقصد من موضوعكـ وإلى ماذا ترموا ولذا سأكتفي بإيراد حادثة في زمن الأخيار وسيد الاخيار رسولنا صلى الله عليه وسلم , تدعم موضوعكـ وتثبت موقف ديننا الحنيف من الحب العفيف : قصة بريرة الصحابية الجليلة رضي الله عنها...
كانت أمة تخدم أمنا عائشة رضي الله عنها فأعتقتها الصديقة العتيقة وكانت بريرة متزوجة لعبد اسمه مغيث وأم أولاده رضي الله عنه ولما عتقت أصبحت حرة فلها حق الاختيار في عقد نكاحها مع زوجها الذي لازال عبداً فخيرت واختارت الفراق ...!!!!
روى البخاري رحمه الله عن عائشة رضيَ الله عنها قالت: «اشتريتُ بَريرةَ فاشترط أهلها ولاءها، فذكرَتْ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أعتقيها فإنَّ الولاء لمن أعطى الورق. قالت فأعتَقتها، قالت: فدعاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فخيرها من زوجها فقالت: لو أعطاني كذا وكذا ما بت عندَهُ، فاختارتْ نفسها».
لقد تألم زوجها لعدم رغبتها فيه فكان يمشي خلفها ...ويبكي حباً لها...!!!
روى البخاري عن ابن عباس قال: ذاكَ مُغِيثٌ عبدُ بَني فلان ـ يَعني زوجَ بَريرةَ ـ كأني أنظر إليه يتبعها في سِكك المدِينة يبكي عليها....!!
وفي رواية أخرى عند البخاري رحمه الله عن ابن عباس «أنَّ زوجَ بريرةَ كان عبداً يُقال له مُغِيث، كأني أنظرُ إليه يَطوف خلْفَها يبكي ودُموعه تسيل على لِحيَتِهِ؛ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعباسٍ: يا عباسُ ألا تعجبُ من حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، ومن بُغضِ بريرةَ مُغيثاً) .
لقد تحرك المجتمع المدني ...وعلى رأسهم أرحم نبي صلى الله عليه وسلم ...!!
كل ذلك بسبب اختيار ورأي لمرأة سوداء.... كانت بالأمس أمة من الإماء...!!!
فمشاهدت النبي صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة...لدموع هذا المحب...!!!
حركت عواطفه ومشاعره صلى الله عليه وسلم فتقدم شافعاً له.. لتعود إليه..!!
فشفع النبي صلى الله عليه وسلم فيه.............. فردت شفاعته..!!!
قال البخاري رحمه الله : (باب شفاعة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في زوج بَرِيرةَ )
( قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لو راجعتِهِ. قالت: يا رسولَ الله تأمُرُني؟ قال: إنما أنا أشْفَع، قالت: لا حَاجَةَ لي فيه...!!!)
وجاء عند أحمد رحمه الله من حديث ابن عباس قال : ( لمّا خُيِّرت بريرة رأيت زوجها يتبعها في سكك المدينة ودموعه تسيل على لحيته ، فكلّم العباس ليكلّم فيه النبي صلى الله عليه وسلم لبريرة إنه زوجك ، فقالت : تأمرني به يا رسول الله قال : إنما أنا شافع قال : فخيّرها فاختارت نفسها ، وكان عبداً لآل المغيرة ، يقال له : مغيث ) وزاد ابن ماجه : ( فإنه أبو ولدك ...!!!)
وعند ابن مسعود من مرسل ابن سيرين بسند صحيح فقالت: يا رسول الله، أشيء واجب على قال: لا )
أي أقول ذلك على سبيل الشفاعة له والرحمة به..
لا على سبيل الحتم عليك وإلزامك به...
قال ابن القيم رحمه الله : (وردَّت بريرةُ شفاعتَه في مراجعتها مُغيثاً ، فلم يغضب عليها، ولا عَتِبَ، وهو الأسوة والقدوة،) صلى الله عليه وسلم . في هذه القصة دروس وعبر من ضمنها أن سيد البشر لم ينكر على مغيث حبه لبريره بل ولا على إظهار ذلكم الحب في الشوارع , هذا ديننا وذلكـم المشرع والمقرر له من قبل الله تعالى , عليه أفضل الصلاة والسلام . 000 |