مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 24/10/2009, 02:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ جليس الساحة
جليس الساحة جليس الساحة غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 18/04/2004
مشاركات: 148
بعدما عَلِمَ بهذا الشي قرر فوراً. يا سعادته.







شاب جاءه اتصال من مجموعة من أصدقاءه وكل منهم يقول له لزوووم تذهب معنا


وكان مقصدهم لمكان يعرفونه، المهم أن الشاب أصابه التردد كثيراً في أتخاذ الأمر، كان بحق خائفاً من الذهاب معهم لذلك المكان، لكنه تذكّر أن قريب له قد ذهب لذلك المكان نفسه الذي سيقصده أصدقاءه


فقام فوراً بالاتصال عليه وسؤاله عن أحوال ذلك المكان، فقام قريبه بطمأنته وهدّأ من روعه وقال له:

أعرف أن سبب خوفك من الذهاب لذلك المكان هو ما تسمعه من البعض حول ما يحدث هناك من بعض ما يحزن النفس ولكن يا غالي هذا قليل، وهي أشياء تقع من بعض ممن يجهلون واقع ذلك المكان، أما أصدقاءك وأمثالهم فيستحيل إلا أن يشاء الله أن يقع لهم ما وقع لأولائك


ثم أخبره بأمور ارتاحت نفسه معه كثيراً، بعدها أغلق سماعة الهاتف ثم عزم الأمر بالذهاب معهم لذلك المكان، وبالفعل ذهب معهم ومكثوا أياماً قلائل فلما عاد أصبحت نظرته لذلك المكان تختلف اختلافاً كلياً عما كانت عليه قبل الذهاب له، بل أصبح بعدها هو من يتصل بهم وبغيرهم ليرغبهم بالذهاب لذلك المكان قبل فوات الأوان.


انتهت القصة التخيّليّة لكنها تحكي حال الواقع، لكن بقي أن تعرفوا أين هو ذلك المكان والذي غيّر نظرة ذلك الشاب بعدما كان يخشى من الذهاب إليه خوفاً من حصول ما يكره


إن ذلك المكان هو:


-


-



-



-


-


-


-


-


" المشاعر المقدسة "


نعم إننا بصدد ركن من أراكان الإسلام وهو الحج ذلك الركن الخامس، هذا الركن الذي تهفو إليه القلوب المسلمة وتلبي له الأفئدة المؤمنة الموحدة على اختلاف أجناسها وتعدد ألوانها واختلاف قبائلها وأنسابها قائلة: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك مستجيبة لذلك النداء الذي أذّن به أبونا إبراهيم عليه السلام فجاءت قوافل المؤمنين من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق - وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ "" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "".


هذا المنسك العظيم الذي للأسف تقاعس الكثير في أداءه مع استطاعتهم لذلك


البعض ينظر لمن يذهب إليه أنه بين الحياة والموت لما قد يرى أو يسمع ما يحصل عند الجمرات مثلاً وهذا تلبيس إبليس عليه لكي يصدّه عن أداءه حتى يكون على خطر عظيم وهو تركه لأداء هذه الفريضة


وحقيقة أقولها كم يذهب الكثير لأداء هذه المنسك العظيم وهم يفكرون كيف سيكون حالهم هناك، ولكن والله بعد العودة يقولها بكل وضوح وشفافية مطلقة


والله لم أتصوّر أن الحج بهذه السهولة، فقد كان في مخيلتي أشياء ولكنها اندثرت أمام الأمر الواقع


وأصبح بعدها يتشوّق للذهاب مرة أخرى بل مرات أخر


ونحمد الله عز وجل أن قد تيسّرت أمور أداء الحج كثيراً كثيراً وفي كل عام يتيسّر أكثر فقد شاهدتم وشاهد الجميع حج العام الماضي، فجزى الله خيراً كل من كان له يد في تسهيل أمور المسلمين


إنها رسالة إشفاق والله لكل مستطيع ولم يحج حتى الآن تذكر أنك والله على خطر عظيم وعظيم جداً، فلا تعلم متى توافيك المنيّة وقد يكون هذا العام هو آخر عام تدرك فيه الحج


والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر"


وقد وجّه سؤال إلى سماحة الوالد عبدالعزيز بن باز " رحمه الله " جاء فيه:


ما حكم من أخّر الحج بدون عذر وهو قادر عليه ومستطيع؟


من قدر على الحج ولم يحج الفريضة وأخره لغير عذر، فقد أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالحج؛ لقول الله سبحانه: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ. سورة آل عمران آيه 97، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) متفق على صحته، ولقوله صلى الله عليه وسلم، لما سأله جبرائيل عليه السلام عن الإسلام، قال:((أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)) أخرجه مسلم في صحيحه، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والله ولي التوفيق.


فما هو عذرك أمام ملك الملوك يوم أن تقف بين يديه عز وجل


تذّكر الأن خطورة ذلك الأمر جيّداً قبل فوات الأوان ثم الندم بعدها لا فائدة فقد ذهبت الفرصة.
اضافة رد مع اقتباس