مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 20/10/2009, 05:29 PM
ألتيما 2006 ألتيما 2006 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 23/06/2008
المكان: جنوبي{رب أغفر ذنوبي}
مشاركات: 910
جزاك الله خير ياعمر {قصة مبكية}

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية
فأوقفوه أمامه ‏قال عمر: ما هذا
‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
‏قال: أقتلت أباهم ؟
‏قال: نعم قتلته !
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي ،
فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً،
وقع على رأسه فمات...
‏قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام
.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ،
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ،
هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟
كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه -
لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ،
ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..
‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به
السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ،
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ،
فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ،
ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
‏فسكت الناس جميعا ً،
إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،
فكيف يكفلونه ،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على
الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟
ومن يشفع عنده ؟
ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟
فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه ‏وقع في حيرة،
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً
هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ،
وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،
وقال:‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
‏قال عمر : هو قَتْل ،
قال : ولو كان قاتلا!
‏قال: أتعرفه ؟
‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه،
ويُودع ‏أطفاله وأهله ،
وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ،
ليقتص منه لأنه قتل ....
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد،
يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ،
وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ،
قال عمر: أين الرجل ؟
قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ،
وسكت‏الصحابة واجمين ،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله... ‏
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ،
وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ،
لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
‏وقبل الغروب بلحظات ،
وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏ معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ،
ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!
‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!
ها أنا يا أمير المؤمنين ،
تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،
وجئتُ لأُقتل...
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ......

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،

وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته،
وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...
وأنا أقول ختاما‏:جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك
مـــــــــنــــــــقـــــــول
اضافة رد مع اقتباس