| أولاً أحب أشكر الأخ دوق على طرحه المميز وعلى دعوته للقراءة وتغذية العقل والبحث عن الحقيقة ، والشكر موصول كذلك لكل من أثرى الموضوع بالنقاش الحضاري المحترم ، هلالي من أرض اليمن ، والمشاغب ، وبقية الأعضاء ..
أود توضيح موقفي وطرح وجهة نظري البسيطة لكم .. * / بدايةً أختلف مع الأخ دوق فيما ذكره من وجوب فتح الباب على مصراعية بالنسبة للكتب ودعوة الكل للقراءة والإطلاع ، لأني أرى أن الكتب الشاذة قد تعتبر مفيدة لعقول ، ومدمرة لعقول أخرى ، بحسب ثقافة الفرد المطلع وقوة إيمانه وقدرته على التحليل والتدقيق والإختيار ، وأعتقد آسفاً أن أغلب العقول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص مازالت عقولاً لا تستطيع التمييز بين المنطق الصحيح من عدمه ، ولازالت عقولاً تسهل قيادتها بمجرد تصفيف الجمل ، ولعلي أستطيع أن أمثل هذه الحالة بالكثير من الإشكالات التي تواجه مجتمعنا والتي أشبعت نقاشاً مثل قيادة المرأة للسيارة والإنترنت وغيرها الكثير ، فكل هذه المشاكل في الأساس حرمت أو منعت ليس لأصلها وذاتها بل لمستخدميها ، ولعلي أعتقد جازماً بذلك أن أساس هذه المشكلة يكمن في تصدير العلوم والتقنية من مجتمعات متقدمة فكرياً فبالتالي إستطاعت أن تستخدم هذه التكنولوجيا أو الفكرة الإستخدام الأمثل ، بينما تشكل لنا تلك الفكرة أو التقنية صدمة عقلية ، تزود حالة توهاننا الفكري ، وتبعدنا أكثر عن اللحق بركب التطور ..
بمعنى ..
مجتمع تعلم وفهم ، فأنتج السيارة ، فبالتالي أحسن إستخدامها ..
بينما مجتمعنا ..
مجتمع ثري ويغلب عليه الجهل ، إستورد السيارة ، فبالتالي فحط بها وصدم الوراعين ..
وقس على ذلك أيضاً ، كل المخترعات والثقافات والأفكار المتقدمة ، تجدها في الغرب لاتشكل أي مصاعب على مجتمعهم لأنهم هم من أنتجوا فبالتالي هم من يحسن الإستخدام ..
بينما نحن كأمة متخلفة للأسف فإننا لانحسن التصرف في كل ماهو جديد علينا ، ولن يفيد لو أدخلنا مثل هذه الأفكار أو التقنيات لمجتمعنا بدافع تثقيف الناس أو تحسين طريقة عيشهم لأن هذه التقنية أو الفكرة لم تكن وليدة مجتمعنا ، بل وليدة مجتمعات تقدمت علينا فكرياً بمئات السنين ،، */ ثانياً أتفق مع الأخ دوق على أننا يجب أن لانثق في كل مايقال لنا أو نراه ، ومن نفس هذه القاعدة فأنا لن أصدق أي من المصادر التي طرحها الأخ دوق أو من يجاريه من الطرف الآخر ، وسأكتفي بما أراه واقعاً ملموساً ، وهو أن أرض مصر المسلوبة عادت ، والإعتراف بإسرائيل من قبل مصر وجد ، فبالتالي أرى أن ماسمي بالنصر من قبلنا كعرب ، هو أيضاً يسمى بالنصر من قبل الإسرائيليين ، لكن الفرق هو ما أعلن لدينا وما أعلن لديهم ، فالتراب الملموس الذي كسبناه من إسترداد سينا ، خسرنا أضعافه ذهباً تمثل في الإعتراف بإسرائيل كدولة صديقة ، ولمن لمصر أم العرب ... حته وحده .. */ يجب أن ننسى كل ماذكر في هذا الموضوع وكل ما آمنا به وصدقناه من معلومات ذكرت من طرف معارض وآخر مؤيد ، لأن التاريخ يقرأ لإستخلاص العبر والفوائد وليس للنقاش والتحزب ، فهذا لن يزيدنا إلا فرقة وإضعافاً ، فياليتنا نأخذ من هذه المواضيع مايكون وقوداً ندير به عجلة التقدم المسلمة نحو مستقبل أفضل على الأقل للأجيال القادمة ، وتذكروا أن مانمر به الآن من إشكالات في فهم الجديد وإستخداماته قد مرت به أوربا قبلنا ، حينما كانوا مجرد مستوردين لما ينتج المسلمين والعرب من علوم ..
كل التحايا وآسف على الإطالة .. |