
29/09/2009, 04:41 AM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
* قصة سيادة الرئيس : الدولار الأمريكي *
قبل الحرب العالمية الثانية كانت عملات الدول تقيم بما يسمى بـ ( الغطاء الذهبي ) بمعنى بسيط ان قيمة العملة تحددها كمية الذهب المتوفرة لدى الدول في بنوكها المركزية .
قامت الحرب العالمية الثانية واستنزفت الدول العالمية وعلى رأسهم بريطانيا ( التي كانت تسيطر على جل العالم ) مخزون الذهب لديها لتمويل احتياجاتها .. والسبب : ان الذهب في التبادل التجاري بين الدول خاصة في وقت الحروب يحظى بثقة أكبر من العملات الورقية .
اقل الدول تضررا من الحرب العالمية الثانية كانت ( الولايات المتحدة ) حيث لم تتعرض الى دمار حقيقي اذا ما استثنينا فقط ( ميناء بيرل هاربل ) اذا لم يخني الأسم .. بينما الدول العظمى الأخرى ( بريطانيا - فرنسا - اليابان - ايطاليا - روسيا ) ودول اوروبا معهم كانت الحرب قد سوت باوطانهم الأرض .
لم تكن لدى اوروبا خاصة ( الجناح الغربي ) الأمكانيات المادية لبناء أوطانهم من جديد .. هنا تقدمت الولايات المتحدة بمشروع اعادة اعمار تلك الدول لثلاثة أهداف :
1 - بناء دول قوية تكون كخط امامي مباشر للمعسكر الشيوعي ويمكن الاستفادة منهم ايضا في الكوادر الفنية والخبرات في الحقول العلمية والمهنية .
2 - بناء اقتصاديات وعمران دول اوروبا الغربيه قد يساعد دول اوروبا الشرقية وروسيا معهم في التمرد على النظام الشيوعي القائم .. فشتان بين رفاهية المجتمعات الغربيه وتمدنها والدعايات المستمرة حول حقوق الانسان التي يتمتعون بها وبين نظام قمعي لا يعترف بالرفاهية مطلقا الا للنخبة الحزبية الحاكمة .
3 - بسط نفوذ اقتصاديات الولايات المتحدة على اوروبا من خلال شركاتها التي اصبحت بعد ذلك يطلق عليها ( الشركات العابرة للقارات ) .
وافق الأوروبيين على مشروع ( مارشال ) الامريكي في اعادة اعمار القارة العجوز ولكن طرح التساؤل التالي : كيف نقيم عملاتنا دون وجود غطاء من الذهب ؟!!
هنا اجتمعت الولايات المتحدة بهم وتأسس بعد ذلك مجموعة ( البنك الدولي ) واستطاعت امريكا اقناع الدول الاوروبية بتقييم عملتها ( بالدولار الامريكي ) لحين تجاوز الأزمة وبعد ذلك يمكنهم الحصول على الذهب من الولايات المتحدة .. علما ان لم تخني الذاكرة تفيد التقارير ان 90 % من مخزون الذهب العالمي بعد الحرب كان في الولايات المتحدة . ( هنالك فقرة في بروتوكولات حكماء صهيون تشير الى ضرورة امتلاك الذهب العالمي والاعلام ) .. مفارقة غريبة 
بعد سنوات عديدة وقد تحسنت الظروف الاقتصادية والمعيشية في دول اوروبا بدأت ( فرنسا ) المطالبة بالذهب مقابل الدولار الامريكي في بنوكها .. بالعربي ( امريكا طنشت ) استمرت فرنسا على الحاحها مقابل ( رفع السيفون الامريكي ) هنا قلقت بريطانيا وقررت ان تقف بجانب الولايات المتحدة وهكذا فعلت ولحقهما بعد ذلك عدة دول اوروبية !!
هنا وجدت امريكا ان لا بد من المواجهة .. وأجتمعت بهم وافادتهم بلغة عامية : الذهب .. انسوه ( ابوك يا الجحدة ) وامامكم خيارين : اما البقاء على الوضع الحالي او تقييم عملتكم بانفسكم بناء على قدراتكم الاقتصادية ،،،
رفضت الدول العظمي بقاء عملتها في كنف الدولار الامريكي حيث يعد ذلك وفق ( المفهوم السياسي ) فقدان التمتع بالاستقلال التام .. فقررت فك الارتباط بالدولار وتقييم عملاتها بناء على ثقة المتعاملين وامكانيات تلك الدول الاقتصادية .
طبعا حدثت أزمة مالية عالمية وفقد الكثيرين قيمة مدخراتهم والعالم العربي كان جزء من ذلك خاصة ممن كانوا يربطون عملاتهم بالجنيه الاسترليني او الفرنك الفرنسي .
الا ان الدولار لم يفقد مكانته وأهميته للهيمنة الاقتصادية الامريكية على العالم وكذلك لأحتياطات الدول العالمية من الدولار الامريكي في بنوكها المركزية وكذلك لأستثمارات دول العالم في السوق الأمريكي .. بالعربي الدولار الامريكي أهم عملة اصبحت خلال الحقبة الماضية من بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن .
المضحك في الأمر ان ( الدولار الامريكي ) أصبح من أهميته ان دول العالم اجمع بل المواطن الفرد حتى في عالمنا العربي اصبح يهمه الحفاظ على قيمة الدولار وعدم هبوطه الى مستويات متدنية والا كانت الخسارة التي قد يتعرض لها المدخر الامريكي هي نفسها الخسارة التي قد يتعرض لها المخدر في مقديشوا !
بعض الدول تنبهت الى هذه المشكلة خاصة من دول العالم الثالث واصبحت تقيم عملتها بسلة عملات .. هي لم توقف المخاطرة ولكن قللت من أثرها .. ومع ذلك بقى الدولار العملة الرئيسية في كلا الحالتين .
أمريكا الله يهدها .. ما تشوف أحد قدامها 
يعطيكم العافية واتمنى ان تكون المعلومات مفيدة |