بسم الله الرحمن الرحيم
**
سؤالٌ يتردد : هل تشوّه الإسلام بسبب بعض المُخربين ؟
برأيي أن الإسلام لم ولن يحدث له شيء من هذا القبيل , سواءً تشويه صورته أو تحريفه..
فهو جميل وبسيط ولذيذ , وهو الذي يجعلنا سُعداء أو العكس !
فعندما نقوم بما يقتضيه الدين فإننا حينها نُدرك السعادة الحقيقية واللذة الإيمانية الكبيرة التي تعترينا . وعندما نُخالف الشرع و نميل نحو الذنوب والخطايا , فإننا سنكون الأتعس إطلاقاً .
فالإسلام ( مبادئ ) إذا إتبعناها أصبحنا مُسلمين ..
وأول مبدأ هو (الأخلاق) وهي بكل بساطة تعني , بر الوالدين وصلة الرحم والوفاء بالعهود , والصدق والأمانة ..الخ
وتنطوي تحت كل واحدة منها مُتطلبات تختص بها لنُحقق بذلك ( الأخلاق ) التي هي في الحقيقة ما جاء به الدين .
قال حبيبنا المصطفى
( إنما جأت لأُتمم مكارم الأخلاق )
وقال في حديثٍ آخر
( الدين المعاملة )
فنحن يجب أن نستشعر هذا الجانب المُهم في عقيدتنا , فالدين ليس توحيد وفقه وحديث فقط مثلما نتعلمُه في المدارس والجامعات, إنما هو أشمل بكثيرٍ من ذلك ..
فـ التوحيد فيه آداب وأخلاق للرب والإلـه نسوقها بمعنى ( الإيمان ).. اذا خالفناها فهناك كفر أو شرك ونفاق ..
وأما الفقه , ففيه آداب وأخلاق التعامل مع الأشياء بما فيها التعاملات التجارية التي يجب أن نتجنب فيها الـ تزوير , التطفيف , الرشوة , والغش ..الخ
وغيرها من قيم التعامل والذوق الرفيع مع الآخرين ..
وأما
الحديث فهو يُصور لنا حياة نبينا
, التي من واجبنا أن نقتدي بها لا أن نقرأها لمجرد الثقافة والإطلاع .. فضلاً على أنه به إستكمال للأمور الشرعية التي جاءت كخطوط عريضة بالقرآن الكريم , أما الأحاديث النبوية الشريفة تُفصل ذلك وتوضحه .
فديننا بكل ما فيه أجمل من مجرد أحكام دينية فيها حلال وحرام .. كما يفعل البعض !
أتمنى أن نتذوق أنا وأنتم ذلك من خلال أخلاقنا التي هي ديننا .
ولنتذوق لذة
الطاعات و
جمال الصلاة و
روعة العبادات يجب أن يكون بين جنبينا قلبا ً ينبض بالحياة ...
فالأسلام قلب و عقل ...
قلب ينبض بالحب و العطاء و التضحية و السعادة ..
( وليُصبح القلب موضع الرضى والراحة و والسعادة عليه أن يرتبط بالله وحده لا سواه ففي حديث رسولنا الحبيب محمد ( في القلب شعث لا يلمه إلا الله ), فتُصبح العبادات شيئاً يُحبه المؤمن ويشتاقُ اليه , لا امراً مفروضاً عليه مُكرهاً على أداءه , فتجدهُ يقضي أوقاتهُ مُسبحاً مُستغفراً .., قارئاً للقرآن أو مُستمعاً اليه ..
يؤدي ما عليه من الواجبات الدينية بكل حبٍ وإخلاص , لأن قلبه نابضٌ بحب الدين .. ) وعقل يزن الأمور بذكاء و حكمة ...
( فيتبعُ ما جاء في هدي النبوة , ويجعلها مثالاً له , فهو لا يحتاج الى مزيدٍ من العمر حتى يكتشف الحياة ولا أن يتعلم من تجاربها ,
فالله جل جلاله قد أوضح في كتابه الكريم مالم يأتي في ذكر كُتب العالمين ولا في العارفين الأكابر. فهل نستغني عن ذلك التنزيل العظيم ونستبدلهُ بـ أحاديث البشر ؟
فالدين يُوضح لنا مبادئ الحياة , وتسلسل المهام , بل ويُرشدنا الى حسن التصرف عبر منضومة الأخلاق التي وضعها الرب تعالى . )
ديننا يا أحبة , قلبٌ وروح .. وهو فلكٌ آخـر يُضاهي فلكنا المحسوس وأكثر .
**
جُلّ تقديري لهذه القراءة
دمتم أحبتي