مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 18/04/2004, 02:41 PM
ساميووو ساميووو غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 04/08/2003
مشاركات: 545
في رثاء الرنتيسي ، .. والله ليجدن عيسى ابن مريم في هذه الأمة خلفا من حوارييه
الحمد لله القائل {قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} [التوبة: 36]
والقائل: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار} [التوبة: 123]
والقائل جل ثناؤه: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله} [التوبة: 29]
وصلى الله وسلم على النبي المجاهد محمد بن عبد الله القائل كما في مسند الإمام أحمد : "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي. وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري. ومن تشبه بقوم فهو منهم".‏
أما بعد :فـ "إن في الله خلفا من كل هالك، وعوضا من كل تالف، وعزاء من كل مصيبة، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب"
إن مصاب الأمة في مقتل قادتها ليس أمراً حديثا وليد الواقع السياسي فقد رزئت هذه الأمة على مر التاريخ بمقتل قادتها وأمرائها وخيرة رجالها
لكن مقتل القادة دليل على صحة تماسك الجماعة المسلمة ، فإن القائد المجاهد الصادق لا ينأى بنفسه عن خطر الموت والاعتقال ويدفع بإخوانه إلى الهلاك لكنه يجعل نفسه في مقدمة الركب يستقبل بصدره مخاطر الحروب فإن قتل كان مقتله راية تسير الأمة من بعده على هداها ، قتل عبد الله عزام وتميم العدناني وسامر السويلم (خطاب)وسليم خان يندرباييف وغيرهم الكثير من قادة الجهاد في عصره الحديث ولكن مسيرته لم تتعثر ومازاد مقتلهم المجاهدين إلا عزيمة وتصميما في المضي في مسيرتهم حتى يفتح الله لهم أو يرزقهم الشهادة كما فاز بها أسلافهم
وبالأمس قتل اليهود الشيخ احمد ياسين رحمه الله فتصدى لقيادة "حماس"المجاهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، ولسانه حاله يقول كم قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أحد قادة المسلين في مؤتة:

لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي * أرشده الله من غاز، وقد رشدا

فأعطاه الله ما سأل ونال الشهادة بإذن الله تعالى ، فنسأله جل وعلا أن يعوض هذه الأمة في مصابها خيرا وأن يقيض لها قائداً ربانياً كما قيض لأهل مؤتة خالد بن الوليد فكان سيفا مسلولا من سيوف الله
إن لنا في مؤتة عبرة وعزاءاً في مقتل القادة ومصاب الأمة بفقد رجالها
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش مؤتة قوامه ثلاثة آلاف رجل ، وأمر عليهم زيد بن حارثة ، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحه،
ويمضي البعث إلى حيث أمر رسول الله ويلتقي جيش المسلمين القليل العدد بمائة ألف من نصارى العرب ومائة ألف من نصارى الروم ،
والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء ، ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل وهو يقول :

يا حبذا الجنة واقترابها * طيبة وبارداً شرابها
والروم قد دنا عذابها * كافرة بعيدة أنسابها
علي إذا لاقيتها ضرابها

ويشاء الله أن تصاب الأمة في قادتها فيقتل الثلاثة زيد وجعفر وعبد الله بن رواحه .

فأي مصيبة أصابت ذلك الجيش وأي محنة امتحنوا بها أمن كثرة جيش العدو وقلتهم أم من مقتل قادتهم ؟!
كفى حزنا أني رجعت وجعفر * وزيد وعبدالله في رمس أقبر
قضوا نحبهم لما مضوا لسبيلهم * وخلفت للبلوى مع المتغبر
ثلاثة رهط قدموا فتقدموا * إلى ورد مكروه من الموت أحمر‏
إنها الشدائد والمحن ، إنها البأساء والضراء والزلزال الشديد ، ولكن نصر الله قريب
قال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)

ثم قيض الله لهذه الفئة سيفا من سيوف الله مسلول، هو خالد بن الوليد . اجتمع الرأي على أن يكون أميرهم ففتح الله على يديه

يقول خالد بن الوليد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في هذا اليوم العصيب : لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية

وجاء الخبر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في السنن (رُفعت له يوم مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم)
يقول عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه : "بعثني خالد بن الوليد بشيرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة، فلما دخلت عليه قلت: يا رسول الله فقال: على رسلك يا عبد الرحمن، أخذ اللواء زيد ابن حارثة فقاتل حتى قتل رحم الله زيدا، ثم أخذ اللواء جعفر فقاتل فقتل رحم الله جعفرا، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل فقتل رحم الله عبد الله، ثم أخذ اللواء خالد ففتح الله لخالد، فخالد سيف من سيوف الله، )
فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم حوله، فأنظر إلى عزاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة المباركة
قال: ما يبكيكم؟
قالوا: وما لنا لا نبكي وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا!

فقال صلى الله عليه وسلم : (لا تبكوا فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها، فاجتث زواكيها، وهيأ مساكنها، وحلق سعفها، فأطعمت عاما فوجا، ثم عاما فوجا، ثم عاما فوجا، فلعل آخرها طعما يكون أجودها قنوانا، وأطولها شمراخا، والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مريم في أمتي خلفا من حواريه".)

اللهم قيض لهذه الأمة قائدا مجاهدا ربانيا واخلفها في مصيبها خيرا
الله ارحم عبد العزيز الرنتيسي واسلكه في عداد الشهداء

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


منقووووووووووووووووووووووووووول
اضافة رد مع اقتباس