مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 11/06/2009, 09:25 AM
الغرناطي الغرناطي غير متواجد حالياً
روماوي مميز
تاريخ التسجيل: 23/06/2006
المكان: Il Romanista
مشاركات: 6,045
الزاوية التي أقرئها باستمرار :


مداخلات لغوية
في ساقة الكاتبين
أبوأوس إبراهيم الشمسان








تفاجأت بما كُتب عن أستاذي الحبيب الدكتور محمد الهدلق في المجلة الثقافية ذات العدد (286) في 11 جمادى الآخرة 1430هـ ، فاختلطت المشاعر في نفسي وتنازعتها؛ فالفرح بما سطر في حقه وهو قليل والحزن الذي بلغ من نفسي مبلغه أن فاتني هذا، فقلت: أكون في ساقة الكاتبين.

أول مرة لقيت أستاذي كانت في مبنى كلية الآداب بالملز، كنت راجعًا من القاهرة، بعد أن علمت أن مدير الجامعة أنهى بعثتي أو هو بسبيل إنهائها، وكنت قد تقدمت إلى القسم قبل هذا بطلب تمديد لأنهي آخر فصل كلفني بكتابته أستاذي يوسف خليف -رحمه الله-.

دخلت على الدكتور الهدلق ذلك اليوم وكان إلى جواره أستاذي الدكتور محمد الشامخ، فسلمت عليه وجلست إلى جانبه، أما الدكتور محمد الهدلق؛ فقد قام من كرسيه ليرحب بي ترحيبًا شديدًا حتى قلت في نفسي: أيعرفني من قبل؟ شرحت المشكلة يومها، فاستنكر أستاذي الشامخ أن تكون القرارات بغير علم القسم. وفي ذلك اليوم كان مجلس الكلية. وتركنا الهدلق ذاهبًا إلى المجلس، وكان وكيل الكلية في ذلك الوقت هو الزميل الدكتور عبدالله السيف، فذهبت ألتمس منه العون والوساطة لدى المدير، يومها قال عن موقف الهدلق في مجلس الكلية: «ما شاء الله عليه، ما ذكر شيئًا عن فصل البعثة ودافع عن طلب التمديد دفاعًا قويًّا»، نعم، هكذا فعل، وكان هذا أمرًا حاسمًا جعل مدير الجامعة يوم قابلته أكثر تفهمًا لحاجتي إلى مزيد من الوقت. ليس هذا هو الموقف الوحيد، فله مواقف كثيرة معي ومع غيري من الزملاء يطول سردها في هذه المساحة الضيقة. كان لي شرف العمل معه في لجان متعددة، كان لي فيها المعلم الأول بما وهبه الله من دقة ومعرفة دقيقة بالإجراءات الإدارية، هادئ الطبع لم أره يومًا غاضبًا مهما وجد من عنت الآخرين، له قدرة عجيبة على كسر جمود العمل واللقاءات بطرف يوفق إلى ابتكارها ببداهة تناسب المواقف، أما علمه فهو الغزير وأما حفظه فهو المكين، ما سمعته يومًا معقبًا على أحد إلا قلت في نفسي كيف اجتمعت له هذه الفِكر وكيف استوت له هذه الصياغة، وإنك لا تمل من حديثه وتعليقه. حين كان رئيسًا للقسم لم أعلم أنه أعيدت للقسم معاملة أنفذها؛ لأن الدكتور محمد الهدلق لا يترك مجالا للخطأ، وأنا إلى اليوم كلما رأيته في مجلس القسم أحس باطمئنان شديد إلى سير العمل لأنه يرعى القسم وهو من بين أعضائه كما لا يفعل أحد غيره، فتراه لا يترك من الأمور ما هو بحاجة إلى بيان أو احتراز، لأنه جريء في الحق لا يخشى غير الله في قول أو عمل، وكنت إذا رأيته ساكتًا عرفت أن الأمور في مجراها الصحيح. وهو على معرفته الغزيرة وعلمه الجم وسعة خبرته الإدارية بما كلف به من العمادات والأعمال الإدارية تجده بالغ التواضع، فتراه يهون من نفسه في حين يرفع من شأن الآخرين حافظًا للآخرين أقدارهم.

وإنه من دواعي فخري واعتزازي أن تشرفت بالعمل مع هذا الأستاذ الكريم الذي تعلمت من خلقه وعلمه فلا زال الله منعمًا عليه بالصحة والعافية.

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7987» ثم أرسلها إلى الكود 82244


معجمُ موازين اللّغة
صالح اللحيدان







أجمة: أجمة جمع (آجام) (1) وميزانها الصرفي أفعلة ولا يُقام على هذا أجم، بل لا بد من التاء المربوطة لكن لعل أجم لغة غير ناهضة. والأجمة بضم الجيم وفتحها لغتان والفتح هو: الأصل حسب فهمي وهي المرتفع من الأرض من أحجار أو جبل صغير له رأس أو ما يكونه الإنسان من أحجار بعضها فوق بعض علامة على شيء ما.(2)

(والأجمة) هي الطرف والمرتفع والعلامة والحد.

أنجم: من التنجيم وهو معرفة علم آثار النجوم وهو علم فيه صدق وكذب، وصدقه تخمين وظن ومقاربة وهو ضرب من الكهانة، ولما كان العربُ يعتقدون بالنجوم قبل الإسلام وأن لها تأثيراً في الحياة كالمطر والثمر والترحال.. إلخ.. بيَّن سبحانه أنها مخلوقة تسير بتدبيره تعالى {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} وقال قتادة (3) خلقت النجوم لثلاث (علامات يُهتدى بها وزينة للسماء، ورجوم للشياطين). وقد جاء هذا في الكتاب الكريم قال سبحانه {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} وكذلك جاء غيرها.

والنجوم منها ما هو ثابت، ومنها ما هو يسير بإذن الله تعالى، ومنها ما هو دائر حول نفسه (4) ولكل نجم منزلة وهُناك نجوم معروفة جاءت في الشعر والخطب والأمثال والحكم مثل: سُهيل/ الثرياء/ المرزم/ الجدي/ التَّابع/ التّويبع/ النسر اليماني/ النسر الشمالي/ (الشامي) عطارد/ زحل المشتري/.

والضرب بالنجوم كله لم يثبت به شيء ما فلم يصدق برج العقرب ولا الثور ولا الجدي ولا السرطان.. إلخ فيما يعتقده المنجمون أن له تأثيراً فيمن ولد في هذا البرج أو ذاك، إنما هي إيحاءات وتخييلات فاسدة {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.

أسفل: وأسفل رباعي الحرف وهي أصلية على وزن (أفعل) وهو ليس بمعنى تحت وإن كانا ظرفي مكان؛ لأن المعنى مُختلف لكن العامة يشكلون بينهما فيُقالُ تحت البيت، وأسفل البيت لكن جرى العرف اللغوي على ذلك وهناك مشاحة في هذا. وأسفل أبلغ من تحت ولهذا فإن استعمال أسفل إنما يكون في الدون في كل شيء قال سبحانه في المنافقين: {فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} وقال: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ } أي نهاية الأسفل وهذا كناية في المعنى، وحقيقة في الحس وذلك إنما يكون حسب الحاصل، وتقول سفُل الرجل سقط من حيث المعنى وقلّت قيمته عند: العقلاء إذا باع دينه أو مارى أو فجر أو راءى أو ظلم أو أكل الحرام ونحو ذلك، وأصل أسفل وسفُل وسفُلتْ أنها صيغ يؤتى بها للتعبير عن المراد الموضوع لها من حيث حقيقة وضعها كما قدمتُ آنفاً، وفي الجماد هُنا إشكال لكن لكل جماد تعبير معروف به فيُقال أسفل الوادي وأسفل الجبل، ويُقال: تحت الشجرة وتحت الغطاء وهكذا تكون الحال.

واعلم.. نفع الله بكَ.. أنَّ علم اللغة والنحو مثل علم: الحديث كل ذلك إلهام (5) وموهبة ونور يؤتاه العالم ولهذا لا ينفع في هذا البتة التصور بمجرد النقل أو كثرة القول، أو محاولة النقد هكذا (6) فتدبر هذا.

* * *

(الهامش)

(1) ويجوز: أجمات.

(2) وكانوا يجعلونها دليلاً على: مواطن كل قبيلة، وقد تكون من: مرتفعات للدلالة على: الموقع المعين.

(3) قتادة بن دعامة عالم مُحدّث لغوي مُفسّر روى له: الجماعة.

(4) كالجدي.

(5) عد ولا بد إلى كتاب: (العلل) لابن أبي حاتم ج1 ص5 /9 .

(6) عد إلى (نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرّخين) ص1 /15 .

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244


لا حول و لا قوةإلا بالله
طيب تستهزئ بالهيئة أنت الآن و لا بسنن النبي !
له يومٌ لن يخلفه و الله