مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #8  
قديم 28/02/2004, 12:14 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
srabالهلال srabالهلال غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
هل أهجر أصحاب الكبائر

السؤال:

ما القول في معاملة أصحاب الكبائر: كاللواط والزنى وغيرهما من الذنوب التي جاءت في النصوص بالوعيد الشديد لمن يقترفها..

هل يجوز الكلام مع أصحاب هذه الجرائم..؟ وهل يجوز إلغاء السلام عليكم..؟

وهل تجوز مصاحبتهم بقصد تذكيرهم بوعيد الله وأليم عقابه إذا كان فيهم بوادر التوبة..؟

الجواب:

من يتهم بهذه المعاصي تجب نصيحته وتحذيره منها ومن عواقبها السيئة، وأنها من أسباب مرض القلوب، وقسوتها وموتها أما من أظهرها وجاهر بها، فالجواب أن يقام عليه حدها وأن يرفع أمره إلى ولاة الأمر ولا تجوز صحبتهم ولا مجالستهم بل يجب هجرهم لعل الله يهديهم ويمن عليهم بالتوبة إلا أن يكون الهجر يزيدهم شراً فالواجب الإنكار عليهم دائماً بالأسلوب الحسن والنصائح المستمرة حتى يهديهم الله ولا يجوز اتخاذهم أصحاباً بل يجب أن يستمر الإنكار عليهم وتحذيرهم من أعمالهم القبيحة ويجب على ولاة الأمور في البلاد الإسلامية أن يأخذوا على أيديهم وأن يقيموا عليهم الحدود الشرعية، ويجب على من يعرف أحوالهم أن يساعد الدولة في ذلك لقول الله سبحانه: (وتعاونوا على البر والتقوى) وقوله عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) الآية. وقوله سبحانه وتعالى: (والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر).

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". أخرجه مسلم أيضا، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يوفقهم للتواصي بالحق والصبر عليه، وأن يجمع كلمتهم على الهدى ويصلح ولاة أمرهم إنه خير مسؤول.



المرجع : كتاب الدعوة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - ج2 ، ص 34
اضافة رد مع اقتباس