مقال فهد الروقي يبدو أن الشؤون الهندسية التي وضعت تصاميم الملاعب لم تستفد من دروس الماضي سواء الغائر في زحمة السنون والأحداث أو قريب العهد حين أقرت مع سبق الإصرار والترصد ودون مراعاة لمشاعر ثلة من أبناء الوسط الرياضي أصحاب صوت قوي وحضور مزعج يشبه حضور النائحات في المآتم وقد تخرج من مأتم إلى آخر وفي نهاية المطاف قد تذهب في ذات المساء لحفل زفاف راقص وتؤدي رقصة فرح عارمة تماشيا مع طبيعة المناسبة.
حين أقدمت على صبغ كراسي الملاعب الرياضية في كل من الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة باللون "الأزرق" وهو لون يعاني منه البعض ويشعرون نحوه بحساسية مفرطة وباشمئزاز عظيم خصوصا إذا علمنا أنهم احتجوا بداية هذا الموسم على وضع ذات اللون في شعار دوري المحترفين ونجحوا في إزالته من الشعار وكأنه " محرم " يجب التخلص منه أو القضاء عليه كما تفعل دول العالم حاليا مع المرض الخبيث أنفلونزا الخنازير
وهم الذين وصفوا منتخب الوطن ب "الكحلي" بعد أن أقرت له شركة ملابس عالمية طقما غير رسمي للترويج لملابسها الشهيرة وقد تناسوا أن المنتخب قد لبس في نفس الاتجاه ملابسَ بألوان متعددة كالأسود والرمادي وحتى القرمزي ولم تنتفض كرامتهم إلا حين ارتدى ما يشترك مع الأزرق في درجاته ولتدارك بعض الحرج تم صبغ مدرجات ملعب الملز باللون البرتقالي وكأنه من أنصار المنتخب الهولندي،وقد يجيرون هذا الإجراء للنفوذ "الأزرق" بل وفيه تأكيد لنظريتهم النتنة بالقدرة الزرقاء على اختراق انظمة الاتحاد السعودي بل والمضحك المبكي أنهم ربما يرون اختيار "الأزرق" ترضية لبني هلال بعد حالة التغاضي الأغرب في الكرة السعودية بعد الضربات المتتالية التي تلقاها في قضية ياسر والأهازيج التي تناقلوها بين الرياض وجدة ودبي وأخيرا وليس آخرا الرس وإن لم تجد العقاب الرادع ستصبح لزمة في حلوق ضعاف النفوس وراغبي التوطيد ثم بالضربات القاضية الفنية التي تعرض لها نجومه حتى وصلت لكسر السيقان والأنوف حتى أن رئيس الشباب تطاول على إدارته واتهمها باتهام خطير دون أن يقول له أحد قف يا رجل عند حدك لتأتي قضية الحكم الإيطالي وقصة إبلاغه بتمثيل مهاجم الهلال – إن صدقت الرواية "الزرقاء" – ولم تسع الجهة المسؤولة بفتح ملف لتقصي الحقائق وإثبات المخطئ ومعاقبته لهذا وعلى ذمة غوغائيي الساحة فإن اختيار اللون "الأزرق" لكراسي الملاعب هو عربون ترضية وجرأة من الشؤون الهندسية لم يراع بها مشاعرهم على إقحام لون الفريق إياه حتى في المدرجات وللمعلومية – شر البلية ما يضحك – وهذا نهجهم في تأليب الساحة وتصيد أخطاء الهلال حتى ولو لم يكن له فيها ناقة ولا جمل.
وهنا تأتي أم المشاكل فالمنافسة الشريفة بمنأى عن ذلك وتترفع من أن تنزلق في دهاليزهم المظلمة ولا تأخذ نفس منطقهم الأرعن وإلا لكان على رياضتنا السلام ولكنهم يفحمونها في كل شيء لتبرير أكاذيب إفك نسجوها منذ سنوات طويلة ويريدون ترسيخها فهي السبيل الوحيد لمقارعة زعيم البطولات.
"نقلا عن صحيفة الرياض السعودية" |