خروج الجماهير المغربية لتحية الأسود رسالة قوية للإعتناء أكثر بالرياضة الوطنية وإعطائها المكانة التي تستحقها

« وقع المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على شهادة ميلاد جديدة خلال مشاركته الموفقة في نهائيات الدورة الرابعة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم التي أسدل الستار عليها يوم السبت بملعب 7 نونبر برادس «ضاحية تونس العاصمة» بعد ثلاثة أسابيع من التباري

وقد ترك منتخب «« أسود الأطلس «« على الرغم من خسارته يوم السبت في المباراة النهائية أمام نظيره التونسي بهدفين لواحد انطباعا أكثر من رائع لدى الجمهور الرياضي المغربي العاشق لكرة القدم حتى النخاع ولدى جل الملاحظين نظرا للوجه المشرف الذي ظهر به على جميع المستويات .

وإذا كان المدرب بادو الزاكي قد خسر الكأس فإنه كسب فريقا شابا متكاملا ومتجانسا كله عزم وإصرار على مواصلة كتابة تاريخ كرة القدم المغربية بأحرف من ذهب ووصل ماضيها التليد بحاضرها الواعد لبناء مستقبلها المشرق.

وهذا ليس بعزيز على أبناء هذا الوطن الذي خرج من رحمه لاعبون عظام من طينة المرحوم العربي بنمبارك الذي أطلق عليه الأوربيون لقب «الجوهرة السوداء» وعبد الرحمان بلمحجوب و إبراهيم طاطوم وحسن أقصبي وإدريس باموس وأحمد فرس وعبد المجيد الظلمي وبادو الزاكي ومحمد التيمومي ومصطفى حجي وغيرهم كثير تألقوا على المستطيل الأخضر فأمتعوا وأبدعوا وأبهروا.

فأينما وليت وجهك تطالعك وجوه مستبشرة وقلوب مطمئنة كلها حب وإعجاب وتقدير لهؤلاء اللاعبين الشباب الذين يفيضون حماسا ووطنية وسكنوا قلوب الجماهير المغربية

وتجلى هذا التجاوب التلقائي في أبهى صوره في النزول العفوي للمواطنين إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم وغبطتهم وتفاؤلهم بمستقبل هذا الفريق الواعد . ويتوج هذا الإنجاز الذي تم تحقيقه عن جدارة واستحقاق بشهادة جميع المتخصصين وحتى أكثر الناس تشاؤما والمتمثل في بلوغ المباراة النهائية على حساب منتخبات إفريقية يقام لها ويقعد المجهود الذي قامت به المجموعة ككل وبشكل خاص الإطار الوطني بادو الزاكي والطاقم التقني المساعد له على العمل الجبار الذي قام به قبل وخلال هذه النهائيات

ويبقى من الضرورة استثمار هذه النشوة التي عاشها الجمهور الرياضي والشعب المغربي قاطبة مع فريقه الوطني خلال هذه الدورة بكل فخر واعتزاز وهو ما يعد حافزا قويا للرياضة الوطنية لكي تسير إلى الأمام