بداية الجزء الرابع ( الأخير )




صحفية كندية تقول " الفهم الخاطيء للاهابي ! "

كما وُضِّح في الثلاثة أجزاء الأولى ,, القوة الاقتصادية في العالم تتمثل في دولة واحدة فقط هي الولايات المتحدة الأمريكية ,, فمن يعمل في الصين لإنتاج بضائع رخيصة الثمن يعلم علم اليقين أن جزء كبير من هذه البضائع سينتهي بها الحل على رفوف Wal Mart و من يستخرج المواد النفطية في المملكة العربية السعودية يدري أن جزء كبير من هذا النفط سيستخدم في واشنطن و نيويورك و من يتابع دوري كرة السلة الان بي اي يدري أن دخل النقل التلفزيوني سيذهب للولايات المتحدة و من يأكل ( بق ماك ) في فرنسا ,, يأكل الأكل الامريكي و من يتابع المصارعة و الأفلام و غيرها يعلم أن ريع هذه الأشياء سيعود لهوليوود و غيرها ,,,

يلوح في الأفق سؤال عريض جداً يحتاج إلى إجابة شافية ,, كيف سقط الاقتصاد الأمريكي بالرغم من قوته ؟


هناك الكثير من الأمور التي ساهمت في هذا السقوط ,, منها:

1- الحروب الأمريكية

لم تجني امريكا من حروبها على أفغانستان و العراق سوى خسارة المال و خسارة الرجال ,, و هذا ما شكّل ضغط كبير على الحكومة الأمريكية السابقة في آخر أيامها ,, فهناك الكثير من الأسر التي لم ترغب بأن تخسر أبنائها و بناتها لأجل حروب لا فائدة منها ,, و هذا ما تحدث به جندية امريكية ذهبت لأرض العراق ,, فكانت تكتب في مذكراتها ,, الكثير من الموجودين هنا لا يعلم لما نحن هنا فليس هناك هدف معين و نحنُ لا نقوم بأي شيء يُذكر سوى تلقي ندب الشعب العراقي و مذمة العالم ,, كل يوم يمر أشعر فيه أنني أخطأت عندما ألتحقتُ بالجيش الأمريكي ,, و أخطأت أكثر عندما قبلت بهذه المهمة ,, أتذكر آخر حديث لي مع جون - صديق لها - حينما قال: المغفلون سيغيروا مسيرة حياتك ,, و لكنني قُلت له: هذه مهمة وطنية لا يمكن التخلي عنها ,,


تلك الحروب جعلت الشعب الامريكي ينتخب أوباما لخلافة بوش لأنهم كانوا يرون في مكين بوش آخر ,, عموماً .. يبدو أننا الولايات المتحدة ستتحمل خطأ هذه الحروب سنوات عدة ,,


2- زيادة الحقد العالمي و النفور من المنتجات الامريكية

في أحد المطاعم الكوبية ,, طلبت النادل إحضار كأساً من الكوكاكولا ,, فرد علي بقوله: ما تراه في قائمة الطعام هو كولا و ليس كوكاكولا ,, الكولا كوبية و الكوكاكولا منتج امريكي و نحنُ في كوبا لا نبيع و لا نتعامل مع الأنذال في أي شيء ,, تكلم النادل بكل حماس و يشهد على ذلك صديقي الذي كان موجود في نفس المطعم ,, للمعلومية فقط ,, كوبا تقبل جميع الوافدين إليها من العالم ( بدون تأشيرة ! ) و لكنها لا تقبل أمريكي في أراضيها بأي حال من الأحوال ,, لذا تجد الكثير من الكنديين يرغب الذهاب إليها ,,

يروي لي أحد الإخوة أنه في مدينة ميلانو الايطالية ,, استوقف رجال الأمن هناك الحافلة التي نقلته مع المجموعة التي كانت معه ,, و طلب رجال الأمن من جميع من في الحافلة بإبراز هوياتهم ,, و كان هناك رجلين مخالفين أحدهما امريكي و الآخر كندي ,, فلم نظر رجل الأمن إلى جواز الكندي ,, قال له عليك الذهاب حالاً لتجديد إقامتك هنا ,, ثم استفرد بالامريكي و أخذ بالتحقيق معه فترة ثم أخذه معه ,, و علق صديقي على الموضوع بأن الايطاليين لا يقبلون بأي شيء امريكي ,,








في المكسيك ,, و بالتحديد في قلب مدينة كانكون بالقرب من كوكوبونقو ,, حدث شجار بين امريكي و مكسيكي و صرت المكسيكي يردد ( قرنيقنو .. قرينقو .. قرينقو ) ,, فسألت صديقي المكسيكي عن ما يقصده الرجل بهذه الكلمة ,, فرد أنه مصطلح و ( عيارة ) يطلقها المكسيكيين على الامريكان ,, و قصة هذه الكلمة تعود للمشاكل التي حصلت بين مجموعة من الامريكان و المكسيكيين و لم يكن المكسيكيين يجيدون التحدث باللغة الانجليزية فأصبحوا يرددون ( Green go ) في إشارة إلى أنهم لا يرغبون ببقاء أي أمريكي ( أخضر ) في المكسيك ,, أصبحت هذه الكلمة مسبة نسبة للبس الأخضر الغريب الذي ارتداه الأمريكان في تلك الفترة ,, طلبهم لطرد الأمريكان يذكرني برغبة السعوديين لطرد العمالة البنقالية ,, هذا للاستطراد فقط و ليس له علاقة بالموضوع ,,



3- القِربة المخروقة: الأنطمة الداخلية الجائرة

نعود الآن لما ذكره مؤلف ( الاقتصاد العالمي .. خطوة بخطوة ) ,,

,, إن سلوكيات التجار الأمريكان في تعاملاتهم المادية داخلياً تنبأ بقدوم كارثة مالية محلية ,, فعدد المستفيدين من نظام التعاملات المادية قلة و عدد المتضررين كثير جداً ,, فلا أحد يستطيع تحمل أعباء الاقتراض من أحد البنوك نظراً لأنها شديدة الربوية و كثيرة الضرائب ,, فعندما يقترض الموظف العادي ألف دولار عليه إرجاعها بفائدة لا تقل عن 25% و على فترات متتالية ,,

بالرغم من ذلك فإن الكثير من المغلوب على أمرهم يضطر أن يرضخ لهذا النظام ليدفع تكاليف الجامعات و التي لا يتسطيع أن يوفرها شاب في عامه الثامن العشر أو التاسع عشر ,, و كذلك يحتاجه الموظف العادي لإنشاء بيته ,,

في الولايات المتحدة و كندا ,, إذا امتلك منزلاً فعليك دفع ضرائب عليه بالرغم من أنه منزلك الخاص !!

التأمين الصحي في امريكا سيء جداً و عليك دفع جميع تكاليف علاجك إن أردت أن تُعالج بشكل كامل ,, و عندما تدفع ألفين دولار سيتم علاجك بشكل أفضل ممن يدفع ألف دولار لأنك أنت من تدفع رواتب الأطبة !!

بعكس كندا و الذي يشمل التأمين الصحي جميع أفراد الشعب و يتم توفير رواتب الأطباء من الضرائب التي تترواح ما بين 5 إلى 13% من قيمة جميع المشتريات ,, يحكم تلك النسبة مسؤولي المقاطعة الكندية ,,

أخيراً فإن جميع الشركات الامريكية تحتاج أن تبرز نفسها بالرغم من سوء الأظمة الامريكية ,, فأصبحت جميع الشركات تحتاج أن تقترض من البنوك ,, فشركات القنوات التلفزيونية متمثلة في قناة ( much Tv ) اقترضت و هوليوود اقترضت في فترة سابقة ,, حتى أنني قرأت خبر طريفاً في إحدى الصحف يقضي بأن الشركات الإباحية طالبت الحكومة الامريكية بتخفيف الفوائد الربوية البنكية





حتى شركات السيارات الامريكية ,, أصبحت تعاني بسبب وجود الكساد و عدم قدرتها على مجاراة القِربة المخروقة و الأنظمة الجائرة فسقطت أحد أكبر منتج للسيارات في العالم جينيرال موتر ( GMC) و أثر ذلك على موزيع السيارات الامريكية في جميع أنحاء العالم


في النهاية ,, أردت التذكير أن أذكّر بما قاله أحد أكبر الشخصيات الكندية على الإطلاق ( ستيفن هاربر ) حينما قال: كان علينا كحكومة كندية بتخفيف الضرائب ,, لأن الضرائب التي تفرض النظام الرأسمالي هي من تحسس الأفراد بالخمول و تشعرهم بالظلم ,, أتمنى لو نسطيع أن نستخدم نظام يشبه النظام الإسلامي ,, بحيث يعطي الأغنياء الفقراء جزء من أموالهم و بذلك يقل في المجتمع نسبة البدون و يتحسن الوضع الاقصادي العام للأفراد و تتفرغ الحكومة لمعالجة الديون الخارجية مع بقية الدول

حديث هاربر جعلني أتذكر كلام أعظم البشر .. و حديث من أُعطي جوامع الكلم بقوله صلى الله عليه و سلم في خطبة الوداع:

"أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب ... إلى قوله ..
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد"