[ALIGN=CENTER]ولنا ملاحظة‏!‏
بقلم : حسـن المسـتكاوي

الحرب والغضب‏..‏ والأشقاء‏!‏ [/ALIGN]

يذهب الأشقاء للعب كأنها الحرب‏.‏ يذهبون وهم يهتفون الفوز أو الموت‏.‏ وخلفهم جيش من المشجعين المتحفزين الغاضبين‏

فالمباراة لم تبدأ بعد وهم غاضبون ومشحونون وعصبيون‏.‏ وتخرج الصحف والوكالات العربية‏,‏ وهي تتحدث عن تاريخ الثأر والدم والود المفقود بين الفريقين‏,‏ ويطلق الحكم صفارة البداية‏,‏ فتبدو انها اشارة ببدء القتال‏.‏

فيركل اللاعب العربي كل شيء يتحرك في الملعب امامه‏.‏ يركل الكرة والضلوع والسيقان‏.‏ ويكون اللعب مقتولا والخصم قتيلا‏,‏ فلا مساحات‏,‏ ولا سماح بها‏

لكن الأفارقة يلعبون كرة قدم ويحاولون‏,‏ في إطار من الصراع التكتيكي‏,‏ واللعب المفتوح‏.‏ وفي المباريات العربية يكون اللعب قتالا‏,‏ ويندلع الشغب فرحا بهدف وبتحقيق النصر‏

ويندلع الشغب أيضا غضبا عند الهزيمة‏ سيان المهم أن يكون التعبير غاضبا وقاسيا وثأريا‏!‏

واللعب عند الاشقاء حرب تنتهي بفوز فريق وموت الآخر‏.‏ تماما كما كان الحال في المصارعة الإغريقية علي ميدان الكولوزيوم‏.‏ التي تنتهي بفوز مصارع ومقتل الآخر امام مقصورة القيصر‏..‏ ويقول أب لابنه اللاعب في رسالة تحفيز‏:‏ لو خسرت من مصر لاتعد من تونس‏

ولعل الرسالة تكررت من نفس الأب الي نفس الابن وهو يلعب امام المغرب‏

فالخسارة لعربي من عربي مرفوضة‏.‏ لكنها مقبولة من الاجنبي فقد يخسر فريق عربي من فرنسا أو ألمانيا أو انجلترا بثلاثة واربعة وعشرة اهداف‏,‏ ولاتقوم الدنيا ولا تقعد علي رأس المهزوم أو علي رأس الاجنبي الفائز‏..‏

هل هو الشعور بإن انتصارات الأجانب منطقية لاننا اقل‏..‏ وهل هو الشعور بان الانتصارات العربية مرفوضة لان كل عربي يري انه افضل من الآخر‏

كانت تلك افكاري وأنا أتابع معركة المغرب والجزائر علي ملعب الطيب المهيري مرتديا خوذة المشاهدة‏,‏ وأمامي درع الحماية‏,‏ وهي المباراة التي انتهت بفوز اسود الأطلسي بجدارة‏

وهزيمة الخضر في يوم من الايام السوداء في تاريخ الكرة العربية وتاريخ لقاءات الأشقاء الأحباب أبناء اللغة الواحدة والدم والجغرافيا والتاريخ والمصير الواحد‏