الموضوع: • حالة ذهنيّة
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #13  
قديم 13/04/2009, 03:55 PM
ميّادة ميّادة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401


* عملة ضائعة !

تدربتُ منذ الصغر على السؤال البليد جداً .. " وش بتصيرين لما تكبرين ؟ " و كل الجهود اللازمة لتحقيق أي أمنية ممكن تخطر في البال آنذاك لن تتجاوز جهد صنع طائرة ورقيّة ! ..
الأحلام المتطايرة لا تكلف أكثر من عناءِ التخيّل .. فتكون الإجابة الحاضرة " مُعلمة " و ما إن أشكو من ألم ضرس و أذهب لطبيب حتى أعود و أغير مسار الأمنية إلى " طبيبة "
و تأخذ الأمنيات في امتدادها الطفوليّ الساذج لتطولَ أيّ فكرة يستدرجها موقفٌ ما ..
الآن و مع تقدّم العمر فإن الأمنيات تنحسر في بؤرة ضيّقة جداً لا تكفي لصناعة أيّ مشروع حياتيّ سوى نفث الأفكار المجنونة على الورق !

في العشرين سنة القادمة أظن أنني سأغلق ملفّي عند طبيب الأسنان " حامد " لفتحِ ملفٍ آخر في عيادة نفسيّة !
هذا ما أحدّثني به كثيراً و أضحك ! .. و أضحك أكثر حينما أتذكر أنّ الضحكَ يوماً قد يقلبُ الموازين و يُضاعفُ الشقاء ! ..
أرجوكم .. أفهموني جيّداً .. أنا لا أغرق في بؤسِ اللحظة كما يتظاهر حديثي أمامكم .. أنا فقط أحاول أن أزيحَ لكم مقعداً لمشاهدة مسرحيّة ذهنيّة هزليّة متكررة .
فأنا أشعر بمشرط آدميّ يغرس سنّه بعناية داخلَ قلبي ليترك انفعالاته تتسرّب بلا ضمّادات تربتُ على موضعِ الألم .. هكذا تبدو الآن انفعالاتي عارية تماماً .
كل الوجوه الفارغة لا تكفّ عن محاولة اقتناص ملامحي الهاربة تحت قناع ابتسامةٍ صفراء .
لا أعلم أيّ المنعطفات الخطرة مؤخّراً سرقت معها وجهي الحقيقيّ و فغدوتُ كأغنية ضائعة تمتطي حنجرة غريب
كل هذا النزال المريع في منازعة الأشياء في وجودها ما هوَ إلا محاولة لاسترجاعِ الصوت المبحوح ,
و إعادة تأثيث الداخل من جديد و بطريقة عصريّة بدلاً من أمضي سنواتَ عمري أجرُّ معي سنينَ الطفولةِ المُترفة .




* تك .. تك .. تك .. يا أم سليمان ,
تك .. تك .. تك .. جَوزك وين كان

جدّتي لا تكفُّ عن وصفي بالعاقة و لكن بطريقة مهذّبة جداً في كلِ تجمعٍ عائليّ لا أحضره .. آخ يا جدتي !
الابنة العاقة من بين حفيداتك هي نفسها الابنة الوحيدة التي تخطئينَ باسمها .. هي نفسها من وبّختها أمامَ جاراتك عندما أتت لتعايدكِ و لأول مرّة صباحَ العيد !
جدّتي بالنسبة لي مثال جيّد جداً لغرور الأنثى و مكائدها الجميلة عندما لا تكفُّ عن سردِ حكاية زواجها من جدّي
بلكنتها النجديّة التي لم تمت على لسانها بعد كلما اجتمعت مع زوجة أخيه في مناسبةٍ ما .. و كيفَ أنّها كانت محطّ أنظار أبناءِ القبيلة
و كيفَ أن جدّي البدويّ القادم من أرضِ الحجاز أتى إلى مضاربهم النجديّة ليغلبَ أبناء عمومتها و يظفر بها ..
و نحنُ على الطرف الآخر من المجلس نكتم ضحكاتنا على هذهِ الحكاية التي لم تمت حتّى بعدَ موتِ جدّي .
هذهِ السيّدة الستينيّة تُثبت لي دائماً أن نصفُ جاذبيّة الأنثى مقترناً بغرورها الجميل الذي لا يقترن بالعمرِ أبداً
يا لمكركِ الجميل يا جدتي .. هذا هو كيد النساء اللاتي يتباهينَ لآخر العمر بجمالهنّ في الصبا !








اضافة رد مع اقتباس