مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #30  
قديم 03/04/2009, 01:21 PM
عاشق الغشيان 7 عاشق الغشيان 7 غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 21/04/2005
المكان: عروس البحر الاحمر جدة
مشاركات: 1,501




خرجنا من القسم أنا وغسّان ثم حدثته بما حدث لي .. واقترح علي أن يحدّث والدكِ أولاً
وباعتبار أني لم أكن مخططاً ماذا أقول لوالدكِ وافقت
ذهبنا إلى منزلكِ .. كانت الساعةُ عند وصولنا العاشرةُ مساءً
نزل غسّان وطرق الباب وحدّث الحارس ثم دخل .. لم تمضي النصف ساعة حتى اتصل بي غسان قائلاً :
" سعود نحن بإنتظارك سترى الحارس امام الباب لكي يدخلك "
في حقيقة الأمر لا أعلم ما قاله غسان لوالدكِ حتى الآن
فلم يجيبني غسان عندما سألته ما عن ما دار بينهما ,
على الفور ادخلني الحارس لهما ورأيت الرجل الذي كان برفقة رجل الامن صاحب الملامح المألوفة
انه والدك لكنه اختلف علي قليلاً ليس كما رأيته المرةٌ الاولى .. "فهو ملتحي الآن ويتضح على محياه الهم .."
بعد السلام جلستُ بجوارِ غسّان .. مضت دقائق كنت استجمع فيها افكاري
إلا انني لم أجد الكلمة التي ابدأ بها .. فبداخلي الكثير من الكلمات أريد ايصالها لوالدكِ !
همس لي غسان قائلاً .. تحدّث يارجل , عندها قلت لوالدك :
" أبا احلام أتذكرني .. ؟! "
قال نعم : " انت سعود .. أذكر أنك وعدتني أن تبتعد عن طريق ابنتي .."
قلت نعم فعلا واأا هنا لكي تحلني من هذا العهد فلا طاقة لي عليه ..
أبا أحلام أريدك أن تسمع حديثي قبل أن تقرر ..
في المرةِ الأولى لم أستطع التحدث وأحسبُ أني ظلمتُ نفسي وغيري بصمتي ..
لكن هذه المرة أرجوك دعني أكمل حديثي قبل أن تحكم بأيةِ قرار
كما أريدك أن تحكم على الأمر من كل الزوايا لا من زاويتك أنت فقط ! "
تنهد والدكِ فقال : " تفضل "
قلت : " أقسم بالله أن سعادتي الآن بيدك وبقرارٍ منك .. وهو غير الذي صدر منك في المرةِ الأولى
ففي الشهرين الماضية كنت كالشخص الذي بلا هوية في ديارٍ غير دياره !
ابنتكِ أطهر وأنقى انسانٍ عرفته في حياتي فأصبحت لي من أساسياتِ الحياة واحسبني ان اطلتُ البعاد عنها .. هالك
أحببتها واحبتني حباً عذري .. ليس حباً مقنع وهذا ما جعلني أكرر محاولتي ..
واقسم لك أن لقائي بها كان بسبب بحثٍ جمعنا كم قلت لك سابقاً
واُعجبت بأدبها وأخلاقها وجمالها ؛ فإبنتك للأدب عنوان وللجمال أوطان فهي في ناظري اسمى صورةٍ للانسان
واقسم بالله مرةً ثالثة ان وافقت على زواجي بها ان احترمها وأحافظ عليها كما لو كانت في ظلك .. !
هذا ما كل ما يجول في خاطري أو بعضه يا أبا أحلام .. عندها سالت دمعة والدكِ وقال :
"لم يعد القرار قراري .. أنا موافق شرط أن تعيد ابنتي لي ..!"
أربكتني دمعةُ والدكِ قبل أن يربكني ويشتتني شرطه ..
جن جنوني وبدأت كلماتي تتقاطع ..
" أحلام .. مابها .. مالذي حدث لها .. أين هي .. ؟! "
وكان غسّان يهدئ من روعي .. قبل أن يقاطعناً والدكِ قائلاً :
" قبل ثلاث أسابيع وجدنا أحلام في سريرها لا تتحرك لا تتكلم ..
أخذتها إلى المستشفى وبعد الكشوفات وجدو انها لا تعاني من أي مشكلةٍ عضوية
وأن ما فيها نتيجة صدمةٍ عصبية تعرّضت لها
وفضل الدكتور بقائها هناك لمتابعة حالتها بالإضافة للإهتمام بغذائها لأنها ايضاً لا تأكل الآن إلا عن طريق المغذيات
وأنا كل يومٍ أذهب إليها في حين والدتها ترافقها ..
ثم قال لي : " ان كنت تستطيع أن تعيد ابنتي كما كانت فأنا ابارك زواجكم .. "
ثم أعطاني اسم المسشفى ورقم الغرفةِ وها أنا الآن امامكِ ..!
لا أخفيك يا احلام الخبر صعقني فقد علمت الألم الذي يسكنك .. الألم الذي أنا سبباً به




اضافة رد مع اقتباس